لماذا هناك تناقضات أو تفاوتات في نتائج أبحاث القهوة حول العالم؟
عالميا، نستهلك حوالي مليارين كوب من القهوة كل يوم. وهذه كميه كبيره من القهوة. يريد اولئك الذين يشربون القهوة ان يعرفوا ما تفعله القهوة بهم بالإضافة الى ايقاظهم. غالبا ما نكون متفائلين بشكل وهمي نريد ان يكون العالم أفضل، وربما ابسط مما هو عليه. نحدق في اكوابنا نفسها ونريد منها ان تمنحنا الصحة والسعادة.
إذا كنت تتابع الاخبار فربما تكون قد لاحظت تناقض ما بين مجموعات توصي بشرب القهوة ومجموعات اخرى توصي بالتقليل من القهوة او الاثار السيئة منها! لذلك كثير ما أظهرت الدراسات الحديثة ان القهوة وحتى ان كانت محلاه لها فوائد صحية بينما اظهرت دراسات اخرى نتائجا أكثر تباينا. لماذا هذه التناقضات في التوصيات عن القهوة؟ او ما لذي يجعل القهوة جيده عند البعض او سيئة عند الاخرين؟ الإجابة معقده، ولكن يبدو انها تتلخص في الطبيعة البشرية والعادات العلمية.
التفاؤل والتمني
عالميا، نستهلك حوالي مليارين كوب من القهوة كل يوم. وهذه كميه كبيره من القهوة. يريد اولئك الذين يشربون القهوة ان يعرفوا ما تفعله القهوة بهم بالإضافة الى ايقاظهم. غالبا ما نكون متفائلين بشكل وهمي نريد ان يكون العالم أفضل، وربما ابسط مما هو عليه. نحدق في اكوابنا نفسها ونريد منها ان تمنحنا الصحة والسعادة.
من القهوة للكافين
تأتي بداياتنا الصباحية من ماده نباتيه. تحتوي القهوة بشكل عام الى جزيئات من مضادات الأكسدة بما في ذلك البوليفينول، وهي ماده توجد بتركيزات كبيره في القهوة. غالبا ما توجد هي ومضادات اكسده اخرى في العديد من النباتات مثل البروكلي والعنب البري. أكثر الناس يشربون القهوة لأجل الكافيين وليس من اجل مضادات الأكسدة. كل ما يمكن ان نأمله واقعيا هو ان لا نؤذي أنفسنا بشرب القهوة. تدفع الطبيعة الديناميكية للعلم ايضا علاقتنا الطبية مع القهوة. يحب العلماء دراسة القهوة تقريبا كما نحب شربها. هناك ما يقارب ثلاثة ملايين ونصف مقال عن القهوة وحتى عدد الاكواب التي نستهلكها مثير للجدل بشكل مدهش، حيث تخضع للعديد من الجوانب للتدقيق والدراسة النقاش.
تغيير نتائج البحث
إن التقلبات المذهلة في الاثار الصحية للقهوة تسلط الضوء على التحدي الأساسي في العلوم الحديثة. البحث هو عملية مستمرة، ويتغير فهمنا للعالم من حولنا أثناء الاستكشاف والتعلم. نحن نتساءل ونفحص ونتخذ القرارات بناءً على أفضل المعلومات المتوفرة لدينا. يمكن لهذه القرارات، بل وينبغي، أن تتغير عندما نحصل على معلومات جديدة. في عام 1981، أعلن مقال رأي رفيع المستوى في صحيفة نيويورك تايمز بصوت عالٍ أن فنجان الصباح الخاص بنا يقودنا إلى قبر مبكر.
الكتاب اقسموا على عدم شرب القهوة وان يواجهوا الواقع الرمادي لعالم ما بعد القهوة. كانت قناعاتهم مدفوعة بدراسة حديثة في ذلك الوقت ربط فيها الباحثون بوضوح حتى الاستهلاك المعتدل للقهوة يقود لارتفاع أكبر في الوفيات المبكرة. عند مرور ثلاث سنوات، تم دحض هذه الدراسة من بعض العلماء، ومن المفترض ان المحررين في المقال قد عادوا لشرب القهوة الخاصة بهم -هذا إذا كإنو قد ابتعدوا بالفعل. تم إجراء الدراسة الأولية بشكل جيد، وشملت أكثر من 1000 مريض مما يقارب من اثني عشر مستشفى وخمسة علماء مرموقين. كانت النتائج واضحة ويبدو أن الاستنتاجات مبررة. لكن دراسة المتابعة فشلت في تكرار الاستنتاجات المروعة، لذلك لم يجد المؤلفون أي صلة بين شرب القهوة والموت المبكر.
ما الخطأ الذي حدث؟ ربما كان هناك شيء واحد الا وهو اعتماد الباحثين على مقياس مشترك للأهمية الإحصائية، وهو (P-Value). تم تطوير القيمة كطريقة لاستكشاف البيانات، ولكن غالبًا ما يتم التعامل معها على أنها رصاصة سحرية تحدد النتائج المهمة. ببساطة لا توجد طريقة مضمونة أو موضوعية أو غير قابلة للدحض لتحديد أهمية النتيجة. يمكننا التوصل إلى استنتاجات معقولة من خلال التشكيك في الاستنتاجات التي تبدو جيدة جدًا لدرجة يصعب تصديقها. مثل فكرة أن استهلاك مادة نباتية يمكن أن يجعلنا نعيش لفترة أطول، او تناول نظام غذائي خيالي مثل رجل الكهف سيجعلنا أكثر صحة، كما لو أن جائحة COVID-19 قد انتهت.
الفوائد الصحية
هل القهوة جيدة بالنسبة لك؟ نعم، بمعنى أنه سيوقظك، ويحسن مزاجك، وربما يمنحك عذرًا للخروج من المنزل والدردشة مع الأصدقاء في مقهى محلي. هل شرب القهوة سيجعلك أكثر صحة أو يساعدك على العيش لفترة أطول؟ ربما لا. بالتأكيد، يمكن لمضادات الأكسدة الموجودة في كوبنا الصباحي أن تساعد أجسامنا بالفعل، ولكن هناك طرق أفضل بكثير لزيادة تناولك لمضادات الأكسدة.
لذا، استيقظ مع فنجان قهوة قوي، ولكن حافظ على صحتك باتباع نظام غذائي معقد ومتنوع.