ما العلاقة بين صحـة الحاج واللقاحات ؟

بدأ الوعي بأهمية الحج كمصدر للأمراض المحلية والتي قد تؤدي إلى انتشارها بشكل عالمي يتلقى الاهتمام بعد حادثة تفشي البكتيريا السحائية - وهي بكتيريا تصيب الأغشية التي تحمي الدماغ والحبل النخاعي و تعريف اخر مرض المكورات السحائية خلال الحج، وهي عدوى بكتيرية خطيرة تسببها بكتيريا تسمى المكورات السحائية. تؤثر هذه العدوى بشكل رئيسي على الأغشية المحيطة بالدماغ والحبل الشوكي (التهاب السحايا) ويمكن أن تؤدي أيضًا إلى تسمم الدم (تعفن الدم). ـ التي حدثت في عام ١٩٨٧، ولهذا بدأت الجهود في تضمين اللقاحات الإلزامية وخاصة للحجاج القادمين من البلدان المعرضة لخطر أكبر، وفي عام ١٩٨٨ تم توسيع هذه الجهود ليشمل جميع الحجاج القادمين.

ما العلاقة بين صحـة الحاج واللقاحات ؟


بدأ الوعي بأهمية الحج كمصدر للأمراض المحلية والتي قد تؤدي إلى انتشارها بشكل عالمي يتلقى الاهتمام بعد حادثة تفشي البكتيريا السحائية - وهي بكتيريا تصيب الأغشية التي تحمي الدماغ والحبل النخاعي و تعريف اخر مرض المكورات السحائية خلال الحج، وهي عدوى بكتيرية خطيرة تسببها بكتيريا تسمى المكورات السحائية. تؤثر هذه العدوى بشكل رئيسي على الأغشية المحيطة بالدماغ والحبل الشوكي (التهاب السحايا) ويمكن أن تؤدي أيضًا إلى تسمم الدم (تعفن الدم). ـ التي حدثت في عام ١٩٨٧، ولهذا بدأت الجهود في تضمين اللقاحات الإلزامية وخاصة للحجاج القادمين من البلدان المعرضة لخطر أكبر، وفي عام ١٩٨٨ تم توسيع هذه الجهود ليشمل جميع الحجاج القادمين.

وفي أعقاب حادثة التفشي التي حدثت في عام ١٩٩٢ المرتبطة بالعمرة بين المعتمرين غير المحصنين، تم إصدار قرار بإلزام أي حاج يدخل أراضي المملكة بأخذ التطعيمات اللازمة والتوعية بأهميته بين سكان المملكة وتقديمه للرضع، ومع ذلك استمرت حدوث إصابات بسبب سلالات مختلفة من البكتيريا.

في الوقت الحالي ومع توفر نوعين مقبولين من اللقاح وهما: عديد السكاريد– وهو لقاح ينتج من طبقة السكر للبكتيريا - والمقترن ـ وهو لقاح يقترن فيه مولد ضد ضعيف بآخر قوي لتقوية الاستجابة المناعية- فإن سياسة قبول النوعين تختلف في المدة، فبينما اللقاح المقترن صالح ومقبول إذا كان خلال الخمس سنوات الأخيرة فعديد السكاريد يصل لثلاث سنوات. ومع تطبيق هذه البرتوكولات وزيادة توفر اللقاح المقترن للأشخاص المعرضين للخطر بين المواطنين والمقيمين بالمملكة، قلت وتقلصت حالات التفشي لالتهاب السحايا بشكل ملحوظ بين الحجاج والمعتمرين، كما لم تحدث أي ظاهرة تفشي منذ عام ٢٠٠١، وقلت أيضا الحالات المنتشرة بين سكان المملكة في العقدين الماضيين، ومع ذلك يجب ألا نؤخذ بهذه البيانات لأسباب، نذكر منها:

1. الحالات الفردية لا زالت مستمرة، والتي لوحظ أنها انتقلت للحجاج الآخرين، منها ما حدث في عام ٢٠١٩، في حالتين عائدتين للمملكة المتحدة أصيبتا بالسلالة المقاومة لمضاد السيبروفلوكساسين -وهو مضاد حيوي يستخدم لعلاج العديد من العدوى البكتيريةـ، واختلاطهما بأشخاص آخرين ونقل العدوى لهم.
2. البروتكولات والإستراتيجيات المتبعة تحتاج مزيدا من الدعم والتقوية، ومنها ما طالب به مجموعة من الخبراء باستخدام اللقاح المقترن كونه يحث على تكوين مناعة أقوى من التي يحدثها لقاح متعدد السكاريد، ويقلل من حاملي المرض وانتشار العدوى بين الأشخاص، خاصة بين المعتمرين والحجاج الذين يزورون المملكة بشكل منتظم، كما يجب التأكيد على تطبيق سياسة اللقاح على سكان المملكة وخاصة العاملين في القطاعات الصحية الحاضرين أثناء مواسم الحج.
3. وتطفو مشكلة أخرى على السطح، وذلك بخصوص الوقاية الكيميائية –وهي إجراءات متخذة للوقاية من الأمراض والتقليل من مضاعفاتها المتوقعة- والتساؤل فيما إذا كانت منافعها أكبر من مضارها، وهل يجب الاستمرار في هذه السياسة وخاصة بعد زيادة حالات المقاومة للمضادات الميكروبية.

 

حمل المكورات السحائية

الاحتشاد الاجتماعي الشديد والتجمع الذي يصاحب مناسك الحج يعتبرون عوامل خطورة ذات نسب عالية لانتشار عدوى المكورات السحائية واكتساب العدوى. 

دراسة سابقة التي درست نسب حاملي عدوى المكورات السحائية اشرت الى ان نسبة حاملي العدوى كانوا أكثر بالمدينتين المقدسة، مكة المكرمة والمدينة المنورة، مقارنة بمدن المملكة الأخرى. ونسبة أيضا حاملي العدوي كانوا أكثر بالحج مقارنة بالعمرة. 

معدلات اختلاط العوائل لحاملي العدوى يتراوح من بين ٨-٢٥٪. وعلى الرغم من وجود تباين زمني كبير في حمل مجموعات العدوى المختلفة، فإن الصورة العامة تظهر سيطرة نوعين من المكورات السحائية ( W و ( B في المجموعات الحاملة.

عدد من الدراسات درست نسبة وعدد حاملي العدوى قبل وبعد أداء الحج. هذه الدراسات اشرت الى ان نسبة حاملي العدوى يتراوح من بين ٣.٤ –٨.٠٪ قبل أداء الحج، وبالحجاج المغادرين تتراوح النسب من بين ١.٢ –١٠.٤٪. شكلت مجموعة W نسبة أعلى بكثير من الحالات التي تم تحديدها في الحجاج بعد الحج وقبل مغادرتهم إلى بلدانهم مقارنة بتلك التي تم تحديدها من الحجاج عند وصولهم للحج. يتماشى ذلك مع الفهم بأن اكتساب وانتقال حاملين مجموعة W كان المحرك الرئيسي لانتشارها بين القارات.

ملاحظة مهمة من هذه الدراسات اشرت الى ان بينما عدد حاملي العدوى كانوا قليلين، ولكن كان هناك انتشار كبير لحالات مجموعة B، المسؤولة عن ٦٦.٧٪ لجميع العينات الموجبة عند الوصول، وعن ١٠٠٪ للحجاج العائدين لدولهم.

ملاحظة مهمة أخرى اشرت الى ان استخدام المضادات الحيوية خلال الحج إذا كان للوقاية من العدوات او استخدامها لأسباب أخرى، ساهمت في خفض عدد حاملي العدوى. بيانات مؤخرة اشارت الى ان ٥٥.٨٪ من جميع الحجاج قد استخدموا المضادات الحيوية خلال أداء الحج.

البيانات التي تحمل عدد المصابين و عدد حاملي المكورات السحائية للحجاج من إندونيسيا والهند ومصر الذين حضروا الحج في عام 2019. وفيما يلي النقاط الرئيسية:

   - في عام 2019، شارك 2,489,406 حاجًا في الحج، منهم 1,855,027 حاجًا من خارج المملكة 

   -  13 دولة تمثل 65.4% من الحجاج الخارجيين: إندونيسيا، الهند، باكستان، بنغلاديش، إيران، مصر، تركيا، العراق، الجزائر، نيجيريا، المغرب، السودان وماليزيا.

   - هناك عدد من برامج التطعيم الروتينية ضد المكورات السحائية في هذه الدول، حيث تمتلك مصر والسودان ونيجيريا برامج محددة.

١- إندونيسيا

  عدد المصابين :  

تشير البيانات المحدودة من 1995-2002 إلى أن 17% من حالات التهاب السحايا لدى الأطفال كانت بسبب المكورات السحائية. في عام 2000، تم الإبلاغ عن 14 حالة، بما في ذلك حالة واحدة من نوع المكورات السحائية B. 

حاملي المكورات السحائية : 

• في عام 2001، حمل 1.3% من الحجاج الإندونيسيين المكورات السحائية قبل الحج، وارتفعت النسبة إلى 7.7% بعد الحج. 
• في عام 2014، حمل 2.0% من الحجاج المكورات السحائية من نوعB   عند الوصول، ولم تزداد النسبة بعد الحج.

 

٢- الهند 

   عدد المصابين : 

تقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2005 أشار إلى نسبة 13.2 لكل 100,000. وقعت تفشيات ملحوظة في 1985-1988 و2005-2008، وخصوصًا بسبب نوع المكورات السحائية Aكما تم الإبلاغ عن حالات متفرقة من نوعي مكوراتB ) و C ).

 حاملي المكورات السحائية : 

• في عام 2001، حمل 21.3% من الحجاج الهنود المكورات السحائية (30.8% من نوع B) قبل الحج، وانخفضت النسبة إلى 4.5% بعد الحج.  
• في عام 2014، لم يتم الكشف عن أي حمل للمكورات السحائية في الحجاج الذين تم فحصهم.

 

٣-مصر 

   عدد المصابين : 

البيانات محدودة وقديمة، مع نسبة 0.1 لكل 100,000 في عام 2006. أدى التطعيم  منذ عام 1992 إلى تقليل انتشار المرض . وجدت الدراسات من 1998-2004 أن 51% من المصابين كانت من نوع Bو35% من نوع A.

حاملي المكورات السحائية:

في عام 2014، حمل 1.0% من الحجاج المصريين المكورات السحائية من نوع B   عند الوصول، ولم تزداد النسبة بعد الحج. 

ملاحظات الدراسات المختاره في هذه الدراسة:

كما لوحظ في هذه الدراسة انه يوجد تباين كبير في أنواع مرض المكورات السحائية بين البلدان المشاركة في الحج,بعض البلدان تفتقر إلى بيانات موثوقة وحديثة، مثل إندونيسيا والهند وباكستان، وهذا يستدعي الحاجة لجهود إستخراج بيانات أكثر دقة، كما انه يوجد معلومات أكثر لبلدان مثل تركيا وشمال إفريقيا، حيث يظهر أن من السلالات الأكثر شيوعا هي النوع B,وذلك يتأثر بعوامل مثل استخدام المضادات الحيوية.

- التطعيم الإلزامي بلقاحات MenACWY للحجاج والمعتمرين في المملكة العربية السعودية يساهم في الحد من انتشار الأمراض السحائية، ومراقبة التزام الحجاج بالتطعيم من قبل المملكة يقلل من تفشي هذه الأمراض 

- ايضاً قد تكون إضافة لقاح لنوع B خيارًا محتملاً لزيادة فعالية التطعيم حيث انه الأكثر شيوعا بينهم.