روتين العناية بالبشرة حسب نوعها

يقدم هذا المقال دليلًا علميًا لروتين العناية بالبشرة حسب نوعها يشرح كيفية اختيار منظفات ومرطبات وحمايات شمسية ملائمة للبشرة الجافة والدهنية والمختلطة والحساسة.

روتين العناية بالبشرة حسب نوعها
تعرّف على روتين العناية بالبشرة حسب نوعها وكيفية اختيار المنتجات المناسبة للبشرة الجافة والدهنية والمختلطة والحساسة


إنّ العناية بالبشرة ليست قضية جمالية فحسب، بل هي استثمار في صحة أكبر عضو في الجسم، فالجلد يؤدي وظائف حيوية مثل حماية الجسم من العوامل البيئية وتنظيم الحرارة. ولكي تزدهر البشرة يجب التعامل معها بفهم عميق لطبيعتها واختيار روتين يناسب خصائصها الفريدة. فإذا كانت البشرة جافة فإنها تفتقر إلى الزهم والماء، فتبدو خشنة أو متشققة، أما البشرة الدهنية فتفرز كمية زائدة من الزهم مما يجعلها لامعة ومعرضة لانسداد المسام. هناك أيضاً البشرة المختلطة التي تجمع بين هاتين الحالتين، والبشرة الحساسة التي تتفاعل بسرعة مع العوامل الخارجية. يقود هذا التنوع إلى اختلاف احتياجات البشرة حسب نوعها، لذا فإن روتين العناية يكون علمياً ويستند إلى معرفة بنية الجلد وآلية عمل المنتجات.

فهم نوع البشرة وأساسيات العناية

تحديد نوع البشرة هو الخطوة الأولى لتصميم روتين فعال. يفحص أخصائيو الجلد عوامل مثل مستوى إفراز الدهون وكمية الماء المحتبسة في الطبقة القرنية، فضلاً عن ردود فعل البشرة على المهيجات. تشير الدراسات إلى أن حاجز البشرة لدى الأشخاص ذوي البشرة الجافة يحتوي على نسبة أقل من السيراميدات والأحماض الدهنية، مما يؤدي إلى فقدان الماء عبر الجلد. لذلك تُعد المرطبات الغنية بالسيراميدات وحمض الهيالورونيك مفيدة لاستعادة الحاجز. في المقابل يتميّز أصحاب البشرة الدهنية بنشاط زائد للغدد الدهنية ويزداد عندهم إنتاج الزهم بتأثير هرمون الأندروجين. يلجأ الخبراء هنا إلى منظفات لطيفة تحتوي على حمض الساليسيليك الذي يذيب الدهون داخل المسام ويمنع تكون الرؤوس السوداء، وإلى منتجات تقلل من الالتهاب مثل النياسيناميد. أما البشرة الحساسة فتحتاج إلى روتين مبسط وخال من العطور والمواد الحافظة القوية، إذ تشير الأبحاث إلى أن البشرة الحساسة تميل إلى نفاذية أعلى وحساسية للجزيئات الصغيرة.

بالإضافة إلى فهم بنية البشرة، هناك خطوات أساسية في أي روتين. يبدأ الأمر بالتنظيف لإزالة الشوائب دون الإخلال بالتوازن الحمضي الطبيعي، لذلك يوصي أطباء الجلد باختيار منظف بدرجة حموضة متعادلة أو خفيفة للحفاظ على فلورا الجلد. بعد التنظيف يأتي الترطيب لتعويض الماء والزيوت المفقودة، وينصح باستخدام مرطبات تتضمن مرطبات جاذبة للماء مثل الغليسرين ومكونات تغلق الرطوبة مثل الأحماض الدهنية. لا يكتمل الروتين بدون حماية من الشمس، إذ تبين الدراسات أن التعروض للأشعة فوق البنفسجية يسرع شيخوخة البشرة ويرفع مخاطر التصبغات وسرطان الجلد. اختيار واقي شمس واسع الطيف بعامل حماية 30 أو أكثر واستخدامه يومياً هو جزء لا يتجزأ من أي نظام للعناية.

خطوات روتين العناية حسب النوع

لكل نوع من أنواع البشرة تفاصيل دقيقة في اختيار المنتجات وطريقة الاستخدام. للبشرة الجافة، ابدأي بمنظف كريم غني لا ينتج رغوة مفرطة حتى لا يجرد البشرة من الزيوت. بعد غسل الوجه بماء فاتر، ضعي سيروم يحتوي على حمض الهيالورونيك لتجذب الرطوبة ثم اتبعيه بمرطب كثيف يحتوي على السيراميدات والزيوت النباتية مثل زيت الجوجوبا. يمكن إضافة طبقة من كريم يحتوي على فيتامين E أو زبدة الشيا في الليل لتعزيز الحاجز. من المهم أيضاً استخدام تقشير لطيف مرة أسبوعياً لإزالة الخلايا الميتة وتحفيز تجدد البشرة دون تهيج.

أما أصحاب البشرة الدهنية فسيستفيدون من منظف جل بتركيبة خفيفة مع حمض الساليسيليك أو البنزويل بيروكسيد للمساعدة في السيطرة على حب الشباب. بعد التنظيف ينصح باستخدام تونر يحتوي على النياسيناميد لتهدئة الالتهاب وتنظيم إفراز الدهون. المرطبات غير الدهنية ذات الأساس المائي ضرورية لمنع جفاف البشرة الذي يمكن أن يؤدي إلى إنتاج زهم إضافي. لإدارة المسامات الواسعة يمكن إدخال الرتينويدات في الروتين الليلي لأنها تعزز تجدد الخليا وتحسن ملمس الجلد.

البشرة المختلطة تتطلب مقاربة متوازنة؛ حيث يمكن استخدام منظف لطيف متعادل الحموضة يتبعه مرطب خفيف على منطقة T ومرطب أكثر كثافة على مناطق الخدود الجافة. يمكن تطبيق أقنعة طينية على المنطقة الدهنية للمساعدة في امتصاص الزيوت الزائدة بينما تُستخدم أقنعة مرطبة على المناطق الجافة. بالنسبة للبشرة الحساسة، تكمن النصيحة الرئيسية في تقليل الخطوات والالتزام بمنتجات ذات قائمة مكونات قصيرة. يعتبر ماء الورد أو الصبار مكونين مهدئين ويمكن إدخال مضادات الأكسدة مثل الشاي الأخضر بتركيزات منخفضة.

في نهاية المطاف، يمثّل روتين العناية بالبشرة عملية ديناميكية تتطلب مراقبة مستمرة وتعديلات مستندة إلى التغيرات في الطقس والعمر والحالة الصحية. ينصح بتقديم المنتجات الجديدة تدريجياً واختبارها على مساحة صغيرة من الجلد لتجنّب ردود فعل غير متوقعة. من خلال اتخاذ قرارات تستند إلى العلم وفهم فردية كل بشرة، يمكن تحقيق توازن صحي ولمعان طبيعي يدوم مدى الحياة.