أحدث علاجات الشعر
يستعرض المقال أحدث التطورات العلمية في علاج الشعر، مثل البلازما الغنية بالصفائح والليزر منخفض المستوى وتقنيات إعادة الروابط البروتينية، ويقدّم نصائح عملية للعناية بالشعر بحسب نوعه.

يعتبر الشعر رمزاً للجمال والثقة بالنفس؛ فهو يعكس جوانب من صحتنا العامة ويؤثر في إدراكنا لذواتنا. ومع ذلك، فإن التعرض للعوامل البيئية، وتكرار الصبغات والتصفيف الحراري، والعوامل الوراثية والهرمونية يمكن أن يؤدي إلى تلف الشعر أو تساقطه. في السنوات الأخيرة تطورت مجالات البحث العلمي لتقديم علاجات أكثر فعالية تُركّز على صحة فروة الرأس وبصيلات الشعر، وتتراوح هذه العلاجات بين التقنيات الطبية والطرق الطبيعية المدعومة بالأبحاث.
التطورات العلمية في علاج الشعر
أحد العلاجات البارزة هو علاج البلازما الغنية بالصفائح الدموية، حيث يتم سحب عينة من دم الشخص ومعالجتها لاستخلاص البلازما المليئة بعوامل النمو ثم حقنها في فروة الرأس. تشير الدراسات إلى أن هذه العوامل تحفّز الخلايا الجذعية في بصيلات الشعر وتشجع على نمو شعر أكثر كثافة وصحة. علاوة على ذلك، تم استخدام تقنية الميكرونيدلينغ مع سيرومات تحتوي على ببتيدات محاكية لعوامل النمو لتعزيز الامتصاص وتحفيز الدورة الدموية في فروة الرأس. يعتبر العلاج بالليزر منخفض المستوى مثالاً آخر على التطور العلمي؛ إذ أثبتت الأبحاث أن التعرض لطول موجي معين من الضوء يحفز الميتوكوندريا في الخلايا ويطيل مرحلة النمو في دورة الشعر، ما يؤدي إلى زيادة كثافة الشعر وتحسين قوته.
تتجه صناعة التجميل أيضاً إلى ابتكار منتجات تعيد بناء بنية الشعر على المستوى المجهري. ظهرت تقنيات الربط الكيميائي أو ما يعرف بـ bond building التي تستخدم في عمليات التلوين لفك وإعادة تكوين الروابط البروتينية داخل ألياف الشعر، مما يحسن متانته ويقلل من التكسر. كما يستخدم الكيراتين المعالج والبروتينات النباتية في علاجات فرد الشعر بطريقة أكثر أماناً من الخيارات التقليدية، فهذه المواد تخترق طبقة القشرة وتملأ الفراغات الناتجة عن التلف مما يضفي نعومة ولمعان. وفي مجال العلاجات الدوائية، يطور الباحثون مركبات جديدة مثل ببتيدات الكوبر ومثبطات مستقبلات الأندروجين الموضعية للتعامل مع تساقط الشعر الوراثي، ما يوفر خيارات إضافية بجانب المستحضرات المعروفة مثل المينوكسيديل والفيناستيريد.
تطبيقات عملية للعناية بالشعر
بالرغم من الطفرة في العلاجات الطبية، فإن روتين العناية بالشعر اليومي يظل ركيزة أساسية للحفاظ على صحة الشعر وتحقيق أقصى استفادة من العلاجات المتقدمة. يبدأ هذا الروتين بفهم نوع الشعر واحتياجاته، فالشعر الناعم يحتاج إلى منظفات خفيفة تقضي على الدهون دون إثقاله، بينما يتطلب الشعر المجعد والملفوف مرطبات غنية بالزيوت الطبيعية والدهون لتحافظ على مرونته. ينصح الخبراء باختيار شامبو يحتوي على مكونات لطيفة مثل الأحماض الأمينية أو سلفات حر واستعماله بفواصل مناسبة حتى لا تفقد فروة الرأس زيوتها الطبيعية. إضافة إلى ذلك، يعتبر تدليك فروة الرأس باستخدام زيوت مغذية مثل زيت الروزماري أو زيت النعناع وسيلة لتحفيز الدورة الدموية وتغذية البصيلات، وقد أثبتت بعض الدراسات فعالية هذه الزيوت في تحسين نمو الشعر عند استخدامها بانتظام.
تؤدي المعالجات العميقة مثل أقنعة البروتين والأقنعة المرطبة دوراً محورياً في إعادة بناء الشعر التالف. فالبروتينات المتحللة مثل الكولاجين والأرز تخترق الشعرة وتملأ الفراغات، بينما توفر الأحماض الدهنية مثل الأوميغا 3 من زيوت مثل الأرغان والأفوكادو طبقة واقية تحمي الشعر من فقد الرطوبة. لحماية الشعر أثناء التصفيف الحراري، يُنصح باستخدام بخاخات الحماية من الحرارة التي تحتوي على السيليكونات الخفيفة أو البوليمرات لتقليل تلف الحرارة. يجب أيضاً الانتباه إلى تقليل استخدام أدوات التصفيف قدر الإمكان وتضبيط درجة الحرارة حسب نوع الشعر.
لا تقل العناية الداخلية أهمية عن العناية الخارجية، فالتغذية السليمة التي توفر البروتينات والفيتامينات والمعادن الأساسية تدعم نمو شعر قوي وصحي. يرتبط نقص الحديد وفيتامين D والزنك بتساقط الشعر، لذا قد يوصي الأطباء بإجراء فحوصات دورية وتناول المكملات عند الحاجة. كما أن التحكم في التوتر وممارسة الرياضة بانتظام يسهمان في تحسين الدورة الدموية وتقليل الالتهاب الذي يمكن أن يؤثّر في صحة الشعر.
ختاماً، إن أحدث علاجات الشعر توفر أدوات جديدة وقوية لمواجهة مشاكل التساقط والتلف، لكنها تعمل على أفضل وجه عندما تُدمج مع روتين رعاية يومي ونمط حياة صحي. من خلال فهم الخيارات العلمية المتاحة وتطبيق مبادئ العناية السليمة بالشعر وفروة الرأس، يمكن لكل شخص أن يحقق شعراً أكثر صحة وقوة وجمالاً.