سلسلة ثروة طبيعية خفية : سـمـاء مكـه

في غرب المملكة العربیة السعودیة وفي أعظم المواسم التي یأتي الیھا ملایین الزوار بقصد أداء مناسك الحج في مكة المكرمة، انطلق فریق بحثي في رحلة علمیة للكشف عن كائنات دقیقة تسافر عبر الھواء، وقد نجحوا بالفعل في اكتشاف نوع جدید تمامًا من البكتیریا لم یُعرف عنھ من قبل.

سلسلة ثروة طبيعية خفية : سـمـاء مكـه


في غرب المملكة العربیة السعودیة وفي أعظم المواسم التي یأتي الیھا ملایین الزوار بقصد أداء مناسك الحج في مكة المكرمة، انطلق فریق بحثي في رحلة علمیة للكشف عن كائنات دقیقة تسافر عبر الھواء، وقد نجحوا بالفعل في اكتشاف نوع جدید تمامًا من البكتیریا لم یُعرف عنھ من قبل.

أطلق العلماء على ھذا الاكتشاف اسم "الزائفة السعودیة" Pseudomonas saudimassiliensis نسبة إلى مدینة مكة المكرمة والمملكة العربیة السعودیة. عُثر على ھذه البكتیریا المجھریة أثناء موسم حج 2012، وھي تعیش وتتكاثر في الھواء، لتكون بذلك رفیقة للمصلین والزوار أثناء أدائھم للنسك.

ولكن كیف تم التعرف على ھذه البكتیریا الجدیدة؟ قام الفریق البحثي باستخدام أجھزة خاصة لجمع عینات كبیرة من الھواء المكي ثم وضعوھا في بیئة مغذیة تساعد على نمو البكتیریا. بعد إجراء الفحوصات المخبریة الدقیقة، تبین أن البكتیریا المكتشفة لا تتطابق مع أي نوع معروف من البكتیریا ولھا خصائص ممیزة تجعلھا فریدة من نوعھا.

تتمیز "الزائفة السعودیة " بأنھا قادرة على العیش في ظروف قاسیة نوعًا ما، فھي تتحمل الوسط القلوي (الأكثر قلویة من الدم) وتستطیع النمو حتى في غیاب الأكسجین. كما أنھا تتحرك باستخدام سوط یساعدھا على الانتقال عبر الھواء.

إن ھذا الاكتشاف العلمي یضیف سطرًا جدیدًا إلى سجل الحیاة البكتیریة الغنیة بالمفاجآت فكلما تقدمنا في مجال البحث العلمي، كلما اكتشفنا أنواعًا جدیدة من الكائنات الحیة الدقیقة التي تشاركنا البیئة التي نعیش فیھا، حتى في الأماكن المقدسة المزدحمة بالناس.

استعدوا لمقالتنا القادمة من غرب المملكة العربیة السعودیة، في جوھرة البحر الأحمر أو كما تغنى بھا عروس البحر الأحمر !

ابقوا على اطلاع، فالسلسلة لا تزال في بدایتھا والمزید من الاكتشافات تنتظرك !