نصائح "الإقلاع عن التدخين" من منظور آخر

نصائح "الإقلاع عن التدخين" من منظور آخر


هناك العديد من النصائح للإقلاع عن التدخين، بشتى أشكاله وأنواعه. وتأتي هذه النصائح من كافة فئات المنظمات الصحية والمهتمة بالحد من الآثار السلبية للتدخين على الصحة والمجتمع. لا نريد أن نضيف إلى قائمة النصائح هذه. فالكل يقرأ، ويسمع، ويشاهد المواد التوعوية المتوفرة في كل وقت وحين. نريد من خلال هذا المقال الموجز فقط أن نقدم منظورًا آخرًا، بعيدًا عن النصح والتوجيه التقليدي.

 المنظور الذي سيتم تقديمه هنا مشتق من النهج المعروف باسم نهج KAP، والذي يطرح فكرة تبني التغيير الإيجابي من خلال تفعيل ثلاث عناصر جوهرية؛ المعرفة والموقف الذهني والممارسة.

  1. المعرفة

اكتساب المعرفة بالشكل التقليدي من خلال مشاهدة إعلانات التوعية بأضرار التدخين، هو أسلوب قد أثبت أنه غير كاف لإحداث فارقًا ملحوظًا. فالجميع قد شاهد هذه الإعلانات، ومع ذلك فإن المجتمعات ذات نسب انتشار التدخين المرتفعة ما زالت تعاني من المحاولات غير المجدية للحد من انتشاره. الرسالة الموجهة هنا: اكتسب معرفتك بنفسك. اختر قراءاتك الخاصة التي تجذب اهتمامك. هل تريد البحث عن أضرار التدخين الصحية المثبتة والمبنية على الأدلة العلمية؟ هل أنت مهتم أكثر بمعرفة وسائل التخلص من إدمان النيكوتين؟ هل تشعر بأن تدخينك مرتبط بحالتك المزاجية وتود أن تعرف أكثر عما إن كان هناك آخرون أيضا مثلك يعانون من نفس الارتباط؟

يمكننا أن نجعل رحلتك الاستكشافية المصممة خصيصًا لتتلاءم مع احتياجاتك المعرفية أسهل، فإليك بعض المصادر:

  • صفحة نمط الحياة الصحي من وزارة الصحة

https://www.moh.gov.sa/awarenessplateform/HealthyLifestyle/Pages/Smoking.aspx.

 

  • صفحة إدارة التدخين والصحة التابعة لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية

https://www.cdc.gov/tobacco/basic_information/health_effects/index.htm#:~:text=For%20every%20person%20who%20dies,includes%20emphysema%20and%20chronic%20bronchitis.

2. الموقف الذهني

إذا ما اقتنعت بالضرر الناجم عن التدخين، بما في ذلك الضرر المادي، من المفترض أن يكون موقفك الآن من متابعة التدخين مختلفًا تمامًا. هل أصبحت تجوب في ذهنك تساؤلات مفادها: "اعتقدت أني أقوى من أن أكون أسيرا لهذه العادة!"، أو "كيف لم أكن متنبها لآثار التدخين السلبي على أطفالي؟"، أو "كم من المال أهدرت على مر السنين؟". بمجرد أن يتكون في ذهنك موقفًا سلبيًا تجاه التدخين، استغل الفرصة وابدأ بتغذية هذا الموقف الذهني السلبي للوصول لحد انعدام التقبل، بل وحتى للكراهية والنفور. بناء موقف ذهني سلبي تجاه التدخين، أو أي عادة سيئة أخرى تود التخلص منها، هو أمر قد يتم تحفيزه عقليًا من خلال مواجهة الذات بالمخاوف المترتبة على السلوك المرغوب التخلص منه. على سبيل المثال، كلما شعرت بالرغبة في التدخين، واجه نفسك بحقيقة أن متوسط العمر المتوقع للمدخن هو عشر سنوات أقل من غير المدخن، فهل عشر سنوات إضافية من الحياة تعني لك شيئًا؟ 

3. الممارسة 

الآن وقد نميت في داخلك قناعة بأهمية وضع حد للاستسلام الذي اعتدت عليه أمام التدخين، استثمر الطاقة السلبية التي نجحت في تكوينها تجاهه. ابدأ بانتقاد الضعف أمام إدمان النيكوتين، حتى وإن كانت الرغبة في الحصول عليه ما زالت تراودك. ضع حدا لتواجدك حول المدخنين، و إن كنت لازلت تعتبر نفسك منهم. ابدأ بخطوات الانفصال عن كل ما يشعرك بأن التدخين ممارسة "اعتيادية". على الرغم من إدراكنا بأن النصح غير مجدٍ، مالم يكن مصحوبا بالتحفيز والقناعة الداخلية، إلا أننا نود تقديم بعض "الخدع" الذهنية البسيطة التي قد تساعدك على الوصول لمرحلة التكيف الذهني مع فكرة الإقلاع عن التدخين:• ضع خطة زمنية للوقت الذي تتوقع أن يستغرقك للإقلاع عن التدخين وتحدى نفسك للالتزام بها.• لا تستسلم للإغراءات وتأثير الأصدقاء والمجتمع المحيط بك.• املأ وقتك بالأنشطة التي تساعد على تصفية الذهن. بالأخص تلك الممارسات التي يمكن القيام بها سريعا لزعزعة رغبتك في التدخين، كالجري أو الألعاب الإلكترونية أو تصفح الانترنت والقراءة. الأهم من ذلك، الاستمرار في المحاولة، مهما تكررت المحاولات أو باءت بالفشل.

بقلم: 

أ.د. سليمان باه.

بروفسيور في علم السكان بقسم الصحة العامة – كلية الصحة العامة – جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل

أ. هبه يعقوب النجيدي

محاضر في علم البحوث بقسم الصحة العامة – كلية الصحة العامة – جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل

د. نوف الأنصاري

أستاذ مساعد بقسم الصحة العامة – كلية الصحة العامة – جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل