كيف نستخدم الدراسات العشوائية الموازية (RPT) في دعم اتخاذ القرارات لقطاع الأعمال؟

في هذا المقال سنقوم بإعطاء مثال عملي قليل التكلفة وعالي النتائج من حيث العائد على الاستثمار ويساهم في تبسيط فكرة استخدام البيانات والأبحاث بشكل يومي حتى في عملية اتخاذ القرارات المبنية على البراهين العلمية عالية الجودة.  في هذا المثال استخدمنا الدراسات العشوائية الموازية  RPT (Randomized Parallel Trial) وهي الأفضل علميا

كيف نستخدم  الدراسات العشوائية الموازية (RPT) في دعم اتخاذ القرارات لقطاع الأعمال؟
استخدام الدراسات العشوائية RPT في مجال الدعاية والتسويق


تواجه العديد من الشركات والمؤسسات صعوبة في الإستفادة من نتائج الأبحاث والدراسات ذات المنهجيات العلمية عالية الجودة في عمليات صناعة القرار. وتتكرر تحديات صناعة القرار التي ذكرناها سابقا في هذا العدد الخاص وعلى رأسها غياب العائد الحقيقي من الاستثمار في الأبحاث وارتفاع تكاليف وبطئ عملية تنفيذ الأبحاث. في هذا المقال سنقوم بإعطاء مثال عملي قليل التكلفة وعالي النتائج من حيث العائد على الاستثمار ويساهم في تبسيط فكرة استخدام البيانات والأبحاث بشكل يومي حتى في عملية اتخاذ القرارات المبنية على البراهين العلمية عالية الجودة. 

في هذا المثال استخدمنا الدراسات العشوائية الموازية  RPT (Randomized Parallel Trial) وهي الأفضل علميا من ناحية قياس التأثير والأعلى تكلفة وتستخدم هذه الدراسات حتى عهد قريب جدا فقط في اختبار فعالية دواء جديد مقارنة بأدوية سابقة لعلاج نفس المرض. وضمن جهودنا الحثيثة في IDM لسنوات لنقل وتبسيط هذه المنهجية وأتمتة عمليات تنفيذها كي يمكن استخدامها على نطاق أوسع وفي مجالات مختلفة نجحنا في تحويلها إلى نظام إلكتروني سحابي لجمع البيانات سهل الاستخدام وقمنا بربطه بمصادر وتطبيقات اخرى لتحويل هذه المنهجية المعقدة إلى عدة نقرات تفتح لنا أبواب ومحيطات واسعة من الفرص. 

وقد تم تنفيذ الدراستين التي سيتم استعراضها ادناه في تطبيق منهجية الـ RPT في مجال الدعاية والتسويق أو ابحاث السوق في فترة قياسية لا تتجاوز 5 أيام لتوفير عائد استثماري مفيد والمساهمة في صناعة القرار الصحيح. 

في الدراسة الأولى: قمنا بتصميم 6 بنرات دعائية لتسويق منتج إلكتروني ولكن لا نعرف أي من هذه التصاميم سيكون قادر على جلب عملاء أكثر فقد يكون أحد التصاميم يعطي نتائج مضاعفة أو قد نضخ ميزانية التسويق في التصميم الخطأ. ومن هنا قمنا بمقارنة الـ 6 تصاميم مع عباراتها المرافقة في نفس الفترة الزمنية بدراسة RPT وذلك عبر عرض كل تصميم عشوائيا لزوار بعض المواقع واستهداف الزوار من المملكة العربية السعودية فقط واحتساب نسبة الضغط أو النقر على الإعلان. وكما يظهر في الصورة أدناه فإن المنتج الدعائي 2 و 4 حسب الترتيب حققت نقرات بما يعادل الضعف أو أكثر عن تصاميم اخرى. مما يجعل عملية اتخاذ القرار في هذه الحالة مباشرة وواضحة. 

في الدراسة الثانية: كان السؤال لدى مؤلف أحد الكتب لو كان التصميم الجرافيكي ثابت هل سيؤثر اختيار العبارة التي تصف الكتاب على جذب الجمهور؟ 

وقمنا بعرض بنر دعائي بنفس الصورة للكتاب مع 3 عبارات تعريفية مختلفة بنفس الطريقة أعلاه وبناء على مشاركة ما يقارب 300 ألف شخص تم تحديد العبارة الثانية والتي تفوقت على العبارات الأخرى بما لا يقل عن 20% واختيارها للتعريف بالكتاب. 

وكما نلاحظ فإن استخدام هذه المنهجية العلمية المتقدمة وتنفيذها بسرعة كبيرة وتكلفة معقولة قد يساهم بشكل كبير في رفع نسبة المبيعات للمنتجات. وماهذا المثال إلا جزء بسيط من الفرص الضخمة في تسخير قوة المنهجيات العلمية لدعم قطاع الأعمال والتجارة.