الإجهاد الحراري وصحة الكلى

تزايد القلق حول تأثير التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة العالمية على صحة الإنسان، حيث برزت مشكلة الإجهاد الحراري كأحد العوامل المهمة التي تؤثر على صحة الأفراد وتؤدي إلى حدوث مشاكل صحية متنوعة، من بينها الإصابة بأمراض الكلى المزمنة. ولكن كيف يمكن للإجهاد الحراري أن يؤثر على صحة الكلى؟

الإجهاد الحراري وصحة الكلى


تزايد القلق حول تأثير التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة العالمية على صحة الإنسان، حيث برزت مشكلة الإجهاد الحراري كأحد العوامل المهمة التي تؤثر على صحة الأفراد وتؤدي إلى حدوث مشاكل صحية متنوعة، من بينها الإصابة بأمراض الكلى المزمنة.

ولكن كيف يمكن للإجهاد الحراري أن يؤثر على صحة الكلى؟

يحدث الإجهاد الحراري عند تعرض الجسم لدرجات حرارة عالية، تتسبب في فقدان كميات كبيرة من الماء والمعادن والأملاح خلال عملية التعرق، مما يُدخل الجسم في حالة من الجفاف. تؤدي هذه الحالة إلى تضرر الكلى على المدى الطويل. هذا الضرر لا يقتصر على الأشخاص العاملين فقط، بل يمكن أن يصيب أي شخص يتعرض لدرجات حرارة مرتفعة على فترات طويلة دون الحفاظ على مستوى رطوبة كافٍ.

في بداية صيف عام ٢٠١٦، تحديدًا في منطقة الأحساء، قام باحثون بعمل دراسة على مجموعة تتكون من ٦٥ عاملًا من الجنسية الهندية، تراوحت أعمارهم ما بين ٣٩ إلى ٥٠ سنة. كانوا يتمتعون بخبرة تصل إلى ٢٦ سنة في مجال البناء، حيث امتدّت ساعات عملهم إلى ٧ أو ١٠ ساعات يوميًا مع فترات راحة متفاوتة.

وعلى الرغم من كونهم يتمتعون بصحة عامة جيدة، إلا أن بعض العمال كانوا يعانون من مشاكل صحية مثل: السكري وارتفاع ضغط الدم، بالإضافة إلى أن نسبة كبيرة منهم مدمنين على التدخين، وكان متوسط ساعات نومهم اليومية أقل من ٨ ساعات.

ومع نهاية فصل الصيف، كشفت الدراسة عن زيادة في تكرار بعض الأعراض الصحية، مثل: الصداع والحمى، لدى عدد كبير من العمال، بالتزامن مع انخفاض في نسبة التشنجات العضلية، على الرغم من أن معظم العمال لم يكونوا في حالة جفاف شديدة. كما أظهرت النتائج ارتفاعًا واضحًا في نسبة البروتين إلى الكرياتينين (ACR) في البول لدى بعض العمال، إلى جانب ازدياد احتمالية الإصابة بأمراض الكلى نتيجة لتجاوزهم الحدود المسموحة من الإجهاد الحراري.

وجد الباحثون أن هناك عدة عوامل ارتبطت بزيادة مستويات البروتين إلى الكرياتينين (ACR) في البول، منها:

  • ساعات العمل الطويلة: العمل لمدة تصل إلى ١٠ ساعات أو أكثر في اليوم تحت درجات حرارة عالية.
  • قلة النوم: قضاء أقل من ٨ ساعات في النوم خلال فصل الصيف.
  • الجفاف: قلة شرب الماء والسوائل مع بداية فصل الصيف.

النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة تشير إلى أن التعرض المطول للإجهاد الحراري والجفاف وعوامل شخصية أخرى، مثل: قلة النوم والسمنة، يمكن أن يؤثر بشكل كبير على صحة الكلى. هذه النتائج لا تقتصر على العمال فقط، بل تشمل أيضًا الأفراد الذين يقضون وقتًا طويلًا في البيئات الحارة مثل: الرياضيين، والأشخاص الذين يمارسون الأنشطة الخارجية في الصيف، وكبار السن الذين قد يكونون أكثر عرضة للجفاف.

وللحد من المخاطر الصحية المرتبطة بالإجهاد الحراري، سواء كان ذلك في بيئة العمل أو الحياة اليومية، ينبغي اتخاذ الإجراءات التالية:

  • تقليل فترات التعرض للحرارة: تنظيم الأنشطة الخارجية لتكون ذات زمن أقل خلال فترة درجات الحرارة العالية.
  • زيادة فترات الراحة: توفير فترات راحة كافية تحت الظل.
  • الحد من الجفاف: الالتزام بشرب كمية كافية من الماء والسوائل على فترات منتظمة.
  • تعزيز العادات الصحية: توعية الأفراد بأهمية النوم الكافي وتجنب التدخين.

أخيرًا، أظهر التعرض المطول للإجهاد الحراري والجفاف وعوامل شخصية أخرى، مثل: قلة النوم والسمنة، تأثيره الكبير على صحة الكلى لدى الجميع وليس فقط العمال. لذا من الضروري اتخاذ إجراءات وقائية؛ لتحسين ظروف العمل والحياة في البيئات الحارة، وللحفاظ على صحة الجميع وسلامتهم.

كتابة المحتوى: جمانة الغوينم، سارة الغامدي، ليان الزغيبي، حسن آل نهاب

تدقيق ومراجعة: دانية الازوري