الرضاعة الطبيعية كنز من الصحة والسعادة يبدأ من لحظة الولادة

هل تعلم أن الرضاعة الطبيعية ليست مجرد وسيلة لتغذية طفلك، بل هي مفتاح لصحة وسعادة الأم والطفل على حد سواء؟ دعونا نكتشف كيف يمكن لهذه اللحظات الثمينة من الرضاعة أن تُحدث فارقًا كبيرًا في حياتكم!

الرضاعة الطبيعية كنز من الصحة والسعادة يبدأ من لحظة الولادة
الرضاعة الطبيعية: مناعة ابدية


هل تعلم أن الرضاعة الطبيعية ليست مجرد وسيلة لتغذية طفلك، بل هي مفتاح لصحة وسعادة الأم والطفل على حد سواء؟ دعونا نكتشف كيف يمكن لهذه اللحظات الثمينة من الرضاعة أن تُحدث فارقًا كبيرًا في حياتكم!

 الرضاعة الطبيعية هي أفضل طريقة لتغذية الأطفال حسب هيئة الغذاء والدواء السعودية. حيث يضمن حليب الأم توفير جميع العناصر الغذائية اللازمة لنمو الطفل وتطوره السليم. تنصح الهيئة بالرضاعة الطبيعية لمدة لا تقل عن ستة أشهر، مع إدخال أطعمة تكميلية بعدها. كما تؤكد على أهمية دعم الأمهات والمجتمع ككل للرضاعة الطبيعية لما لها من فوائد صحية واجتماعية جمًا لكلا الطرفين .

بدء الرضاعة الطبيعية:

يُفضل بدء الرضاعة الطبيعية خلال ساعة الأولى من الولادة والاستمرار حتى عمر سنتين أو أكثر.

عدد الرضعات ومدتها:

في الأسابيع الأولى، يرضع الأطفال من 8 إلى 12 مرة يومياً، أو كل ساعتين إلى ثلاث ساعات منذ بداية الرضعة السابقة.

الفوائد النفسية للأم:

الرضاعة الطبيعية لها فوائد نفسية عديدة للأم، فهي لا تقتصر على توفير الغذاء الصحي للطفل، بل تتجاوز ذلك لتعزيز الصحة النفسية والعاطفية للأم، ومنها : 

  •  تعزيز الترابط العاطفي: تزيد الرضاعة الطبيعية من العلاقة العاطفية بين الأم والطفل، مما يعزز شعور بالقرب والارتباط.
  • تقليل اكتئاب ما بعد الولادة: الأمهات اللواتي يرضعن طبيعياً أقل عرضة لاكتئاب ما بعد الولادة، لأن الرضاعة تطلق هرمون الأوكسيتوسين الذي يساعد على الاسترخاء ويقلل من التوتر.
  • زيادة الثقة بالنفس: الرضاعة الناجحة تعزز ثقة الأم بنفسها وقدرتها على رعاية طفلها، مما يزيد من تقديرها لذاتها.
  • تقليل التوتر: الرضاعة الطبيعية قد تكون مهدئة وتوفر إحساسًا بالسكينة، مما يساعد في تقليل التوتر.
  • فوائد عاطفية طويلة الأمد : التجارب الإيجابية المرتبطة بالرضاعة الطبيعية تسهم في الرفاهية النفسية للأم على المدى الطويل.

الفوائد النفسية للطفل:

الرضاعة الطبيعية لها دور مهم في تعزيز التطور العاطفي والنفسي لدى الطفل، و تؤدي إلى إفراز هرمون الأوكسيتوسين أو بما يعرف "هرمون الاتصال"، هذا الهرمون يعزز الشعور بالحب والأمان والارتباط العاطفي، مما يساهم في تطوير التوازن العاطفي للطفل على المدى الطويل.

يكسب الطفل هذه الفوائد من خلال:

  • الاتصال عن طريق الجلد: تلامس البشرة بين الأم والطفل يساعد في تنظيم درجة حرارة جسم الطفل ومعدل ضربات القلب والتنفس، مما يعزز الشعور بالأمان والراحة لدى الطفل.
  • التواصل البصري المباشر: التبادل البصري بين الأم والطفل أثناء الرضاعة يعزز الاتصال العاطفي وينقل الحب والاهتمام.
  • التقارب الجسدي: التقارب الجسدي أثناء الرضاعة يوفر للطفل شعوراً بالأمان ويعزز الرفاهية العاطفية.

تأثير الرضاعة على السلوك والذكاء:

تشير الأبحاث إلى أن نقص الرضاعة الطبيعية يرتبط بزيادة معدلات الإصابة باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD) والمشكلات السلوكية وانخفاض الذكاء في مرحلة الطفولة. الرضاعة الطبيعية تساهم في تحسين السلوك والتفاعل العاطفي لدى الأطفال، وتقليل مشكلات الاكتئاب والانسحاب، وزيادة اليقظة خلال التفاعلات الاجتماعية. بالإضافة إلى ذلك، أثبتت الدراسات أن الرضاعة الطبيعية لها تأثير إيجابي على ذكاء الطفل، حتى بعد التحكم في عوامل أخرى مثل ذكاء الأم. بصفة عامة، تعزز الرضاعة الطبيعية من التطور المعرفي والسلوكي للأطفال، وتقلل من احتمالات الإصابة بالمشكلات السلوكية والاضطرابات المرتبطة بالانتباه. الرضاعة الطبيعية هي هدية الحياة الأولى، تنسج روابط حب وأمان بين الأم وطفلها، وتغذي جسديهما و روحيهما، ممهدة الطريق لصحة مستدامة وسعادة دائمة.

 

بقلم:

● ريم العتيبي
● امجاد العبيد
● مشعل القحطاني
● دينا فارس

تدقيق ومراجعة : سحر مازن القرطاس

المراجع: