كيف لكاكاو العيد بأن يـخدم عَقـلك؟
تذكر الدراسة في مقدمتها أن نمط الحياة الصحي هو ركيزة مهمة للحفاظ على المعرفة والإدراك الطبيعي لدى الشباب البالغين وكبار السن والتي مع التقدم بالعمر تبدأ بالانخفاض تدريجيًا بشكل ملاحظ في الذاكرة والانتباه، مما يجعل التقدم بالسن هو العامل الأخطر في التدهور المعرفي وأيضًا الخرف.
عاد العيد ليعيد البهجة وينشر الفرحة عاد ومعه الألفة والمسرة وحلاوة الأوقات تصحبها حلاوة الأكلات، بعيدًا عن التحذيرات والتنبيهات هذه المرة أثبتت إحد الدر التأثير الإيجابي للكاكاو لتحسين الأداء الإدراكي عند عمر الشباب.
تذكر الدراسة في مقدمتها أن نمط الحياة الصحي هو ركيزة مهمة للحفاظ على المعرفة والإدراك الطبيعي لدى الشباب البالغين وكبار السن والتي مع التقدم بالعمر تبدأ بالانخفاض تدريجيًا بشكل ملاحظ في الذاكرة والانتباه، مما يجعل التقدم بالسن هو العامل الأخطر في التدهور المعرفي وأيضًا الخرف.
ومن هنا انطلقت فكرة الأبحاث عن كيفية إبطاء التدهور المعرفي من خلال التغذية التي بشأنها تحسين القدرات المعرفية وصحة الدماغ، بداية من الأغذية الغنية بالبوليفينول التي أصبح دورها مجالًا ناشئًا للأبحاث.
ما هو البوليفينول؟
البوليفينول هو مجموعة من المركبات الموجودة بشكل طبيعي في النباتات التي لها خصائص مضادة للأكسدة وهي معروفة بفوائدها الصحية المحتملة.
العامل الأكثر إثارة للإهتمام، تبين أن لها فائدةً أكبر على الشباب والبالغين في منتصف العمر مقارنة بكبار السن وهذا ساهم في أن يتم اختيارهم لمنع الأمراض المرتبطة بالعمر والتدهور المعرفي المصاحب له وأيضًا لأن الشباب يملكون قدرة أعلى في أن يتم استهداف وظائفهم الإدراكية واختبار التأثير عليها نظرًا لصحة أنسجة الدماغ لديهم مقارنة بكبار السن التي تتأثر بالتلف كعامل مصاحب لتقدم عمرهم.
ما علاقة الكاكاو؟
يعتبر الكاكاو أحد أفضل المصادر المعروفة للبوليفينول الغذائي ومن الأمثلة على البوليفينول: الفلافونويد والإبيكاتشين. في السنوات الأخيرة، بناءً على دراسات سريرية أثبتت أن استهلاك الكاكاو ومشتقاته ساهمت في تحسين الإدراك والذاكرة خاصة بين كبار السن المعرضين للتدهور المعرفي وخطر تلف أنسجة المخ.
وتبعًا لنجاح تأثيره عليهم، من الضروري أن يتم اختبار تأثيره على البالغين الشباب الأصحاء أيضًا في سبيل وقايتهم من إحتمال التدهور المعرفي المرتبط بالعمر.
ومن هنا بدأ البحث بمراجعة إحدى عشرة دراسة تدخلية حول تأثيرات الكاكاو ومنتجاته على الأداء المعرفي لدى الشباب بمجموع 366 مشاركًا بمتوسط عمر أقصى يبلغ 25 عامًا، سلطت هذه الدراسات التي تمت مراجعتها الضوء على الفوائد المحتملة لتناول الكاكاو بإنتظام على الوظيفة الإدراكية وصحة الدماغ و شملت آليات العمل قدرة الفلافونويد على تعديل مسارات الإشارات التي تعزز وظيفة الخلايا العصبية وإتصال الدماغ على تحسن تدفق الدم الدماغي.
أثبتت الدراسات التي أجريت على الحيوانات أيضًا أن بوليفينول الكاكاو ومستقلباته يمكن أن تعبر حاجز الدم في الدماغ ولها إمكانات وقائية عصبية مباشرة، مما يؤدي إلى تحسينات معرفية.
إن إمتصاص الإبيكاتشين (هو المُكون الفينولي الرئيسي للكاكاو) في الجهاز الهضمي البشري وقدرته على عبور حاجز الدم في الدماغ يشير إلى تأثيرات محتملة للتعزيز المعرفي لدى الأطفال والشباب، فقد أظهرت الدراسات التي أجريت عليهم أيضًا تأثيرات إيجابية لتناول الكاكاو على الوظيفة الإدراكية، بما في ذلك التحسينات في الذاكرة المكانية وتولد الأوعية وكثافة العمود الفقري العصبي.
كيف يكون تأثيره على القلب والأوعية الدموية؟
ارتبطت صحة القلب والأوعية الدموية ارتباطًا وثيقًا بالأداء المعرفي، أوضحت الدراسات أن فوائد فلافانول الكاكاو وخاصة الإبيكاتشين تزداد على الأداء العقلي بسبب زيادة تدفق الدم في المخ وتحسين وظيفة الأوعية الدموية، وتتم هذه التأثيرات عن طريق زيادةِ إنتاج أكسيد النيتريك الذي يعزز توسع الأوعية الدموية والنقل العصبي، مما يؤدي إلى تحسين وظيفة الأوعية الدموية الدماغية وتدفق الدم وقد تم أيضًا ربط فوائد فلافانول الكاكاو بتحسن في وظائف الرؤية وذلك لأن الفلافانول قد يؤدي إلى توسيع الأوعية الدموية في شبكة العين وبينت دراسات أن تناول مشروبات الكاكاو الغنية بالفلافانول قبل أن تقوم بأعمال تتطلب التركيز قد يزيد من وظائف التنفيذ وأن تناول كميات كبيرة مع التمارين الرياضية قد يزيد من صحة القلب والوعائية والأداء العقلي، لذلك قد تكون الفلافانولات في الكاكاو حلًا طبيعيًا جيدًا لزيادة أداء الدماغ وصحة القلب.
كيف يكون تأثيره على الإدراك؟
أوضحت الدراسات التي أجريت على الحيوانات أن مركبات الفلافانول تتفاعل مع الخلايا الدماغية وتفرز تأثيرًا كمضادات الأكسدة تؤدي إلى تحسين عمل أنسجة الدماغ ووظيفتها في مناطق التعلم والذاكرة والإدراك حيث يقوم عن طريق الإرتباط في مستقبلات معينة بتحفيز إنتاج بروتينات تحافظ على عملية التأييد طويل الأمد (تقوية للمشابك العصبية) وإنشاء ذكريات طويلة المدى.
يساهم الفلافانول أيضًا إلى زيادة إنتاج (عامل النمو العصبي) وهو العامل الذي يلعب دورًا أساسيًا ومهمًا في الوظائف المعرفية مثل التعلم والذاكرة و مسؤول كذلك عن التكيفات والتغيرات في دماغ المرء طيلة حياته.
- أهم الإستنتاجات التي أثبتتها الدراسة:
أن الدراسات التي أجريت على فلافانول الكاكاو أثبتت إمكانية استخدامها كواقيات ومعدلات عصبية مع تأثيرات فورية تظهر من جرعة واحدة أو تأثيرات طويلة المدى تتطلب تناولاً مزمنًا.
تدعم معظم الدراسات الدور الرئيسي لأكسيد النيتريك في تحسين تدفق الدم في الدماغ والوظيفة الإدراكية.
تم أيضًا ربط تعزيز الوظيفة الإدراكية بزيادة مستوى عامل النمو العصبي الذي له دورًا مهمًا في وظائف التعلم والذاكرة.
تلخيصًا لكل ما ذكر: معظم الأبحاث ركزت حول تدخلات فلافانول الكاكاوعلى كبار السن أو المصابين بأمراض مزمنة، لكن بشكل عام تدعم معظم النتائج التأثير المفيد للفلافانول على الوظيفة الإدراكية والمرونة العصبية لدى الشباب مما قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض التنكس العصبي والتدهور المعرفي.
قد يؤدي تناول منتجات الكاكاو التي تحتوي على نسبة عالية من الفلافانول يوميًا إلى تحسين التعلم اللفظي والذاكرة والانتباه مما يؤدي إلى أداء أكاديمي أفضل، مع ذلك ما زال هناك تعطش كبير إلى المزيد من الدراسات لتأكيد هذه النتائج وتعزيز الأدلة.
في النهاية، إن الإعتدال في الأكل هو أساس الصحة ففي التفريط مضرة وفي الحرمان مشقة وتبقى قاعدة المسلم (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا) الأعراف 31.
تذكر أن في أيام العيد ما زال جسمك معتاد على النظام الغذائي في رمضان فلا تربكه بكثرة الحلويات وزيادة السعرات.
أدام الله فرحتكم وحفظ لكم صحتكم وكل عام ونحن وإياكم بخير.
- المرجع