المخاطرة الآمنة في اللعب
المخاطرة الآمنة جيدة. حيث أن الخطر جزء طبيعي من الحياة في الواقع وتشمل العديد من الفوائد. فنجد أن الأطفال يشاركون في اللعب الذي ينطوي على المخاطر الآمنة لتجربة المشاعر الإيجابية بما في ذلك المتعة والإثارة والفخر والثقة بالنفس والاستقلالية. فعندما يخاطر الطفل ويحاول القيام بشيء خارج منطقة الراحة الخاصة به، فإنه يساهم في تطوير وتعزيز ثقته بنفسه وقدرته على إدارة الخوف والتغلب عليه.
في عالم مليء بالهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وألعاب الفيديو والواقع الافتراضي، أصبح من المهم أكثر من أي وقت مضى أن يخرج الأطفال إلى الهواء الطلق. حيث يعد اللعب في الخارج جزءًا أساسيًا من حياة الأطفال ليس فقط من أجل الاستمتاع، ولكن أيضًا لتحسين الصحة الجسدية والنفسية للطفل. فقد اثبتت الدراسات ان اللعب بالخارج يساهم في تعزيز الخيال والابداع والاستقلالية للطفل. كما انه يساهم في زيادة الثقة بالنفس، تطوير المهارات الاجتماعية واللغوية ومهارات حل المشكلات والتفكير الإبداعي.
اثناء اللعب بالخارج، يحاول الأطفال باستمرار تجربة أشياء جديدة والانتقال من مغامرة إلى أخرى وقد يعرضون أنفسهم للخطر وحتى للإصابات. وطبعاً لا يرغب أي من الوالدين رؤية طفلهم مصابًا، وبالتالي، نجد أولياء الأمور في حرص مستمر على سلامة أطفالهم لذلك يلجؤون إلى الحد من المخاطر التي يتعرض لها الأطفال.
ولكن بالحفاظ على أطفالنا "آمنين"، هل نمنعهم عن غير قصد من تعلم كيفية تقييم المخاطر بأنفسهم؟
من المهم للأطفال أن يتعلموا كيفية المخاطرة بأمان، أي "التعامل مع المواقف التي يمكن للطفل أن يتصورها ويختار ما إذا كان يريد المشاركة أم لا". بينما المخاطر "غير الآمنة"، هي أشياء "خطرة حقًا على الطفل: مواقف أو مواد لا يراها الطفل، ولا يمكن أن يتخذ قرارًا منطقيًا بشأنها، ولديها احتمالية مؤكدة لإلحاق الأذى به".
المخاطرة الآمنة جيدة. حيث أن الخطر جزء طبيعي من الحياة في الواقع وتشمل العديد من الفوائد. فنجد أن الأطفال يشاركون في اللعب الذي ينطوي على المخاطر الآمنة لتجربة المشاعر الإيجابية بما في ذلك المتعة والإثارة والفخر والثقة بالنفس والاستقلالية. فعندما يخاطر الطفل ويحاول القيام بشيء خارج منطقة الراحة الخاصة به، فإنه يساهم في تطوير وتعزيز ثقته بنفسه وقدرته على إدارة الخوف والتغلب عليه. كما أن المخاطرة الآمنة تعزز استخدام الأطفال لمهارات حل المشكلات والتنظيم الذاتي وتساعد الأطفال على التفكير. فقد يتساءل الطفل "ما الذي ساعدني على النجاح في هذا النشاط"، أو إذا لم يتمكن الطفل من إتمام النشاط فسيتساءل عن سبب الفشل.
لذلك فإن خلق بيئة مليئة بالتحديات وآمنة بنفس الوقت يمثل تحديًا. حيث أن تنشئة الأطفال في بيئة خالية من المخاطرة يعني أن الأطفال سيفقدون فرصة ممارسة مهارة تقييم المخاطر التي تمكنهم من موائمة مهاراتهم مع تحديات البيئة.
ختاماً، دورنا كمربين ومشرفين على الأطفال ومسؤولين عن أماكن اللعب هو تحديد المخاطر الآمنة مقابل المخاطر الغير آمنه. الاشراف وتشجيع الأطفال على المخاطرة الآمنة واستكشاف الفرص ووضع قيود واضحة حتى يفهم الأطفال ما قد يفعلونه وما لا يفعلونه في بيئة اللعب.
بقلم: أسماء بنت سعود الفايز
محاضر في قسم إدارة وتقنية المعلومات الصحية - كلية الصحة العامة
جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل