أنواع أوامر التداول في سوق الأسهم وكيفية استخدامها

تساعدك معرفة أوامر التداول المختلفة على تنفيذ استراتيجيتك في سوق الأسهم بثقة. من أوامر السوق والحد إلى أوامر الإيقاف والإيقاف المتحرك، تتناول هذه المادة كيفية اختيار الأمر المناسب لضبط المخاطر وتحقيق أهداف الاستثمار، وتوفير نظرة شاملة لآثار كل أمر على أداء محفظتك على المدى الطويل.

أنواع أوامر التداول في سوق الأسهم وكيفية استخدامها
رسم مجازي يوضح أنواع أوامر التداول في سوق الأسهم ويعبر عن أهمية فهم أوامر السوق والحد والإيقاف للمستثمرين


فهم أنواع أوامر التداول يعد من الركائز الأساسية لكل مستثمر يرغب في بناء محفظة أسهم متوازنة وناجحة. تتنوّع الأوامر بين ما يضمن لك تنفيذ صفقتك فورًا وبين ما يتيح لك تحديد سعر الدخول أو الخروج على وجه الدقة. هذه الأدوات ليست مجرد تفاصيل تقنية بل هي جزء من استراتيجية مستثمر طويل الأجل تعتمد على إدراك قيمة السهم الحقيقية، والبحث العميق في أساسيات الشركات، والتحلي بالصبر الذي نصح به عالم الاقتصاد بنجامين جراهام. من خلال التعرف على مميزات كل نوع ومخاطره، يصبح بإمكان المستثمر تحسين قراراته الاستثمارية وإدارة المخاطر بطريقة أكثر علمية وهدوءا.

أمر السوق

أمر السوق هو أكثر أنواع الأوامر شيوعًا وبساطة حيث يطلب من الوسيط تنفيذ الصفقة فورًا بأفضل سعر متاح في السوق. استخدام هذا النوع يمكن أن يكون مناسبًا عندما يكون المستثمر مهتمًا بالتنفيذ السريع ولا يمانع الاختلافات الصغيرة في السعر. في الأسواق ذات السيولة العالية غالبًا ما يكون الفرق بين سعر الطلب والعرض ضئيلاً، مما يجعل أوامر السوق مجدية من الناحية العملية. ومع ذلك يجب على المستثمر الانتباه إلى أن السعر النهائي قد يختلف عن السعر المدرج وقت إدخال الأمر، خاصة عند حدوث تقلبات سريعة أو عند تداول كميات كبيرة. في سياق فلسفة جراهام التي تركّز على شراء الأسهم بسعر أقل من قيمتها الجوهرية، قد لا يكون أمر السوق مناسبًا إذا كان السعر الحالي أعلى بكثير مما يعتبره المستثمر عادلًا.

أمر الحد

أمر الحد يتيح للمستثمر تحديد السعر الذي يرغب في الشراء عنده أو البيع فوقه. هذا النوع من الأوامر يمنحك تحكماً أكبر في السعر وهو مناسب للمستثمر الذي يرفض دفع أكثر من السعر المستهدف أو بيع بأقل منه. على سبيل المثال يمكن للمرء أن يحدد أمر شراء عند 50 ريال للسهم إذا كان يعتقد أن القيمة العادلة أقل من السعر السوقي الحالي. إذا وصل السهم إلى هذا السعر أو أقل سيُنفّذ الأمر، أما إذا بقي السعر فوق حدك فلن تُنفّذ الصفقة. هذا الأسلوب يتناسب مع المبادئ التي شرحها جراهام حول وضع هامش أمان بين القيمة الحقيقية وسعر الشراء. من المهم أيضًا إدراك أن تنفيذ أوامر الحد ليس مضموناً، فربما لا يصل السهم إلى السعر المحدد، وبالتالي قد تضيع فرصة الدخول للسوق إذا تحركت الأسعار بسرعة.

أوامر الإيقاف

تهدف أوامر الإيقاف إلى الحد من الخسائر أو حماية الأرباح عن طريق تنفيذ الصفقة عندما يصل السعر إلى مستوى محدد. إذا كنت تملك سهماً وتخشى انخفاض سعره إلى ما دون مستوى معين، يمكنك استخدام أمر إيقاف لبيعه تلقائياً عند بلوغ هذا المستوى. هذا النوع من الأوامر يحول الأمر إلى أمر سوق عند تحقق السعر، مما يعني أنه سيتم تنفيذ البيع بالسعر المتاح في السوق. يضمن لك ذلك الحد من الخسائر الكبيرة، ولكنه لا يحمي من الانزلاق السعري في الأسواق المتقلبة. من وجهة نظر جراهام، يعد استخدام أوامر الإيقاف جزءًا من إدارة المخاطر للحفاظ على رأس المال، لكنه لا يبرر شراء سهم لا تثق في أساسياته. لذا يبقى التركيز على اختيار الشركات ذات القيم الاقتصادية المتينة حجر الزاوية.

أوامر الإيقاف المحدد

يجمع أمر الإيقاف المحدد بين خصائص أمر الإيقاف وأمر الحد، فهو يتحول إلى أمر حد بدلاً من أمر سوق عند تحقق السعر المحدد. على سبيل المثال يمكنك تحديد سعر إيقاف عند 60 ريال وسعر حد عند 58 ريال، بحيث يتحول الأمر إلى أمر بيع محدود إذا وصل السعر إلى 60 ريال، ولن يُنفّذ بأقل من 58 ريال. هذا النوع من الأوامر يمنحك قدرًا أكبر من التحكم في السعر النهائي، لكنه يحمل مخاطرة عدم التنفيذ إذا سقط السعر بسرعة دون المرور بالنطاق المحدد. يحتاج هذا الأمر إلى متابعة دقيقة لأسعار السوق ووعي بأن السهم قد ينخفض ما دون سعرك المستهدف دون تنفيذ الأمر. المستثمر الحكيم الذي يحاول تطبيق فكر جراهام يفضل استخدام هذا الأمر في حالات محدودة مع التأكد أن الشركة المدرجة تحتل مركزًا ماليًا قويًا.

أمر الإيقاف المتحرك

يتغير أمر الإيقاف المتحرك مع حركة سعر السهم من أجل حماية الأرباح. يمكن للمستثمر مثلاً تحديد نسبة مئوية أو مبلغ ثابت يتحرك به أمر الإيقاف مع ارتفاع السعر، لكنه يتوقف عند أي انخفاض. إذا ارتفع السهم فإن مستوى الإيقاف يرتفع معه، وإذا انخفض السهم بعد ذلك ينفّذ أمر البيع عند آخر مستوى إيقاف محقق. تساعد هذه الطريقة على قفل جزء من الأرباح دون الحاجة إلى متابعة مستمرة، لكنها لا تعمل بشكل جيد في الأسواق ذات التذبذبات الحادة إذ قد يتم تفعيل الأمر بسرعة نتيجة تحركات قصيرة المدى. بالنسبة للمستثمر الذي يتبع فلسفة جراهام، يمكن أن يكون هذا الأمر وسيلة مساعدة لإدارة المخاطر، لكن يجب ألا يحل محل التحليل العميق للقيمة الجوهرية والاستثمار طويل الأمد.

اختيار الأمر المناسب واستراتيجية المستثمر

اختيار نوع أمر التداول يعتمد على أهدافك الزمنية وتقييمك للسهم. إذا كنت مستثمرًا طويل الأجل وتسعى إلى شراء أسهم بأسعار معقولة مع هامش أمان، فقد تفضل أوامر الحد أو الإيقاف المحدد. أما إذا كنت ترغب في حماية الأرباح أو الحد من الخسائر دون متابعة لحظية فقد يناسبك أمر الإيقاف المتحرك. أوامر السوق قد تكون مناسبة عند تداول أسهم ذات سيولة عالية وبكميات صغيرة. ينبغي لكل مستثمر أن يوازن بين سرعة التنفيذ والسيطرة على السعر وأن يستخدم هذه الأدوات كجزء من خطة استثمارية متكاملة. يرى جراهام أن القرارات الاستثمارية يجب أن تستند إلى التحليل الأساسي العميق وليس إلى تحركات السوق اللحظية، وبالتالي فإن فهم هذه الأوامر يساعد على تنفيذ قرارات استثمارية مدروسة بأقل قدر من التحيز والانفعال.