أكبر دراسة صحة عامة بـ (٩٢ ألف مشارك) من البالغين في السعودية عن السمنة
أكبر دراسة عن السمنة في المملكة العربية السعودية، بقيادة الدكتورة نورا الثميري، تشمل 92 ألف مشارك. الدراسة تقدم رؤى حول انتشار السمنة وتأثيراتها الصحية والسلوكية والاقتصادية من 2020 إلى 2023، مع توصيات لتعزيز الوقاية وتحسين الصحة العامة.

أكبر دراسة (92 ألف مشارك) عن السمنة في المملكة
نشرت اليوم ورقة علمية بقيادة الدكتورة نورا الثميري بعنوان
Mapping Obesity Trends in Saudi Arabia: A Four-Year Description Study
وهي عن توجهات وانتشار السمنة في المملكة العربية السعودية خلال أربع أعوام من عام 2020 وحتى عام 2023 م.
شملت الدراسة 92,137 مشارك من البالغين عبر بيانات بحثية من مؤشر شارك لصحة المجتمع، والذي يصنف أحد أكثر أنظمة الرصد الصحي الواعدة عالميا.
وتراوحت السمنة بمؤشر كتلة جسم 30 فأعلى ما بين 22.2٪ إلى 21.1٪. وكان معدل السمنة لدى الرجال أقل من النساء، حيث بلغ متوسطه 19.5٪ خلال السنوات الأربع مقارنة بنسبة 23.9٪ لدى النساء.
وبالنسبة للفئات العمرية، كانت معدلات السمنة الأعلى في الفئة العمرية 40-49 بمتوسط 28٪ تقريبًا، تليها الفئة العمرية 30-39 بنسبة 22٪ تقريبًا. كما تزيد معدلات السمنة بين ذوي التعليم المنخفض وذوي الدخل المنخفض.
كما أظهرت الدراسة أن ما يقارب 21٪ من المصابين بالسمنة قد تم تشخيصهم بمرض ارتفاع الكوليستيرول. كذلك، تم تشخيص ما يقارب 20٪ ممن يعانون من السمنة بمرض ارتفاع ضغط الدم والسكري من النوع الثاني، ويعاني حوالي 7٪ منهم من أمراض القلب.
ومن جانب السلوكيات الصحية، يتناول المصابون بالسمنة الخضار والفواكه بالكميات الموصى بها بنسب منخفضة، حيث يلتزم فقط حوالي 5٪ بمعايير الغذاء الصحي. كما أن 16٪ فقط يحققون النشاط البدني الأسبوعي الموصى به من منظمة الصحة العالمية. ويعاني حوالي 20٪ منهم من خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق.
وختمت الدكتورة نورا الثميري وفريقها البحثي الدراسه، بأنها قدمت رؤى هامة حول ديناميكيات انتشار السمنة ووصفت العوامل الصحية والسلوكية والفسيولوجية في المملكة العربية السعودية على مدى السنوات الأخيرة. قد تساهم هذه العوامل مجتمعة في مكافحة السمنة، إلا أن فهم انتشارها لا يزال يمثل تحديًا معقدًا، يتأثر بعوامل سلوكية واجتماعية واقتصادية متعددة. ويظل الالتزام المستمر بتعزيز الصحة واستراتيجيات الوقاية من الأمراض ضروريًا للحفاظ على التقدم الذي تم تحقيقه حتى الآن وتعزيز الأثر على النظامين الصحي والاقتصادي في المملكة.
للتقليل من التأثير السريري والتغذوي للسمنة في السعودية، يجب أن تشمل التدخلات المستهدفة حملات صحية عامة معززة تركز على التوعية الغذائية، لا سيما في المدارس والمجتمعات المحلية، لغرس عادات غذائية صحية من سن مبكرة. بالإضافة إلى ذلك، توسيع الوصول إلى خدمات استشارات التغذية وإدارة السمنة، مثل عيادات فقدان الوزن وأخصائيي التغذية، سيوفر للأفراد الأدوات اللازمة لاتخاذ قرارات صحية أفضل. كما أن زيادة الوصول العام إلى مرافق النشاط البدني ودمج برامج التمارين الرياضية ضمن النظام الصحي الروتيني يمكن أن يساعد في الوقاية من السمنة.
على نطاق أوسع، يعد تعزيز اللوائح المتعلقة بتسويق الأطعمة غير الصحية، وخاصة الموجهة للأطفال، وتشجيع الخيارات الغذائية الصحية في المؤسسات العامة خطوات حاسمة. هناك حاجة أيضًا إلى تعزيز الرقابة وإجراء المزيد من الدراسات الطولية لتتبع الاتجاهات طويلة الأمد في السمنة والتدخين والنشاط البدني، لضمان توافق المبادرات الصحية مع احتياجات السكان.
من خلال اتباع نهج متعدد الجوانب يجمع بين التعليم والدعم السريري والتدابير التنظيمية، يمكن تقليل التأثير السريري والتغذوي للسمنة على النظام الصحي في المملكة، مما يعزز نتائج صحية أفضل على المدى الطويل.