سلسلة ثروة طبيعية خفية : جـوف الدمـام

في شرق المملكة العربية السعودية وفي عالم البكتيريا الغامض، تظهر أنواع جديدة بين الحين والآخر، وفي إحدى الدراسات الحديثة، تمكن العلماء من اكتشاف نوع جديد تمامًا من بكتيريا السالمونيلا لم يُعرف عنه من قبل وأطلقوا عليها اسم "سالمونيلا الدمام" (Salmonella dammam).

جاء هذا الاكتشاف عن طريق فحص عينة براز لطفلة يمنية تبلغ من العمر سنتين ونصف تعاني من الإسهال في مركز مكافحة الإسهال بالدمام. كانت الطفلة تعاني من إسهال شديد مصحوب بالدم والمخاط لمدة يومين بالإضافة إلى ارتفاع بسيط في درجة الحرارة وجفاف خفيف. لحسن الحظ، تعافت الطفلة بعد يومين من العلاج باستخدام المحلول المعوض للجفاف.

قام الأطباء بعمل فحص مخبري للبراز، وتمكنوا من عزل نوع جديد من بكتيريا السالمونيلا لم يتطابق مع أي نوع معروف سابقًا. أُرسلت هذه البكتيريا إلى مركز أبحاث ودراسة السالمونيلا التابع لمنظمة الصحة العالمية في معهد باستير بباريس لإجراء المزيد من الفحوصات وتحديد نوعها رسميًا.

بعد إجراء الفحوصات اللازمة، أكد المركز الدولي أن هذه البكتيريا تمثل سلالة جديدة من السالمونيلا لم يسبق اكتشافها من قبل. وأطلق عليها اسم "سالمونيلا الدمام" نسبة إلى مدينة الدمام التي تم اكتشافها فيها. يُعد "سالمونيلا الدمام" على الأرجح أول سلالة سعودية المنشأ يتم إدراجها ضمن نظام تصنيف السالمونيلا المعتمد عالميًا.

ومن الملفت للنظر أن "سالمونيلا الدمام" كانت واحدة من 48 سلالة جديدة للسالمونيلا تم اكتشافها في مركز مكافحة الإسهال بالدمام خلال فترة ستة أشهر فقط! ويعتبر هذا الرقم مرتفعًا جدًا، وقد يعزى إلى عادات الطعام السائدة في المنطقة. فاستيراد المواد الغذائية من مختلف أنحاء العالم يُحتمل أن يؤدي إلى دخول سلالات جديدة من البكتيريا إلى المملكة العربية السعودية.

إن اكتشاف "سالمونيلا الدمام" يسلط الضوء على أهمية إجراء المزيد من الدراسات حول البكتيريا واكتشاف أنواع جديدة منها، كما يدفعنا للتفكير في العلاقة بين عاداتنا الغذائية وانتشار أنواع معينة من البكتيريا.

ترقبوا النهاية المذهلة لسلسلة مقالاتنا، من جنوب مملكتنا في ديارِ منْ يُعرَفون بالكرم والشهامة، أو كما يقولون "ارقبونا". وبالتأكيد، هذه ليست سوى بداية اكتشافات عظيمة تنتظر في مملكتنا.

بقلم : أنوار السكاكر

تدقيق : روان الأحمري