ظل الطفولة : كيف يؤثر الإهمال العاطفي في الطفولة على حياتنا كبالغين ؟

يتحدث هذا المقال عن الإهمال العاطفي في الطفولة وكيف يؤثر على حياة الفرد البالغ

ظل الطفولة : كيف يؤثر الإهمال العاطفي في الطفولة على حياتنا كبالغين ؟
ظل الطفولة : كيف يؤثر الإهمال العاطفي في الطفولة على حياتنا كبالغين ؟


في الكثير من الأحيان قد تشعر بمشاعر صعبة التفسير ليست سلبية أو إيجابية فقط مجرد إحساس تجهل ماهيته لكنه يجعلك تشعر أن هناك شيء خاطىء بداخلك، ومهما توفرت أسباب السعادة لديك الا إنك تشعر بأن هناك شيء ناقص، قد تكون هذه واحدة من أعراضالاهمال العاطفي لك في الصغر. الاهمال العاطفي هو " نمط علاقة تتسم فيه احتياجات العاطفة للفرد بالإهمال باستمرار أو الإغفال أو التقليل من أهميتها أو عدم تقديرها من قبل شخص هام. يتصرف الأشخاص في العائلات المهملة كما لو كانوا يعيشون على كواكب مختلفة، بعيدين عاطفيًا عن بعضهم البعض " هكذا عرف الدكتوران ستيفن لودفيغ و أنثوني روستاين الاهمال العاطفي في كتابهم Developmental-Behavioral Pediatrics 2009.

الإهمال العاطفي قد لا يكون صورة من صور الإساءة العاطفية للطفل، لأن الإساءة دائمًا ما تكون مقصودة، بينما الإهمال العاطفي عادةً يحدث بدون أن يدرك الوالدين هذا، فمثلًا عندما تشكي طفلة لوالدتها أن دميتها المفضله قد ضاعت، قد لا تتفاعل الأم بشكل جاد لأنها مجرد دمية و يمكنها أن تعوض ابنتها بدمية أخرى، فهي لا تدرك أهمية تلك الدمية على وجه الخصوص للطفلة. أن الإهمال العاطفي غالبًا ليس فعل وإنما فشل في ملاحضة احتياج الأطفال للمشاعر أو عدم إعطاءهم الدعم المعنوي الكافي، وقد يكون عن طريق تجاهل مشاعر الأطفال التي يعبرون عنها مثل الحزن والسعادة والخوف أو التقليل منها، غياب التواصل الجسدي مثل التقبيل والعناق أو حتى الإمساك بيد الطفل خلال المشي، وعدم تشجيع الطفل. الوالدين الذين يهملون أطفالهم عاطفيًا، هم أيضًا كانوا مهملون من قبل عائلتهم

أعراض ألاهمال العاطفي :

على الرغم أنه لا يوجد طريقة صريحة للفحص ألا أن هناك عدة علامات قد تظهر عند الشخص البالغ يمكن أن تكون بسبب أهماله عاطفيًا في طفولته، وهي:

  • الشعور بالفراغ الداخلي
  • الشعور بالانفصال عن المشاعر
  • اضطراب ما بعد الصدمة
  • الاكتئاب
  • الشعور بالذنب
  • عدم القدرة على الوثوق بالاخرين
  • عدم القدرة على تكوين علاقات أو المحافظة عليها
  • السلوك العدواني
  • الانتحار

عدم حصول الطفل على الدعم المعنوي يعني إنه شيء لم يحدث ولم يشعر به، فالأشياء التي لم تحدث لا يمكن تكوين ذكريات عنها والمشاعر التي لم يشعر بها لا يمكن أن يتذكرها وهو بالغ، وهذا يفسر لماذا الشخص البالغ الذي تعرض لأهمال عاطفي في طفولته يصعب عليه معرفة ذلك، مما يجعل الأمور معقدة عندما يحاول فهم مشاعره الحالية التي لا يمكن تتبع أسبابها فيشعر وكأنه تائه من الداخل. كما أن تجاهل هذا الشخص أو مواجهته لإي نزاع قد يحفز غضبه وردة فعل مبالغ فيها. يمكن ملاحضة هذا أكثر عندما يكون حول والداه أو يتحدث عنهم و حتى مجرد التفكير فيهم قد يحفز الغضب والآلم والشعور بالوحدة، لأنه بشكل لا واعي يشعر بخيبة أمل منهم.

الدراسات والأبحاث:

دراسة نشرت في مجلة Frontiers in Psychiatry تظهر أن المستويات العاليه من الإهمال العاطفي متعلقه بزيادة أعراض الاكتئاب لاحقًا في عمر الثامنة عشر و أن الدعم الاجتماعي القوي من الأقران يمكن أن يخفض من أعراض الاكتئاب في عمر الخامسة عشر. وفي نفس المجلة تم نشر دراسة توضح العلاقة بين الإهمال العاطفي للأطفال وامراض القلب، حيث إن هناك عدة ادلة توثق أن التعرض للإهمال العاطفي أثناء الطفولة يزيد من عوامل الخطورة المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية. ومن هذه العوامل زيادة أعراض الاكتئاب والقلق خلال فترة المراهقة والبلوغ، زيادة مستويات الالتهاب، تغيير وظيفة المحور الهُيبوثالامي-النُخاعي-الكظري وهو محور مسؤول عن عدة تفاعلات هرمونية في الجسم، وتغير نمو الدماغ.

العلاج النفسي:

قد يكون من الصعب التعبير عن مشاعر تم كبتها لعدة سنوات لكن مع تقدم أساليب العلاج النفسي أصبح من الممكن أن تواجه هذه المشاعر، تتقبلها ومن ثم تتخلص منها. قد يقدم لك الاخصائي النفسي طرق لعلاج القلق والاكتئاب المصاحب لهذه المشاعر. إذا كنت تريد معرفة المزيد حول الإهمال العاطفي وطرق حله، يمكنك قراءة كتاب " السير بلا وقود: التغلب على الإهمال العاطفي في الطفولة " من تأليف جونيس ويب و كريستين موسيلو. حيث يحتوي الكتاب على أنواع الوالدين الذين يهملون أطفالهم عاطفيًا والمشكلات التي يعاني منها الأطفال المهملون عندما يصبحون بالغين ويحتوي أيضًا على إستراتيجيات لكيفية التغلب على الإهمال العاطفي.