أدوات المسح الذاتي للصحة النفسية: ماهي وكيف نستخدمها؟

تتوفر اليوم على شبكة الإنترنت المئات من أدوات المسح الذاتي للصحة النفسية مثل مسوحات الإكتئاب والقلق والصدمات النفسية والرفاهية والكثير غيرها. وتنقسم هذه الأدوات في مصداقيتها ومرجعها العلمي إلى أدوات طورت بمنهجيات علمية رصينة ودراسات منشورة. والنوع الأخر أدوات أخرى غير موثوقة لا تستند على معايير ودراسات علمية.

وتعتبر أدوات المسح الذاتي الموثقة علمياً أحد مداخل التشخيص الفعالة للأمراض النفسية بحيث يقوم الفرد بالإجابة على مجموعة من الأسئلة المتعلقة بالحالة النفسية ومن ثم يقوم النظام بحساب النتيجة بناء على الإجابات ومن ثم تقييم الدرجة حسب تصنيف إحتمالية الإصابة بالمرض. وبناء على هذه النتيجة يمكن للأفراد الذين ظهرت نتيجتهم بأن لديهم احتمالية عالية لوجود الحالة النفسية التي تشخصها الأداة، أن يذهبوا بهذه النتيجة للممارس الصحي للتحقق من الحالة وتشخيصها. وتصل بعض الأدوات في دقتها في تشخيص الأمراض إلى 86% أي أنه في حال كان هناك 100 فرد أظهر المسح الذاتي أن لديهم أحتمالية عالية لوجود المرض سيتم تشخيص 86 منهم بالمرض لو قاموا بالذهاب للعيادة وطلب التشخيص وهنا تكمن أهمية هذه الأدوات. 

كما تستخدم هذه الأدوات في عملية متابعة حدة أعراض الأمراض النفسية التي تم تشخيصها بحيث يقوم المريض بعمل المسح الذاتي بشكل دوري (كل أسبوع أو أسبوعين) لمراقبة حالته النفسية ودعم عملية اتخاذ القرار المشترك مع الطبيب المعالج. وبناء على هذه المسوحات الذاتية قد يحدد المعالج وصول المريض لمرحلة الشفاء أو الحاجة لزيادة الجرعات أو تغيير العلاج. حيث تعتبر أدوات المسح الذاتي من الممكنات المهمة لدعم العملية العلاجية وتسهيل متابعة تقدم الحالة. 

ومن الأمثلة العلمية لأحد الدراسات المحكمة، دراسة نفذت في 5 دول حيث نشر الباحثون تطبيق للهواتف الذكية يحتوي أداة مسح ذاتية للإكتئاب ووجدوا أن 29% ممن قاموا بعمل المسح وظهرت لديهم احتمالية وجود الإكتئاب عالية وراجعوا العيادة تم تشخيصهم فعلا بالإكتئاب ووصف الخطة العلاجية لهم.

ومن الجيد ذكره هنا أن أداة المسح الذاتي التي استخدمت في الدراسة متوفرة باللغة العربية ومجربة على المجتمع السعودي. ويمكنك عمل المسح الذاتي للإكتئاب عبر الدخول على مقياس الصحة النفسية.