ماذا نعرف عن الصم ولغة الإشارة؟

ماذا نعرف عن الصم ولغة الإشارة؟
يُعد السمع مدعاة للفهم, ولذلك تقدم ذكره في القرآن الكريم على حاسة البصر في مواطن كقوله تعالى (هل اتى على الانسان حين من الدهرلم يكن شيئا مذكورا (1) إنا خلقنا الإنسان من نطفة امشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا (2). الانسان. لذلك الذي لايسمع يصعُب عليه الفهم والاندماج مع من حوله فبتالي يصاب نسبة كبيرة من الصم باضطرابات في السلوك واضطرابات نفسية. وقد من الله علينا أن حبانا بنعمة السمع فخلال العام الأول للطفل، يبدأ بنطق بعض الكلمات التي يسمعها في محيطه، ويبدأ انخراطه الفعلي في مجتمعه الصغير من خلال نطقه لبعض الكلمات الدالة على شي مخصص بذاته, لذلك فقدان السمع يتبعه عدم قدره على الكلام فينعزل الطفل الأصم عن مجتمعه ويعيش حبيساً في ذاته ومع نفسه (لعدم قدرته على التخاطب و الاستماع او عدم قدرة الأهل على فهم اللغة المناسبة للتعامل مع تلك الحالات). وبمعنى أدق أن الذي يولد أصماً لايتكلم. إلا بعض الحالات البسيطة, وهنا تكمن أهمية تعلّم وتعليم لغة الإشارة.
تعريف الصم :
يُشير مصطلح الصمم إلى تلك المشكلات التي تحول دون أن يقوم الجهاز السمعي عند الفرد بوظائفه, أو تقلل من قدرة الفرد على سماع الأصوات المختلفة.
يتراوح الصمم والمشكلات السمعية في شدتها من الدرجات البسيطة والمتوسطة التي ينتج عنها ضعف سمعي, إلى الدرجات الشديدة جداً والتي ينتج عنها صمم, وينقسم الأشخاص الذين لديهم مشاكل سمعية إلى: الصم وضعاف السمع.
أمّا الأصم: هو الفرد الذي يعاني من فقدان سمعي يبدأ في الغالب ب (70) ديسبل فأكثر ممايحول دون اعتماده على حاسة السمع في فهم الكلام.
تعريف لغة الإشارة (ماهي لغة الاشارة):
نظام لغوي يعتمد على استخدام رموز يدوية لإيصال المعلومات للآخرين وللتعبير عن المفاهيم والأفكار, وتعتبر هي اللغة المكتسبة والطبيعية المفضلة لمجتمع الصم.
أبرز أسباب فقدان السمع والصمم:
- عوامل وراثية.
- امراض والتهاب الاذن.
- ارتفاع درجة حرارة الام الحامل او الطفل.
- الادوية السامة للأذن.
- ثقب طبلة الأذن نتيجة الضوضاء الصاخبة.
حقائق واحصاءات عن فقدان السمع:
- تنص المادة 30 الفقرة 4
من اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الاشخاص ذوي الاعاقة على ان (الاشخاص ذوي الإعاقة يجب أن يتاح لهم على قدم المساواة مع الآخرين, الاعتراف والدعم لهويتهم الثقافية واللغوية, بما في ذلك لغة الاشارة وثقافة الصم).
- يُتوقع بحلول عام 2050، أن يعاني نحو 2,5 مليار شخص من درجة ما من فقدان السمع، وأن يحتاج ما لا يقل عن 700 مليون شخص إلى خدمات التأهيل الخاصة بالسمع.
- هناك أكثر من مليار شاب معرض لِمخاطر فقدان السمع الدائم الذي يمكن تجنبه بسبب ممارسات الاستماع غير المأمونة.
- تبلغ نسبة فئة الصم من السعوديين 4%.
- 75% من الاخطاء الطبية التي تحدث للصم في المستشفيات بسبب عدم وجود من يتواصل معهم.
- يقام اليوم العالمي للغات الإشارة يوم 23 سبتمبر في كل سنة.
هل مجتمع الصم مجتمع متنوع؟
هنا اقتباس من مقالة في مجلة المنال بعنوان هل مجتمع الصم مجتمع متنوع؟ للأستاذ عبدالله العوفي.
التنوع الواضح بين أفراد مجتمع الصم يشير إلى ما يسمى بتنوع الهوية الثقافية (Cultural Identities) وكذلك يشير إلى تعدد مستويات الوعي الثقافية بالهوية المجتمعية التي يمر بها الشخص الأصم للوصول إلى مرحلة الهوية الثقافية المناسبة في المجتمع وإدراك المجتمع ودوره كعضو فيه.
ليست هناك هوية ثقافية واحدة لجميع الأشخاص الصم بل توجد سبعة أنواع يندرج جميع أفراد مجتمع الصم تحتها.
1 ـ الهوية المتوازنة ثقافياً:
في هذه الهوية يكون الشخص ثنائي الثقافة بشكل متوازن ويندمج في مجتمعين بشكل متوازن؛ مجتمع الصم ومجتمع السامعين الكبير. الأفراد الذين يتمتعون بهذه الهوية تكون لديهم صداقات قوية مع أفراد المجتمعين بدون تفضيل.
2 ـ الهوية الثنائية ثقافياً مع تفضيل ثقافة الصم:
يتمتع أصحاب هذه الهوية بمشاركة مجتمع السامعين ومجتمع الصم في الأنشطة والفعاليات ولكن عند التفضيل يفضلون الانخراط في أنشطة مجتمع الصم أو ممن يجيد لغة الإشارة.
3 ـ الهوية الثنائية ثقافياً مع تفضيل ثقافة السامعين:
يتمتع أصحاب هذه الهوية بمشاركة مجتمع السامعين ومجتمع الصم بالانشطة والفعاليات ولكن لسبب أو آخر يكون تواصلهم مع الأشخاص الصم محدود جداً. قد يكون هؤلاء الأشخاص يعيشون في منطقة بعيدة عن أقرب مجتمع للصم.
4 ـ هوية الصم الثقافية:
يتمتع هؤلاء الأشخاص برغبة كبيرة في تقليل التواصل مع الأشخاص السامعين بعد سنوات من الفشل في الاندماج المجتمعي وذلك لعامل التواصل. هؤلاء الأشخاص ينخرطون في مجتمع الصم بشكل أكبر مع عدم الرغبة في التواصل مع مجتمع السامعين.
5 ـ الهوية المهمشة ثقافياً:
يجد هؤلاء الأشخاص أنفسهم خارج مجتمع الصم وكذلك مجتمع السامعين. فيغلب على أصحاب الهوية المهمشة عدم قدرتهم على نطق بعض الكلمات والحروف وكذلك عدم إتقانهم للغة الإشارة بشكل مُرضٍ.
6 ـ الهوية المنعزلة ثقافياً:
يختار هؤلاء الأشخاص عدم الانخراط في مجتمع الصم وعدم الاعتراف بلغة الإشارة وثقافة مجتمع الصم. هؤلاء الأشخاص يمرون بتجربة فاشلة في حياتهم من خلال فشلهم في اكتساب اللغة المنطوقة مما يجعلهم منعزلين عن مجتمع السامعين لكثرة الاحباطات.
7 ـ الهوية المأسورة ثقافياً:
يتخيل أصحاب هذه الهوية أنه لا يوجد مجتمع للصم أصلاً كما لا يوجد ما يسمى بلغة الإشارة إنما مجرد إيماءات وإشارات وصفية مخترعة بلا قواعد ونظم.
مبادرة نحن معك:
يعتبر الجانب الطبي المتعلق بالاصم في غاية الاهمية وذلك لشبه انعدام التواصل بين الطبيب والطاقم الطبي والمريض الاصم ممايؤدي الى تشخيص خاطئ او غير دقيق.
وحرصًا من وزارة الصحة على تحقيق رؤية 2030 لدعم هذه الفئة بشكل خاص، فقد حثت على تطبيقها في جميع مناطق المملكة، وذلك بتوعية منسوبي الصحة بمجتمع الصم، وطرق التعامل معهم، وتدريبهم على قواعد وأساسيات لغة الإشارة.