الطريق إلى قمة الوعي: كتاب يأخذك في رحلة إلى أعلى مستويات الوعي
هذا المقال يحتوي مقدمة كتاب (الطريق إلى قمة الوعي) ٢٤ قَاعِدة لِحياة تفيض بِالْإلْهام والسَّلام للدكتور ناصر بن دهيم والذي نشر في أكتوبر 2024. ويتوفر الكتاب حصريا في مكتبة جرير.

هذا المقال يحتوي مقدمة كتاب (الطريق إلى قمة الوعي) ٢٤ قَاعِدة لِحياة تفيض بِالْإلْهام والسَّلام للدكتور ناصر بن دهيم والذي نشر في أكتوبر 2024. ويتوفر الكتاب حصريا في مكتبة جرير. ويمكن الحصول عليه من الرابط: الطريق إلى قمة الوعي
ويركز الكتاب على تطوير الشخصية ونموها بشكل سوي وصحي جسديا ونفسيا عبر 24 قاعدة عملية مبنية على اسس علمية ودينية. وتركز هذه القواعد أيضا بجانب تطوير الذات على تطوير قدرات ومهارات التواصل لبناء علاقات قوية والمحافظة على علاقاتنا ونموها وايضا الطرق المثلى لإنهاء العلاقات بالحد الأدنى من الضرر للطرفين. ويبدأ الكتاب بمقدمة عن أهمية رفع الوعي لدى الإنسان للوصول لأعلى درجات السلام والتطور والسعادة.
مقدمة عن الكتاب
كم مرَّةً خطرت ببالك فكرةً رائعةً وأبحرت في تخيُّلها وتصوُّر حدوثها وكيف ستغيِّر حياتك والعالم من حولك، وعندما اقتنعت بأهمِّيَّتها وقوَّتها بدأت بطرحها على المقرَّبين منك، ولكن . . . للأسف، قتلوها بالتَّشكيك والنَّقد والأهمِّ من ذلك عدم فهمها.
السَّبب الأول، أنَّهم ليسوا قادرين على رؤيتها وتصوُّرها كما تراها أنت! والسَّبب الأعمق أنَّهم في مستوى وعي مختلف عن مستوى الوعي الَّذي يمكن فيه فهم هذه الفكرة.
بمستويات وعي معيَّنة، يكشف اللَّه لك فكرة ورؤية مختلفة قد لا يكشفها لغيرك، فيصبح الجميع غير قادر على فهمها، ولكنَّ اللَّه منحك الخيار بالعمل عليها، وتحقيقها، ومن ثمَّ سيراها الجميع كما تراها.
فالنَّاس لا يستطيعون رؤية الفكرة الَّتي كشفت لك، ولكنَّهم يستطيعون رؤية نتيجة العمل على الفكرة، وكلَّما عملت عليها بإتقان كلَّما زادت فرص تقبُّلها وفهمها. الرُّؤية تموت بلا عمل ... والإيمان أيضًا يموت بلا عمل! لذلك لا نرى في أغلب النَّاس ما يؤمنون به، لأنَّه ميِّت نتيجة عدم الممارسةً الواضحة في عملهم.
ومن أجمل القصص في عدم قدرة الآخرين على رؤية ما يراه غيرهم، هي قصَّة سيِّدنا نوح في بناء السَّفينة، فكان الجميع رافضًا لفكرة أن يساعد أو يسهم في بناء سفينة في الصَّحراء، وحينما أيقن سيِّدنا نوح أنَّه لن يجد المساعدة، وأنَّ قومه ليسوا قادرين على رؤية ما يحاول إقناعهم به، بدأ ببناء السَّفينة بنفسه. ولم يكتف قومه بذلك، بل سخروا منه لأنَّهم لم يصلوا لمستوى الوعي الَّذي وصل إليه سيِّدنا نوح. ولم يستوعبوا ما يحذِّرهم منه إلَّا عندما فات الأوان.
من المؤسف أنَّ أغلبيَّة البشر يعجزون عن تحقيق رؤيتهم لذاتهم والَّتي تعتبر الحدَّ الأدنى، ويستسلمون للواقع والعالم الخارجيِّ الَّذي تسحرنا فيه متعة الانتماء الكاذب، والرِّضى المؤقَّت، والملهيات الحياتية، والَّتي غالبًا يتحكَّم بها من يريد أن يبيعنا سلعته، ونتوهَّم أنَّ النُّموَّ والنَّجاح في امتلاكها.
كلُّنا نعرف الشُّعور الَّذي يتلاشى بسرعة بعد أن نمتلك مادِّيَّات كنَّا نرى أنَّها ستجلب لنا القيمة، والسَّعادة المستمرَّة. والحقيقة أنَّ القيمة إن لم تكن نابعةً من داخلنا، فلا قيمةً من خارجنا قادرةً على وضعنا في المكانة الَّتي نطمح لها، أو صنع قيمة حقيقية يؤمن بها الآخرين.
هذا الكتاب يركِّز على المبادئ والمفاهيم الأساسيَّة لرفع الوعي الكلِّيِّ للإنسان، ليرى أبعد ممَّا تراه العين المجرَّدة، ويسمع ما لا تستطيع الأذن سماعه، ويفهم ما خلَّف السَّمع والبصر بيقين من رأى وسمع. وكما ذكرت في كتاب "تأمُّلات في السُّموِّ الإنسانيِّ" هذا الكتاب يسعى لمدِّ وتوسعة المساحات الضَّيِّقة بين مفاهيم متداخلة قد نراها واحدًا، ولكنَّها في حقيقتها كوَّن واسع يمتدُّ مع اتِّساع الوعي إلى مالا نهاية.