حـرب النوم

في نهاية كل يوم، جميع الكائنات الحية على الكرة الأرضية تخلد للنوم استعدادا لليوم التالي. أثناء النوم، تبدأ عمليات تجديد وصيانة الجسم بواسطة الدماغ؛ ليجعل من النوم خير دواء، لكن وا أسفاه أصبح وضع المدمنين مع الحبوب المنومة أشبه بحرب مع النوم!. يقول الباحث في بيولوجيا الأعصاب في جامعة توبنغن الألمانية ألبريشت فورستر: "النوم شيء يشبه الغسل والقطع والترتيب في الدماغ".

حـرب النوم


في نهاية كل يوم، جميع الكائنات الحية على الكرة الأرضية تخلد للنوم استعدادا لليوم التالي. أثناء النوم، تبدأ عمليات تجديد وصيانة الجسم بواسطة الدماغ؛ ليجعل من النوم خير دواء، لكن وا أسفاه أصبح وضع المدمنين مع الحبوب المنومة أشبه بحرب مع النوم!. يقول الباحث في بيولوجيا الأعصاب في جامعة توبنغن الألمانية ألبريشت فورستر: "النوم شيء يشبه الغسل والقطع والترتيب في الدماغ".

 حرب بلا نهاية 

 اسباب اضطرابات النوم متعددة، لكن أكثرها انتشاراً هو التوتر والقلق المؤديان إلى الأرق. اختلفت طرق علاج الأرق من الأعشاب إلى الأدوية. لكن، ما الذييجعل محارب النوم يدمن هذه الطرق وتصبح إدماناً لا علاج؟ إدمان الحبوب المنومه أصبح شائع جداً و أمراً متساهل به. رغم وجود حلول أخرى، أصبح أخذ الأدوية بشكل روتيني وأساسي في حياة المدمن؛ لتجلب له النوم. سوء استخدام الدواء وعدم معرفة مخاطره يعد أهم سببان للإدمان. إن إدراك الطبيب والمريض لعلاج الإدمان أمر مهم للغاية؛ إذ أنه يساعد على استعادة العادات الصحية للنوم،وزيادة التركيز والطاقة الجسدية والعقلية عند المدمنين بدون التأثير على جودة الحياه.

"وهن المعركة"

يترنح المدمن ويتحرك بشكل غير متناسق، ويعتمد كليا على الحبوب للنوم، يشعر بدوار و ضعف عام في الجسم، وفقدان لذكرياته التي حدثت على المدى القصير، تحدث تغيرات في شهيته ويشعر بحرقة في معدته. تكمن أهمية علاج إدمان المنومات بالتخلص من هذه الأعراض، ويبدأ التخلص ب إزالة سموم المنومات.

يُعد إزالة سموم المنومات أولى مراحل علاج إدمان المنومات، إذ يتم تنظيف جسم المدمنين من جميع السموم المتبقية في الدم. وتهدف هذه المرحلة إلى إعادة تنظيم عمل الجسم دون الحاجة إلى المنومات، و تتميز هذه المرحلة بظهور أعراض الانسحاب مثل: النوبات الارتعاش، الشعور بالغثيان، الاستفراغ، الارتباك والهلوسة. وللتغلب على أعراض الانسحاب، عادةً ما ينصح بإيقاف استخدام المنومات بصورة تدريجية على فترة ممتدة من الزمن.

من فوضى الحرب الى سلام الانتصار 

للانتقال لمرحلة الانتصار على حرب النوم والإدمان، يتم ذلك من خلال مرحلتين وهي: التأهيل الداخلي والعلاج الشامل. حيث ان التأهيل الداخلي تكون فترة إقامته مابين 28-90 يوماً، يعزل الشخص من البيئة التي تتواجد فيها المنومات إلى بيئة أخرى مراقبة وآمنة؛ بهدف تعلم عادات النوم الصحية، واتباع وسائل استرخاء آمنة، وتحديد سبب الإدمان و الأهداف المرجوة من العلاج؛ ليستفيد مدمنين الجرعات العالية من هذه المرحلة بشكل أكبر. أما العلاج الشامل فيشتمل على العلاج النفسي: وهي الجلسات التي تهدف لإتباع العلاج السلوكي المعرفي، وتعزيز شعور المدمن بأهميته؛ من خلال تعلم تقنيات استرخاء مختلفه تساعده على النوم من دون حاجه الى منومات، مثل: شاي البابونج، وجذور الناردين، وتمارين مخصصة للنوم.

 

في النهاية، عندما تفشل جميع استراتيجيات النوم الطبيعية كالتمارين وغيرها،تكون هذه الأدوية سلاح ذو حدين في حرب النوم، إذا استخدمت بالشكل الصحيح تكون ذات فائدة عظيمة، وإذا استخدمت بشكل خاطئ تسبب نتائج عكسية، تنقل الشخص من حرب النوم إلى ساحة أخرى ذات مخاطر جسيمة، تقوده إلى حرب أخطر وأشد وهي حرب الإدمان.

 

بقلـم : وجـن خـالد القثانين