الابتكار والريادة في مجال صحة المرآة
يحتل الابتكار والريادة في صحة المرآة مكانة عالية في سياسات العديد من الدول المتقدمة، كما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 في رفع جودة الحياة وتوفير الخدمات الصحية ورفع متوسط عمر المرأة الى فوق 80 عام.
يحتل الابتكار والريادة في صحة المرآة مكانة عالية في سياسات العديد من الدول المتقدمة، كما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 في رفع جودة الحياة وتوفير الخدمات الصحية ورفع متوسط عمر المرأة الى فوق 80 عام.
اما في بعض الدول العربية فيلاحظ قلة الاهتمام بصحة المرأة، حيث ان هناك العديد من الاحتياجات في مجال صحة المرأة لم يتم الالتفات لها ومحاولة تلبيتها، فالأمراض النسائية لا تخضع للبحث الكافي، وتفتقر إلى الحلول والأساليب المبتكرة. ان عدم الاهتمام بالتوعية بصحة المرأة ومحدودية تشجيع الأبحاث وثقافة الابتكار في هذا المجال يتطلب تسليط الضوء وحض القيادات على تعزيز ثقافة البحث والابتكار والريادة في صحة المرأة.
ومن هذا المنطلق ادعو الى ان يتم التعاون والتنسيق بين المهتمين في الجامعات والمراكز البحثية وجمعيات المجتمع المدني لتعزيز دورهم في البحث وتشجيع حاضنات الاعمال على الابتكار في مجالات صحة المرأة. إن معالجة الاحتياجات الصحية للمرأة والتي لم يتم التركيز عليها، تتطلب ايجاد الأساليب والحلول المبتكرة لمواجهة هذه التحديات.
فالأمراض الشائعة لدى النساء والظروف التي تؤثر عليهن تجعل من الضروري تطوير الخدمات الصحية المقدمة للمرأة والتي تنعكس بشكل ايجابي على الأطفال والأسرة والمجتمع.
من المهم التعامل مع المبتكرين في هذا المجال لإيجاد الحلول المبتكرة وتلبية الاحتياجات غير المهتم بها، سواء بالنسبة للأمراض والحالات والمؤشرات التي تؤثر بشكل أساسي، أو مختلف على صحة المرأة.
ومن الحلول عمل إطار لصحة المرأة يغطي الجانب الصحي ويشمل المناعة الذاتية، علم الأورام، الشيخوخة، صحة العظام، أمراض النساء، الصحة الجنسية، الصحة الإنجابية، سلس البول، الخصوبة موانع الحمل، انقطاع الطمث، الصداع النصفي، الحالات النفسية، صحة القلب والأوعية الدموية، والصحة المعرفية والدماغية.
ان مجال الابتكار في صحة المرآة واسع وواعد للمستقبل ومجال البحث فيه واسع فعلى سبيل المثال لا الحصر:
- خلق فرص للاستثمار وتوسيع نطاق الشركات الناشئة في مجال صحة المرأة.
- التقدم التكنولوجي ودور الرقمنة في النهوض بالقطاع.
- تأثير COVID-19 على صحة المرأة.
- عرض أحدث الابتكارات وحلول رواد الأعمال في صحة المرأة وتسليط الضوء عليها.
- ضرورة عمليات التجميل ودورها في إعادة الوظيفة للحوض بعد الولادات المتكررة والتي تؤدي لتحسين الحالة النفسية للسيدات وزيادة الثقة بالنفس واستمرار العلاقات الزوجية.
لقد قامت شركات عالمية عديدة بالبحث عن حلول ذكية وعلمية لتلبية الاحتياجات الصحية التي لم يتم التركيز عليها من قبل في صحة المرآة ومن المفيد والضروري الاستفادة من نتائج تلك الابحاث والابتكارات.
وقد حظي تمكين المرأة بدعم لامحدود من قيادة المملكة حفظها الله والمطلوب تظافر الجهود لتفعيل الريادة والابتكار في صحة المرآة عن طريق المجالس المتخصصة والحرص على رفع وعي وقدرات المرآة السعودية والمرآة العربية للوصول بها إلى أعلى مستويات الكفاءة في العمل والإنتاج والعطاء، لتكون قادرة على مواجهة متطلبات المستقبل، ووضع خطة المسار من التمكين إلى الريادة وصولا لصناعة الابتكار. وهذه المجالس المعنية بشؤون المرأة ة تظم ممثلين عن الوزارات ذات العلاقة والمجالس التشريعية مثل مجلس الشورى والهيئات القانونية وقيادات وخبراء في مجالات متعددة تشمل، الاقتصاد، والتعليم والصحة، وريادة الأعمال، والابتكار، والقانون، وحقوق الملكية الفكرية، والإعلام بحيث يتكامل دور هذه الجهات مع المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بصحة المرأة في مختلف الدول العربية، حيث ان تعزيز حق المرأة في الرعاية الصحية المتكاملة ووضع التشريعات ذات العلاقة لتحقيق حياة صحية نوعية أفضل للنساء يعزز مشاركة المرأة في التنمية ويحقق اهداف التنمية المستدامة ومنها :
الهدف 3: (الصحة الجيدة والرفاه)، ضمان أنماط العيش السليم وتعزيز الرفاه للجميع هما أمران ضروريان لتحقيق التنمية المستدامة. كما ان تنظيم مؤتمرات وورش عمل عن البحث والابتكار في مجالات صحة المرأة، له دور كبير في تحفيز وتشجيع رواد الأعمال على التركيز على صحة المرآة وتوجيه اهتمامهم لفتح آفاق جديدة للأعمال والمشاريع التي مازالت تحتاج همة المبدعين.
الدكتورة منى عبدالله آل مشيط
عضو مجلس الشورى
رئيس اللجنة الصحية
أستاذ وأستشاري أمراض النساء والولادة والتجميل النسائي