حج صحي في ظل الطقس الحار

تُعدّ المشكلات الصحية المرتبطة بالحرارة من التحديات الرئيسية التي تواجه الحجاج خلال موسم الحج، وذلك نظرًا للكثافة السكانية الهائلة وارتفاع درجات الحرارة في مكة المكرمة. وعلى الرغم من الجهود الجبارة والإمكانيات العالية التي توفرها حكومتنا الرشيدة لراحة الحجاج وتقديم خدمات متعددة ومتميزة، إلا أن هذه الأمراض تظل عائقًا يعترض سبيل الحاج والنظام الصحّي، مما يستدعي توعيتهم وإرشادهم حول كيفية التعامل مع هذه الأمراض.

حج صحي في ظل الطقس الحار


تُعدّ المشكلات الصحية المرتبطة بالحرارة من التحديات الرئيسية التي تواجه الحجاج خلال موسم الحج، وذلك نظرًا للكثافة السكانية الهائلة وارتفاع درجات الحرارة في مكة المكرمة. وعلى الرغم من الجهود الجبارة والإمكانيات العالية التي توفرها حكومتنا الرشيدة لراحة الحجاج وتقديم خدمات متعددة ومتميزة، إلا أن هذه الأمراض تظل عائقًا يعترض سبيل الحاج والنظام الصحّي، مما يستدعي توعيتهم وإرشادهم حول كيفية التعامل مع هذه الأمراض.

في هذا المقال، نستعرض معكم أهم الحالات وطرق الوقاية منها وعلاجها.

بدايةً، ما هي الأمراض المرتبطة بالحرارة؟

هي مجموعة من الحالات الطبية التي تنجم عن التعرض لدرجات حرارة مرتفعة وممارسة نشاط بدني شاق في بيئات حارة. قد يزيد خطر الأصابة بهذة الحالات وقد يقل بحسب عوامل الخطر، تصنّف عوامل الخطر المرتبطة بالأمراض المصاحبة للحرارة إلى عوامل فردية، وعوامل متعلقة بالتعرض للحرارة.

بالنسبة للعوامل الفردية فهي تشمل: العمر، الحالات المرضية كداء السكري وارتفاع ضغط الدم، الحمل، تناول بعض الأدوية (مثل مدرّات البول، مضادات الحساسية، والمليّنات)، الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.

وأما عن عوامل التعرض للحرارة فتشمل: درجة الحرارة والرطوبة المحيطة والجهد البدني المبذول دون تبريد كافٍ.

أما بالنسبةٍ إلى مدى خطر هذه الحالات، فهي تختلف فـهناك الحالات الخفيفة مثل:

  • الطفح الحراري (Heat rash): اضطراب التهابي في البشرة نتيجة انسداد الغدد العرقية، قد يتبعه عدوى بكتيرية. يُعالج بإزالة الملابس الضاغطة واستخدام كريمات الكورتيزون والمضادات البكتيرية حسب الحاجة، مع تجنب المراهم الثقيلة والبيئات الحارة قدر الإمكان.
  • التشنج الحراري (Heat cramps): تشنجات عضلية ناتجة عن فقدان الأملاح أثناء التعرق.
  • يُعالج بالابتعاد عن الحرارة قدر الإمكان، الراحة، وتعويض السوائل.
  • الوذمة الحرارية (Heat edema): تورم الأطراف بسبب توسع الأوعية الدموية.
  • يُعالج بالراحة ورفع الأطراف المتورمة عن مستوى الجسم.
  • الإغماء الحراري (Heat syncope): فقدان الوعي المؤقت بسبب تجمع الدم في الأطراف.
  •  يُعالج بالراحة وتناول السوائل إذا كان المريض واعيًا، وإلا يُنقل للرعاية الطبية العاجلة.

أما الحالات المتوسطة فأحدها:

  • الإجهاد الحراري (Heat exhaustion): أعراض مثل التعب الشديد والضعف والغثيان، ناتجة عن انخفاض محتوى الماء وحجم الدم. والذي يُعالج بالابتعاد عن الحرارة، الراحة، شرب الماء، وترطيب الجسم المستمر بالماء البارد.

نأتي بالنهاية لأخطر الحالات التي قد تحدث، مثل:

ضربة الشمس (Heat shock): حيث أنها حالة تهدد الحياة يتميز بارتفاع درجة حرارة الجسم وخلل في الجهاز العصبي. يُعالج بالتبريد السريع والإخلاء الطبي العاجل.

 من الضروري أن يكون الحجاج على دراية بكيفية التعامل مع هذه الحالات وطلب المساعدة من الفرق الطبية ومراكز الرعاية الصحية المتوفرة في المشاعر المقدسة. كما يجب اتباع تعليمات الأمن والصحة، ومنها شرب الماء بكثرة والبحث عن أماكن مظللة او الحرص على استخدام المظلة .

 وفي خضم هذه النصائح والإرشادات، لا يسعنا إلا أن نتأمل عظمة هذه الشعيرة الإسلامية التي تجمع القلوب على محبة الله وتوحيد الكلمة. إن الحج ليس مجرد رحلة روحانية، بل هو ملتقى للأمم والشعوب يُعلمنا دروسًا في التسامح والصبر والإخاء.

ندعو الله أن يتقبل من جميع الحجاج حجهم، وأن يعودوا إلى ديارهم سالمين بأتم صحةٍ وعافية، محملين بالذكريات الطيبة.