ماهي استراتيجيات تعزيز الصحة النفسية والرفاهية؟

غالبًا ما يفكر الناس في تعزيز الصحة النفسية باعتباره مجالًا لخدمات الرعاية الصحية والاجتماعية، ولكن في الواقع، فرص تعزيز الصحة النفسية والرفاهية تمتد على نطاق واسع. يتضمن تعزيز الصحة النفسية مجموعة من الأساليب والتدخلات، بناءً على فهم

ماهي استراتيجيات تعزيز الصحة النفسية والرفاهية؟
استراتيجيات تعزيز الصحة النفسية والرفاهية ودورها في المجتمع


تتأثر الصحة النفسية لكل شخص بتجارب الحياة اليومية سواء كانت من المدرسة، العمل، والعائلة. وتتراكم مشاكل الصحة النفسية للأشخاص لتؤثر ليس فقط على حياة الفرد، انما العائلة ومن ثم المجتمع. في هذا المقال سوف نناقش استراتيجيات وجهود تعزيز الصحة النفسية ورفع مستوى الرفاهية للإفراد والمجتمعات.  

صحتنا النفسية هي واحدة من أهم وأثمن الموارد في الحياة لتأثيرها على حياتنا الشخصية والاجتماعية والاقتصادية والرفاهية بشكل مباشر لذلك تستحق التطوير والرعاية.  في مجال تعزيز الصحة النفسية نريد تعزيز الصحة النفسية بشكل أفضل لتحسين جودة حياة الافراد وجعل المملكة العربية السعودية مكانًا أفضل وأكثر صحة للعيش فيه لكل فرد منا. للقيام بذلك، نحتاج إلى التأكد من أننا نخطط ونقدم خدمات لا تعالج أو تستجيب للإحتياجات الأشخاص الذين يعانون من مشاكل نفسية وحسب، ولكنها تساعد في الحفاظ على صحة الافراد ووقايتها، والتعزيز من استقلاليتهم، وتساهم بالازدهار وتحقيق احلامهم ورغباتهم وتساعدهم على التعامل مع التحديات الحياة وترفع من إحساس الناس بالرفاهية.

قبل البدء في استعراض استراتيجيات تعزيز الصحة النفسية، علينا في البداية التعرف على اهم المصطلحات العلمية والتي تساعد في فهم هذا الموضوع بشكل أعمق.

 ما لذي نعنيه بالصحة النفسية والرفاهية؟

الصحة النفسية ليست مجرد غياب المشاكل النفسية، لكنها مفهوم أوسع بكثير يتضمن الخصائص الإيجابية التي تشكل الصحة النفسية للفرد والمجتمع.

عرف أحد المؤثرين في مجال الصحة النفسية بأنها “الصحة الجيدة هي أكثر من مجرد جسم سليم، بل يجب أن يتمتع الشخص السليم أيضًا بعقل سليم. يجب أن يكون الشخص الذي يتمتع بعقل سليم قادرًا على حل المشكلات المختلفة التي يوجهها في الحياة، ويجب أن يتمتع بعلاقات جيدة مع الأصدقاء والزملاء في العمل والأسرة، ويجب أن تشعر بالراحة النفسية التي تجلب السعادة للآخرين في المجتمع. هذه هي الجوانب الصحية التي يمكن اعتبارها صحة نفسية "

بينما نصنف الرفاهية بأنها مجموعة من الأنشطة والمشاعر التي تساهم في الشعور بالرضا، الرضا عن الحياة ونوعية الحياة. تساعد الرفاهية على الحماية من خطر الإصابة بمشاكل الصحة النفسية.

وللتعرف بشكل أوضح على الفروق بينهما، ننصحك عزيزي القارئ بالاطلاع على مقال ماهو الفرق بين الصحة النفسية والرفاهية؟

الصحة النفسية:

الصحة النفسية ضرورية لأن ما نفكر فيه ونشعر به وكيف نتصرف يؤثر على صحتنا العامة ورفاهيتنا وجودة حياتنا. لدينا جميعًا احتياجات مختلفة فيما يخص صحتنا النفسية.  من وقت لآخر في حياتنا، تتكون لدينا تجارب قد يكون من الصعب التعامل معها، مثل بدء في عمل جديد، أو الانتقال إلى المنزل، أو الانفصال أو الحزن، أو الوفاة أو أن نصبح عاطلين عن العمل؛ في بعض الأحيان، من المحتمل أن نشعر جميعًا بالقلق أو التوتر و من المحتمل أن تتغير هذه الاحتياجات بمرور الوقت او عندما نواجه ظروفًا وتحديات جديدة ويمكننا دائمًا اكتساب مهارات جديدة والمشاركة في مساع جديدة يمكن أن تساعد في تحسين صحتنا النفسية.

 

ما لذي يشير إلية مصطلح "الصحة النفسية الجيدة":

تتضمن الصحة النفسية الجيدة سمات التمتع بتقدير الذات، المرونة، حل المشكلات، القدرة على التأقلم، مهارات التعامل مع الآخرين، المشاركة في المجتمع بطريقة تعزز الترابط، المكافأة، والاندماج. غالبًا ما ترتبط الصحة النفسية بشكل كبير بالرفاهية، وهناك أدلة متزايدة على ارتباطها بالصحة البدنية بشكل أكبر. هناك مجموعة واسعة من الدراسات التي اظهرت فوائد الصحة النفسية الإيجابية ونتائج اجتماعية واقتصادية ايجابية مفيدة للمجتمعات، بما في ذلك علاقات مجتمعية أكثر تماسكًا وتناغمًا، مشاركة مجتمعية أكبر، مستويات أعلى من الثقة والتسامح، تحسن كبير في التوظيف والتعليم، والتدريب، تقليل نسب الإعاقات طويلة الأمد واعتلال الصحة بشكل عام.

 

ما لذي يشير إلية مصطلح "الصحة النفسية السيئة":

قد يسبب ضعف الصحة النفسية بمجموعة من الصعوبات والمشكلات، تتراوح في شدتها ومدتها، والتي قد تؤثر على العديد من مجالات الحياة. قد يشمل ذلك الأرق والشعور بالقلق والعصبية وصعوبات في العلاقات مع الآخرين وفي الأنشطة اليومية والشعور بالوحدة والعزلة. قد تتفاقم هذه المشاكل بسبب التمييز والوصمة. يمكن أن تؤثر مشاكل الصحة النفسية أيضًا على الصحة الجسدية مما يؤدي إلى ضعف الأداء البدني وتدهور الصحة نتيجة الاصابة بالأمراض وزيادة تكاليف العلاج. والحقيقة، أن الصحة النفسية السيئة تؤدي إلى تكبد المجتمعات المحلية تكاليف كثيرة.

 

ما لذي يؤثر على الصحة النفسية والرفاهية؟

يتم تحديد العوامل التي تؤثر على الصحة النفسية من خلال دراسة مجموعة من العوامل الوراثية، والجينية، والبيئية، والفردية. يمكن أن تعمل هذه بشكل فردي أو معًا للتأثير على صحتنا النفسية ورفاهيتنا. تشمل:

  • التربية والعائلة
  • أحداث الحياة المهمة التي مررنا بها
  • البيئة
  • الإسكان يشمل البلد، المدينة والمنزل
  • التوظيف
  •  التعليم
  • علاقاتنا وشبكاتنا الاجتماعية.

 من أجل تعزيز الصحة النفسية الجيدة والرفاهية، نحتاج إلى تحديد تلك العوامل التي تخلق خطرًا على الصحة النفسية والرفاهية وفقًا لها وتعزيز العوامل التي تحميها.

تعزيز الصحة النفسية والرفاهية

ما معنى تعزيز الصحة النفسية:

غالبًا ما يفكر الناس في تعزيز الصحة النفسية باعتباره مجالًا لخدمات الرعاية الصحية والاجتماعية، ولكن في الواقع، فرص تعزيز الصحة النفسية والرفاهية تمتد على نطاق واسع. يتضمن تعزيز الصحة النفسية مجموعة من الأساليب والتدخلات، بناءً على فهم ما يزيد من المخاطر على الصحة النفسية للناس وما يحمي أو يبني صحة نفسية جيدة.

تتأثر الصحة النفسية بالعديد من العوامل الفردية والاجتماعية والثقافية، كما أن تعزيز الصحة النفسية الجيدة ليس مجرد اختصاص من اختصاصات خدمات الرعاية الصحية والاجتماعية، بل انها شراكة تعاونية على نطاق واسع من افراد المجتمع. يتضمن تعزيز الصحة النفسية في المجتمع الاهتمام بجميع جوانب الحياة: صحة الفرد، والإسكان والبيئة، والأنشطة الترفيهية، ورعاية الأطفال، والتعليم ، والنقل ، وسلامة المجتمع ، من بين أمور أخرى.

 تشير الأبحاث إلى أن تعزيز الصحة النفسية الجيدة في المجتمعات يمكن أن يؤدي إلى مجتمع أكثر إنتاجية وفاعلية ويمكن أن يكون عاملاً وقائيًا في سياق التباعد والانعزال الاجتماعي. هناك العديد من الفوائد الصحية والاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بتعزيز المجتمع السليم نفسياً.

 

لماذا التحول إلى تعزيز الصحة النفسية؟

تم تعزيز هذا النهج الجديد لتلبية احتياجات الصحة النفسية من خلال العديد من التطورات الهامة في العقود الأخيرة:

  • وجود العديد من الادلة على أن التدخلات المبكرة يمكن أن تقلل من شدة المرض ومدته ويمكن أن تحمي من تدهور الصحة في المستقبل.
  • وجود العديد من الادلة اللي تشير أن الخصائص الوقائية مثل المرونة واستراتيجيات المواجهة وحل المشكلات ليست فطرية كما تم افترضه سابقًا.
  • زيادة السيطرة في المجتمع للأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية عقلية خطيرة، والحاجة إلى تعزيز الاندماج الاجتماعي.
  • زيادة الاعتراف بمدى الحاجة إلى الصحة النفسية وكيف يمكنها ان تؤثر علينا جميعًا.
  • أهمية الصحة النفسية الإيجابية في المساهمة في تماسك المجتمع ورأس المال الاجتماعي.
  • حقيقة أن الوفرة المتزايدة لم تؤد إلى تحسينات في الصحة العقلية أو الرفاهية ، في حين أن الفشل في القضاء على الفقر لا يزال يؤثر على الصحة النفسية ورفاهية العديد من الأفراد والأسر والمجتمعات الأكثر ضعفًا.

استراتيجيات تحسين الصحة النفسية والرفاهية:

توعية عموم السكان بأهمية الصحة النفسية وطرق زيادة صحتهم ورفاهيتهم النفسية والحفاظ عليها، لا سيما فيما يتعلق بما يلي:

  • توعية الناس بالصحة النفسية الجيدة
  • كيفية الوصول إلى المساعدة والدعم
  • كيفية بناء مهارات التأقلم والمرونة بشكل أفضل
  • تعزيز الوصول المبكر إلى الخدمات الفعالة
  • العمل على تلك العوامل الاجتماعية والاقتصادية والبيئية التي تؤثر على صحتنا النفسية.

 فوائد تعزيز الصحة النفسية

  • الحد من الوصمة وزيادة الوعي
  • تعزيز الروابط بين الصحة النفسية والجسدية، مما يساعد على الوقاية من الأمراض الجسدية وكذلك مشاكل الصحة العقلية.
  • زيادة التفاهم والتسامح من خلال التعليم
  • تمكين الناس لتحسين صحتهم النفسية
  • تحديد الخدمات الصحية والنفسية وانواع الدعم
  • الوقاية من مشاكل الصحة النفسية
  • تقليل تأثير الاضطراب على الأفراد وأسرهم
  • تقليل التكاليف الاجتماعية والاقتصادية لمشاكل الصحة النفسية على الأفراد والمجتمعات
  • انخفاض معدلات الانتحار