سلامة المرضى في المنشآت الصحية
اهتمّت المملكة العربية السعودية بتطبيق معايير جودة الرعاية الصحية المتفق عليها عالميا وذلك بتأسيس المركز السعودي لاعتماد المنشآت الصحية (سباهي)، والذي كان الغرض من إنشاءه هو رفع جودة الرعاية الطبية المقدمة للمرضى في المملكة وتحسين تجربة المريض أثناء تلقي الرعاية الطبية والتقليل من فرص حدوث الأخطاء الطبية وتحسين سلامة المرضى،

تعد سلامة المرضى ركيزة من ركائز نظام الرعاية الصحية العالية الجودة وشرط أساسي لتعزيز الرعاية الصحية، فقد عرفت منظمة الصحة العالمية جودة الرعاية الصحية بأنها الجودة التي تستجيب لاحتياجات وتفضيلات المريض، وتقوم على الطب المبني على البراهين، وتقدم في الوقت المناسب، بكفاءة وفعالية تراعي معايير السلامة وتتعامل مع المستفيدين بإنصاف وعدالة. وتحظى الأضرار التي تقع على المرضى اثناء تلقيهم للرعاية الطبية بالاهتمام عالمياً، فقد أشارت الدراسات أن مريضا من بين عشرة مرضى يصاب بنوع من الأذى أثناء حصوله على الرعاية الصحية. وأشارت الدراسات أيضا ان جزءاً كبيراً من هذه الأضرار كان بالإمكان تجنبها.
ولضمان تقديم رعاية صحية عالية الجودة، كان من اللازم وضع سياسات ومعايير ملزمة للمنشآت التي تقدم الرعاية الصحية للمجتمع، ووضع آلية لتقييم المنشآت الصحية ذاتياً اومن قبل جهات خارجية لضمان تطبيق المعايير اللازمة.
ومن هذا المنطلق اهتمّت المملكة العربية السعودية بتطبيق معايير جودة الرعاية الصحية المتفق عليها عالميا وذلك بتأسيس المركز السعودي لاعتماد المنشآت الصحية (سباهي)، والذي كان الغرض من إنشاءه هو رفع جودة الرعاية الطبية المقدمة للمرضى في المملكة وتحسين تجربة المريض أثناء تلقي الرعاية الطبية والتقليل من فرص حدوث الأخطاء الطبية وتحسين سلامة المرضى، وذلك بوضع معايير موحدة لجميع منشآت الرعاية الصحية العاملة في المملكة. وتضم معايير سباهي مجموعه كبيرة من المعايير التي تركز على جوانب مختلفة من الواجب الاهتمام بها وتطبيقها لضمان سلامة المرضى. ومن أهم هذي الجوانب هو إدارة سلامة المرافق الصحية. فمن واجبات المستشفى توفير بيئة آمنة تخدم المرضى والعاملين فيها، فعلى سبيل المثال يجب أن يكون المستشفى مجهز للتعامل مع الأفراد المعرضين للخطر وذوي الاعاقة وذلك بتوفير مواقف خاصة لهم وأن تكون الأسطح والأرضيات غير قابلة للانزلاق، وتوفير مقابض في الممرات والسلالم لمساعدة المرضى عند الحاجة. ومن الواجبات أيضا حماية المرضى والعاملين من مخاطر الإشعاعات الضارة التي قد يتعرضوا لها في أقسام العلاج الإشعاعي والتصوير التشخيصي. فيجب ان تكون هناك سياسات خاصة بالمواد المشعة وطرق تخزينها، وتوفير أدوات الوقاية من الأشعة السينية مثل العوازل الجدارية والأردية المصنوعة من الرصاص. وهناك أيضا معايير خاصة لحماية المرضى والعاملين من انتشار العدوى مثل توفير غرف خاصة بالعزل في اقسام الطوارئ والتنويم وفحصها دورياً للتأكد من دوام فعاليتها.
وتحظى الجوانب المتعلقة بأخطار الحريق باهتمام خاص من قبل السياسات والمعايير في المستشفيات وذلك لطبيعة المكان، فالمستشفيات تضم أعداد كبيرة من الأشخاص ويكثر فيها التعامل مع مواد شديدة الخطورة وسريعة الاشتعال، فعلى سبيل المثال يستخدم غاز الاكسجين المضغوط بشكل يومي، وهو غاز مسرع للاشتعال وقد يتسبب بحوادث جسيمة لا قدر الله إذا ما لم يتم التعامل معه بطريقة آمنه. لذلك هناك معايير تتعلق بطريقة تخزينه وكيفية تعامل العاملين بالمستشفى به. ويجب على المستشفى وضع سياسات للتعامل مع خطر الحريق، ابتداءً من توفير أجهزة الكشف عن الدخان الى السياسات الخاصة بتدريب العاملين على كيفية استخدام المعدات الخاصة بإطفاء الحريق ووضع خطط الإخلاء لكل قسم بداخل المستشفى.
إن المعايير المذكورة هنا ليست إلا جزء بسيط من المعايير الخاصة بالمركز السعودي لاعتماد المنشآت الصحية، والتي تلتزم بها كافة المستشفيات في المملكة. ويجب أن لا ينسى القارئ العزيز أن هذه المعايير وضعت لهدف تحسين ورفع جودة الرعاية الصحية وضمان سلامة المرضى، وأن الحصول على شهادات الاعتماد خطوة مهمة ولكن يجب على المستشفيات وبالأخص المسؤولين والقياديين في المنشأت الصحية التركيز على تعزيز ثقافة جودة وسلامة المرضى بين جميع العاملين بلا استثناء وأن تكون الجودة وسلامة المرضى جزء من اهداف وقيم هذه المؤسسة حتى تكون الجودة مسؤولية الجميع ويحظى المريض برحلة علاج آمنة
بقلم: ريما العوفي
ماجستير جودة الرعاية الصحية وسلامة المرضى