سلسلة ثروة طبيعية خفية : خِــراف الخرمـة
في جنوب المملكة العربية السعودية، تحديدًا في عام 1994، ظهر مرض فيروسي جديد يُصيب الإنسان ويُسمى "حمى الخُرما النزفية" (Alkhurmahemorrhagic fever) وذلك بعد وفاة شخص قام بذبح خروف في مدينة الخُرما. ومنذ ذلك الحين، تم تسجيل العديد من الحالات المصابة بهذا المرض الذي تصل نسبة الوفاة فيه إلى 25%.
في جنوب المملكة العربية السعودية، تحديدًا في عام 1994، ظهر مرض فيروسي جديد يُصيب الإنسان ويُسمى "حمى الخُرما النزفية" (Alkhurmahemorrhagic fever) وذلك بعد وفاة شخص قام بذبح خروف في مدينة الخُرما. ومنذ ذلك الحين، تم تسجيل العديد من الحالات المصابة بهذا المرض الذي تصل نسبة الوفاة فيه إلى 25%.
أجرت دراسة حديثة مسحًا ميدانيًا شاملًا في مدينة نجران جنوب المملكة العربية السعودية، شملت تحليلًا مخبريًا لأفراد من نفس المنازل والأحياء السكنية، وذلك خلال الفترة من عام 2006 إلى عام 2009. وقد تمكنت الدراسة من تحديد 28 حالة إصابة بحمى الخُرما النزفية، بينما لم يُظهر 65 شخصًا خضعوا للفحص أي إصابة بالفيروس.
ومن المثير للاهتمام أن 17 حالة من أصل 28 لم تظهر عليها أي أعراض للمرض، واُكتُشفت الإصابة عن طريق فحص المخالطين لهم. أما الحالات الأخرى التي ظهرت عليها الأعراض فقد تم إدخال 11 حالة منها إلى المستشفى.
أشارت الدراسة إلى أن هناك مجموعة من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالمرض، تشمل: مخالطة الحيوانات الأليفة، وخاصةً العناية بها وذبحها، و لمس اللحوم النيئة، وشرب الحليب غير المبستر، وتعرض لسعات القراد.
ومن العوامل المؤكدة التي توصلت إليها الدراسة بعد تحليل شامل للنتائج، هي: التعامل بشكل مباشر مع الحيوانات، وقرب المنازل من المزارع، وتعرض لسعات القراد.
إن اكتشاف حمى الخُرما النزفية يُسلط الضوء على أهمية إجراء المزيد من الدراسات حول الأمراض الفيروسية الجديدة، كما يدفعنا إلى الاهتمام بالعادات الصحية المتعلقة بالتعامل مع الحيوانات وسلامة الغذاء الذي نتناوله.
إن رحلة البحث العلمي مستمرة، وكل اكتشاف جديد يفتح الباب أمام أسئلة وتحديات جديدة تدفع العلماء إلى الخوض في غمار البحث عن إجابات مُرضية.وبالتأكيد، هذه ليست سوى بداية اكتشافات عظيمة تنتظر في مملكتنا.
بقـلم : أنوار السكاكر
تدقيق ومراجعة : شيماء العنزي