هل المكملات الغذائية ضرورة صحية أم رفاهية؟

في عالمنا الحديث أصبحت المكملات الغذائية جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية لكثير من الناس. ومع الزيادة في الوعي الصحي واهتمام الناس بنمط الحياة الصحي، يبحث العديد عن طرق لتحسين صحتهم وتعزيز أدائهم الجسدي والعقلي. هنا يأتي دور المكملات الغذائية، التي تقوم بملء الفجوات الغذائية وتحسين الصحة العامة. لكن هل هذه المكملات فعلاً ضرورية؟ أم مجرد رفاهية؟ وما هي الفوائد والمخاطر المرتبطة بها؟

هل المكملات الغذائية ضرورة صحية أم رفاهية؟
المكملات الغذائية


في عالمنا الحديث أصبحت المكملات الغذائية جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية لكثير من الناس. ومع الزيادة في الوعي الصحي واهتمام الناس بنمط الحياة الصحي، يبحث العديد عن طرق لتحسين صحتهم وتعزيز أدائهم الجسدي والعقلي. هنا يأتي دور المكملات الغذائية، التي تقوم بملء الفجوات الغذائية وتحسين الصحة العامة. لكن هل هذه المكملات فعلاً ضرورية؟ أم مجرد رفاهية؟ وما هي الفوائد والمخاطر المرتبطة بها؟

أنواع المكملات الغذائية

تتنوع المكملات الغذائية بشكل كبير، من الفيتامينات والمعادن إلى الأحماض الأمينية والمكملات العشبية. كل نوع منها يستهدف جوانب معينة من الصحة. على سبيل المثال، فيتامين D يعزز من صحة العظام، بينما الأوميغا-3 يدعم صحة القلب. المكملات البروتينية تستخدم بشكل شائع بين الرياضيين لبناء العضلات وتحسين الأداء الرياضي. وهناك أيضًا المكملات العشبية مثل الجينسنغ والإيكيناسيا، التي تُستخدم لدعم الجهاز المناعي وزيادة الطاقة.

الفوائد المحتملة للمكملات الغذائية

تشير الدراسات العلمية إلى فوائد بعض المكملات الغذائية في تحسين الصحة والوقاية من الأمراض. على سبيل المثال، أظهرت الأبحاث أن مكملات البروبيوتيك يمكن أن تعزز من صحة الجهاز الهضمي وتقوي المناعة. كذلك، قد تساعد مكملات الأوميغا-3 في تقليل الالتهابات ودعم صحة القلب والأوعية الدموية. بعض الفيتامينات والمعادن، مثل فيتامين C والزنك، قد تلعب دورًا في تعزيز الجهاز المناعي ومكافحة العدوى.

المخاطر والتحديات المرتبطة بالمكملات الغذائية

رغم الفوائد المحتملة، يجب التعامل مع المكملات بحذر. الإفراط في تناولها يمكن أن يؤدي إلى آثار جانبية خطيرة، مثل التسمم بالفيتامينات أو التفاعلات الدوائية غير المرغوب فيها. على سبيل المثال، تناول جرعات عالية من فيتامين A يمكن أن يسبب التسمم، بينما يمكن أن تتفاعل مكملات الكالسيوم مع أدوية أخرى وتقلل من فعاليتها. بالإضافة إلى ذلك، ليست جميع المكملات تخضع للتنظيم الصارم مثل الأدوية، مما يمكن أن يؤدي إلى وجود منتجات غير فعالة أو ملوثة في السوق.

أهمية عدم تناول بعض الفيتامينات والمعادن إلا عند الحاجة

رغم انتشار استخدام المكملات الغذائية، من المهم عدم تناول بعض الفيتامينات والمعادن إلا في حالة وجود نقص مؤكد، وإلا لن تجد فائدة في ذلك. يمكن أن يؤدي تناول كميات زائدة من بعض العناصر الغذائية إلى آثار سلبية على الصحة. على سبيل المثال، الإفراط في تناول الحديد يمكن أن يسبب مشاكل في الجهاز الهضمي وتلف الكبد، بينما يمكن أن يؤدي الإفراط في تناول الكالسيوم إلى مشاكل في الكلى وتكلس الأنسجة. لذلك، من الضروري إجراء الفحوصات الطبية اللازمة لتحديد ما إذا كان هناك نقص حقيقي يتطلب تناول مكملات غذائية، كما ينصح الخبراء بالفحص الدوري كل ستة أشهر لتأكد ما إذا كان لديك نقص أم لا. 

ثَوْرَة المكملات الغذائية في النوادي الرياضية

في السنوات الأخيرة، شهدت النوادي الرياضية ثورة كبيرة بين المشتركين لتناول المكملات الغذائية استجابةً لنصائح غير مختصة من وسائل التواصل الاجتماعي وزملاء النادي. يَعتبر البعض هذه المكملات مفتاحًا لتحقيق اللياقة المثالية وزيادة الأداء الرياضي، لكن النصائح المتداولة ليست دائمًا مبنية على أسس علمية، مما يزيد من مخاطر الاستخدام غير الصحيح. تشمل المكملات الرياضية منتجات مثل البروتين البودرة، الكرياتين، والأحماض الأمينية (BCAAs) التي تدعم الأداء الرياضي، إلا أن الاعتماد عليها دون التغذية السليمة والتدريب المناسب قد يكون غير مجدٍ. يجب توخي الحذر عند اختيار المكملات الرياضية، حيث أن بعضها قد يحتوي على مكونات غير معروفة أو غير آمنة. لذا، يجب التأكد من المصادر الصحيحة واحتياجك الفعلي قبل استخدام أي مكملات.

أبرز الفيتامينات والمعادن المشاع استخدامها

الفيتامينات المتعددة (Multivitamin)

الفيتامينات المتعددة هي مكملات تحتوي على مجموعة من الفيتامينات والمعادن الضرورية لدعم وظائف الجسم ولتعويض نقص التغذية. تحتوي على فيتامينات مثل A، C، D، E، ومجموعة فيتامينات B، بالإضافة إلى معادن كالحديد والكالسيوم والمغنيسيوم. يجب تناولها بجرعات موصى بها لتجنب التسمم، وتعتبر جرعاتها وقائية وليست علاجية، لذا يُفضل استشارة الطبيب عند الحاجة إلى جرعات علاجية.

فيتامين د (Vitamin D) 

فيتامين د مهم لصحة العظام والأسنان، وتعزيز الجهاز المناعي، وتحسين المزاج. يمكن الحصول عليه من التعرض لأشعة الشمس وبعض الأطعمة مثل الأسماك الدهنية وصفار البيض. المكملات قد تكون ضرورية في حالة نقص فيتامين د. الإفراط في تناول فيتامين د قد يسبب تسممًا، لذا يجب الالتزام بالفحص الدوري وأخذ الجرعات الموصى بها واستشارة الطبيب قبل البدء في تناول المكملات.

فيتامين ب12 (Cobalamin)

فيتامين ب12 مهم في تكوين خلايا الدم الحمراء، وصحة الأعصاب، وإنتاج الحمض النووي. يمكن أن يؤدي نقصه إلى فقر الدم، والتعب، وضعف الذاكرة، ومشاكل عصبية أخرى. يتوفر فيتامين ب12 في المكملات الغذائية والأطعمة المدعمة، ومن المهم للأشخاص المعرضين لنقص هذا الفيتامين تناول مكملات لتعويض النقص. في حالات النقص الحاد، قد يتطلب العلاج بالحقن الوريدي، لذا يجب استشارة الطبيب لتحديد الخطة العلاجية المناسبة.

مسحوق البروتين (Protein powder)

مسحوق البروتين هو مكمل غذائي شائع بين الرياضيون لبناء العضلات. يُستخلص من مصادر مثل الحليب والصويا والبازلاء، ويوفر طريقة سريعة للحصول على البروتين لدعم نمو العضلات واستشفائها. ومع ذلك، يجب تناوله باعتدال لتجنب مشاكل الكلى والأمعاء، وينصح بشرب الماء الكافي واستشارة طبيب قبل البدء في استخدامه. يُفضل الحصول على البروتين من المصادر الطبيعية مثل اللحوم والأسماك والبقوليات، حيث إن احتياج الجسم للبروتين ليس بقدر ما هو مشاع بأنه عالٍ جداً، وإنما يكون احتياجه بسيط ويمكن تلبيته من خلال نظام غذائي متوازن.

الكرياتين (Creatine)

الكرياتين هو مكمل غذائي يحسن الأداء الرياضي ويزيد الكتلة العضلية من خلال حبس الماء في العضلات. يُنتج طبيعيًا في الجسم ويوجد طبيعيًا في الأطعمة الغنية بالبروتين مثل اللحوم والأسماك. يزيد الكرياتين من طاقة العضلات خلال التمارين المكثفة، مما يسمح بتدريبات أشد وتحقيق نتائج أفضل. قد يسبب آثارًا جانبية مثل احتباس الماء ومشاكل هضمية. استخدامه اختياري ويعتمد على أهداف الفرد. من المهم استشارة طبيب قبل البدء في تناوله، خاصة لمرضى الكلى أو الكبد. يجب اتباع الجرعة الموصى بها، شرب كميات كافية من الماء، وممارسة التمارين بانتظام، والحفاظ على نظام غذائي متوازن.

الأحماض الأمينية المتشعبة (BCAAs)

الأحماض الأمينية المتشعبة (BCAAs) تشمل الليوسين، الإيزوليوسين، والفالين، وتستخدم لبناء العضلات وتقليل التعب العضلي وتحسين الانتعاش بعد التمارين الشاقة. تُعتبر هذه المكملات مفيدة بشكل خاص للرياضيين ولمن يمارسون التمارين الرياضية بانتظام. مع ذلك، يمكن الحصول على هذه الأحماض من مصادر غذائية طبيعية مثل اللحوم، البيض، ومنتجات الألبان.

أوميغا 3 (Omega 3)

أوميغا 3 هي أحماض دهنية أساسية تساهم في صحة القلب، تقليل الالتهابات، وتحسين وظائف الدماغ. يمكن الحصول على أوميغا 3 من الأسماك الدهنية مثل السلمون والتونة. المكملات تكون مفيدة في حالة عدم استهلاك كميات كافية من هذه الأطعمة. الجرعة اليومية الموصى بها غالبًا ما تكون من 250 إلى 500 ملغ من EPA وDHA. الإفراط في تناول المكملات قد يؤدي إلى مشاكل مثل النزيف الزائد، لذا يجب اتباع الجرعة الموصى بها واستشارة الطبيب قبل الاستخدام.

في الختام، تعتبر المكملات الغذائية أداة مفيدة لتحسين الصحة، ولكنها ليست بديلاً عن التغذية السليمة والمتوازنة. من الضروري استشارة أخصائي الرعاية الصحية قبل البدء في تناولها، لأن احتياجات الأفراد الصحية تختلف من فرد إلى آخر. يجب التركيز على الحصول على العناصر الغذائية من الأطعمة الكاملة التي تقدم فوائد إضافية مثل الألياف والمواد الكيميائية النباتية. الوعي والمعرفة هما أساس اتخاذ قرارات صحية صائبة، لذا يجب تناول المكملات بحذر وبناءً على النصائح الطبية لضمان الحصول على الفوائد المرجوة دون مخاطر غير ضرورية.

 

بقلم: يعقوب بن نحيت

التدقيق والمراجعة: أسامة علي الغامدي

 

المراجع:

 

https://ods.od.nih.gov/factsheets/WYNTK-Consumer/

https://ods.od.nih.gov/factsheets/ExerciseAndAthleticPerformance-HealthProfessional/

https://ods.od.nih.gov/factsheets/ExerciseAndAthleticPerformance-Consumer/

https://ods.od.nih.gov/factsheets/Omega3FattyAcids-Consumer/