عـبء الاضطرابات العقلية وأهميـة العلاج بالفـن
سيتناول هذا المقال ما يمكن للفن العلاجي أن يفعل على الجسد والروح وكيف يمكن أن يكون له القدرة على التغلب على الاكتئاب والقلق، المساعدة في علاج الاضطرابات المعرفية والخرف، صنع بصيص الأمل للمصابين بالزهايمر والفصام، بالإضافة إلى تخفيف آلام مرضى طيف التوحد.
تشكل الاضطرابات العقلية حملاً هائلاً على أنظمة الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم، نظرًا للتأثيرات الاجتماعية والاقتصادية الكبيرة التي تنتجها. على الرغم من أن العلاج الدوائي هو الخيار الأول لمعالجة الاضطرابات العقلية وتخفيف الأعراض الرئيسية، إلا أن العديد من مضادات الذهان قد تؤدي إلى انخفاض جودة الحياة وإحداث آثار جانبية مدمرة. لذلك، لجأ الأطباء إلى العلاجات التكميلية للتغلب على هذه التحديات، مثل العلاج بالفن، في معالجة احتياجات صحة المرضى منذ أكثر من نصف قرن.
ما هو العلاج بالفن؟
العلاج بالفن هو شكل من أشكال العلاج النفسي الذي يستخدم الوسائل الفنية كأسلوب رئيسي للتعبير والتواصل. تشمل الوسائط الرئيسية للعلاج بالفن الآتي: الرسم، النحت، التصوير، الكتابة، الأعمال اليدوية كالخياطة وفن الكروشيه. كما يتضمن الرسم والتصوير محتويات فرعية متنوعة منها: الرسم الأعمى، الرسم اللولبي، رسم المزاج والصور الذاتية.
يستخدم العلاج بالفن بشكل أساسي في علاج أمراض عديدة منها: السرطان، الإكتئاب، القلق، التوحد، الخرف، والاضطرابات المعرفية. حيث يكون هؤلاء المرضى متردّدين في التعبير عن أنفسهم بالكلمات، وهذا العلاج يلعب دورًا مهمًا في تسهيل المشاركة في الحديث عندما يصبح التفاعل اللفظي أمرًا صعبًا، ويوفر طريقة آمنة وغير مباشرة للتواصل مع الذات والآخرين.
علاوةً على ذلك، تم استخدام العلاج بالفن على نحو تسلسلي في علاج المرضى الذين يعانون من اضطرابات نفسية. وقد أدى ذلك إلى تقليل معاناة من الأعراض النفسية بشكل ملحوظ. هذه النتائج الإيجابية تشير إلى أن العلاج بالفن يمكن أن يكون ليس مجرد طريقة علاجية مفيدة لمساعدة المرضى على الانفتاح ومشاركة مشاعرهم وآرائهم وتجاربهم، بل أيضًا علاجًا مساعدًا لتشخيص الأمراض، فمن شأنه أن يساعد المتخصصين الطبيين على الحصول على معلومات تكميلية مختلفة عن الاختبارات التقليدية.
سيتناول هذا المقال ما يمكن للفن العلاجي أن يفعل على الجسد والروح وكيف يمكن أن يكون له القدرة على التغلب على الاكتئاب والقلق، المساعدة في علاج الاضطرابات المعرفية والخرف، صنع بصيص الأمل للمصابين بالزهايمر والفصام، بالإضافة إلى تخفيف آلام مرضى طيف التوحد.
علاج اضطرابات الاكتئاب والقلق باستخدام العلاج بالفن
تُعد اضطرابات الاكتئاب والقلق من الأمراض النفسية الأكثر انتشارًا، والتي تؤثر على الأفراد وأسرهم ودورهم في المجتمع. يُعرف الاكتئاب باعتباره حالة مرضية تؤدي إلى انخفاض كبير في جودة الحياة، ويرتبط بالعديد من الأمراض المصاحبة وارتفاع معدل الوفيات. حيث أنه يشكل عبئًا كبيرًا من ناحية العجز. بالإضافة إلى ذلك، يرتبط القلق أيضًا بانخفاض جودة الحياة والآثار السلبية المحتملة على الوظائف على المستوى النفسي والاجتماعي. تُعد الأدوية الطريقة الأكثر فعالية لتخفيف أعراض الاكتئاب والقلق. ومع ذلك، فإن عدم الالتزام بتناول الأدوية لهما هو أحد أهم أوجه القصور في علاج مرضى الاكتئاب والقلق.
في السنوات الأخيرة، أثبتت العديد من الدراسات الحديثة أن العلاج بالفن له دور كبير وملموس في تخفيف أعراض هذه الاضطرابات النفسية المعاصرة. فعلى سبيل المثال، أُجريت دراسة تحليلية على سجناء في شمال فلوريدا، وأثبتت أن العلاج بالفن يقلل بشكل كبير من أعراض الاكتئاب. وبالمثل، كشفت دراسة عشوائية أخرى عن إمكانية تقليل أعراض الاكتئاب لدى مرضى الكبار في السن عند استخدام العلاج بالفن كعلاج مساعد لحالتهم. وأخيرًا و ليس آخرًا، أظهرت دراسة علمية أجريت في عام 2011 ميلاديًا على مجموعة من الطلبة قُدّر عددهم ب 30 مريضًا حيث شُخصوا بمرض الاكتئاب وطُبق عليهم نهج العلاج المساعد بالرسم على مدار 3 أشهر فكانت النتائج تنص على الآتي: أن العلاج ساهم بشكل فعال في تعزيز استعادة وظائفهم الاجتماعية وتحسين قدرتهم على التكيف الاجتماعي وجودة حياتهم.
فضلاً عن ذلك، أظهرت عدد من الدراسات أن العلاج بالفن يلعب دورًا مهمًا وتأثيرًا إيجابيًا لدى مرضى السرطان في المستشفيات، وذلك من خلال تحسين جودة الحياة المرتبطة بالصحة، رضا المرضى عن الخدمات الطبية، التعبير بالرسم عن القلق والخوف وتفريغ المشاعر السلبية على مصادر خارجية، وبالتالي المساهمة في تحسين المزاج بشكل كبير وتقليل أعراض الاكتئاب والقلق. وما هو مهم، حتى في فترة المتابعة، لا يزال للعلاج بالفن ذات تأثير دائم على مرضى السرطان. ومن الجدير بالملاحظة أن نوع من أنواع الفن المختص في وصف وتحليل اللوحات الفنية الشهيرة يمكن أن يقلل أيضًا بشكل واضح من اضطرابات القلق والاكتئاب لدى الأشخاص المصابين بالسرطان. وحتى مرضى السرطان الذين يتلقون العلاج في مراكز الرعاية الصحية الخارجية، لعب العلاج بالفن أيضًا دورًا مهمًا في تخفيف أعراضهم الجسدية والصحة النفسية، فالاعتماد على هذا الكم من المعلومات نستطيع القول إن استخدام العلاج بالفن كعلاج مساعد للسرطان له قيمة كبيرة في تحسين جودة الحياة.
الخلل المعرفي والخرف
الخرف هو حالة مرضية تؤدي إلى ضعف التفكير والذاكرة والسلوك بشكل ملحوظ. فالأشخاص المصابون بالخرف يواجهون صعوبات في أداء مهامهم اليومية العادية. هذا التدهور في القدرات المعرفية والسلوكية ناتج عن تغيرات في وظائف الدماغ. وبسبب هذه التغيرات، يصبح من الصعب على المريض القيام بالمهام بشكل مستقل. وفقًا لتقرير منظمة الزهايمر الدولية لعام 2015، هناك 46.8 مليون شخص يعانون من الخرف على مستوى العالم، ويتوقع أن يتضاعف هذا الرقم تقريبًا كل 20 عامًا، ليصل إلى 131.5 مليون بحلول عام 2050.
على الرغم من أن العلاج بالفن قد استُخدم كعلاجي بديل للخرف منذ فترة طويلة إلا أن التأثيرات الإيجابية المحتملة للعلاج بالرسم على الوظائف المعرفية غير مفهومة بشكل كامل. ففي احدى الدراسات، أُخضع مرضى الخرف المسنون لجلسات علاج فني جماعي (بما في ذلك الرسم)، وأظهروا تحسنًا ملحوظًا في اختبار رسم الساعة: وهو اختبار بسيط لتقييم القدرات المعرفية والإدراكية للشخص من خلال طلب رسم ساعة على ورقة وتحديد الساعة الثانية عشرة.
مع ملاحظة أن المرضى الذين يعانون من خلل معرفي شديد والذين لا يستطيعون تذكر أو تقييم سلوكهم أو حالتهم العقلية بدقة، قد يفقدون القدرة على الاستفادة بشكل كامل من فوائد العلاج الفني. لذلك، من المهم التدخل في مرحلة الخلل المعرفي الطفيف، أي المرحلة الوسيطة بين الشيخوخة الطبيعية والخرف، من أجل منع التحول إلى الخرف في المستقبل.
وأظهرت دراسة حديثة أخرى تم فيها اختيار الأشخاص فيها بشكل عشوائي أن هناك علاقة إيجابية بين تحسن الذاكرة الفورية أومدى الذاكرة العاملة وزيادة سماكة القشرة في اللفيفة الأمامية الوسطى اليمنى في مجموعة علاج الرسم الفني. ومن المرجح أن يؤدي التحفيز والانخراط المعرفي طويل الأمد من خلال جلسات متعددة من العلاج بالرسم إلى تعزيز الوظائف المعرفية لدى مرضى الخلل المعرفي الطفيف.
مرض الزهايمر وعلاج الفن
مرض الزهايمر يُصنف كنوع من أنواع الخرف، وغالبًا ما يرتبط بآلام مزمنة. وقد أظهرت الدراسات أن العلاج الفني يمكن أن يكون فعالًا كعلاج مساعد لتخفيف الآلام لدى هؤلاء المرضى، وذلك جاء في صديد المحاولة لتقليل من احتمالية حدوث آثار جانبية شديدة من العلاجات الدوائية التقليدية عن طريق التعويض عنها ببدائل أخرى. وبالرجوع إلى إحدى التجارب السريرية العشوائية المثيرة للاهتمام، شهد 28 مريضًا يعانون من مرض الزهايمر البسيط تحسنًا ملحوظًا في تخفيف الألم، انخفاضًا في مستويات القلق، تحسنًا في نوعية الحياة، تحسنًا في الأداء التنفيذي بالإضافة إلى تقليل أعراض الاكتئاب بعد 12 أسبوعًا من العلاج بالرسم.
وهناك دلائل أخرى تشير إلى أن العلاج الفردي قد يكون أكثر فعالية من العلاج الجماعي، حيث أن العلاقة الفردية تعزز من تأثيرات الرسم على تخفيف الألم لدى مرضى الزهايمر البسيط اكثر من غيرها. بالإضافة إلى تحسين الألم المزمن، أُظهرت النتائج أيضًا أن العلاج الفني يمكن أن يؤثر إيجابيًا على الأعراض الإدراكية والنفسية لدى هؤلاء المرضى. على سبيل المثال، هناك دراسة بينت وجود تحسنًا كبيرًا في مقياس الخمول وجودة الحياة بعد 12 أسبوعًا من العلاج بالرسم، التي بدورها تتمحور حول أنماط الرسم الملونة التجريدية. كما أظهرت دراسة أخرى تحسنًا في التعبير، محتوى الكلام والمزاج بعد 3 أسابيع من العلاج بالرسم لمرضى الزهايمر.
الفصام
الفصام مرض عقلي معقد يؤثر على حوالي 1% من السكان في مرحلة ما من حياتهم. قد يعاني المصابون به من أعراض مثل الهذيان والأوهام، فقدان القدرة على الشعور بالمتعة، الانسحاب الاجتماعي، اختلال وظائف الذاكرة العاملة والانتباه، فقر الكلام، وانخفاض الدافعية. على الرغم من وجود العلاج الدوائي، إلا أنه لا يزال الكثير من مرضى الفصام يعانون من الأعراض، كما أن معدل محاولات الانتحار لديهم مرتفع.
يُنصح باستخدام العلاج بالفن كعلاج مكمل للمرضى المصابين بالفصام لمساعدتهم على معالجة تجاربهم العاطفية والمعرفية والذهانيةوتخفيف الأعراض. وعلى الرغم من أن مراجعة حديثة نوهت إلى أن النتائج على الفعالية السريرية للعلاج بالفن في الفصام ليست واضحةًتمامًا، إلا أن العديد من التجارب السريرية العشوائية أفادت بتقارير إيجابية.
على سبيل المثال، وجدت دراسة بأن العلاج بالرسم لمدة ستة أشهر كان له الفضل في تحسين الأعراض السلبية للفصام المزمن. وكما أظهرت دراسة أخرى أن العلاج الجماعي بالرسم يمكن أن يقلل من الأعراض الذهانية، يعزز تقدير الذات ويحسن الوظائف الاجتماعية لدى مرضى الفصام.
وبالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام خصائص اللوحات التي يرسمها الأفراد المصابين بالفصام لتقييم حالتهم النفسية. فقد أفادت بعض الدراسات إلى أن الخصائص التفصيلية لنتائج اختبار البيت والشجرة والشخص (للتوضيح: هو اختبار بروجرافي يستخدم في علم النفس حيث يطلب من الفرد رسم بيت وشجرة وشخص وبناءً على ذلك يتم بعدها تحليل الرسومات لفهم بعض الجوانب الشخصية والعاطفية للفرد) أنه يمكن أن تستخدام في تقييم مستوى بعض الأمراض وإلى أي مرحلة قد وصل لها المريض، منها: مرض القلق، الاكتئاب،والوسواس القهري.
و الأهم من ذلك، وجدت العديد من الدراسات أن الجمع بين العلاج الدوائي والعلاج بالرسم يحسن بشكل كبير من امتثال المرضى وإدراكهم الذاتي أكثر من العلاج الدوائي وحده لدى مرضى الفصام.
خلاصة القول، على الرغم من أن الأدلة الإجمالية على الفعالية السريرية للعلاج بالفن في الفصام تحتاج إلى مزيد من البحث، إلا أن الدراسات المتاحة تشير إلى أن العلاج بالرسم يمكن أن يكون علاجًا مكملاً قيمًا لمساعدة المرضى على تخفيف الأعراض، تحسين الوظائف الاجتماعية وتعزيز مشاركة المرضى في إدارة هذا المرض العقلي المعقد.
طيف التوحد
اضطراب طيف التوحد (ASD) هو متلازمة عصبية نمائية متباينة، حيث لا يوجد سبب واحد محدد بيولوجيًا أو طبيًا لها. يتسم الأشخاص الذين يعانون منه بمواجهة صعوبات في التفاعل الاجتماعي والتواصل، بالإضافة إلى الميل إلى الانخراط في السلوكيات والاهتمامات المتكررة والمحدودة. كما أن (ASD) يعتبر اضطراب طيفي، مما يعني اختلاف مظاهره وشدته من شخص لآخر.
العلاج بالفن يمثل إحدى أشكال التعبير الغير لفظي التي تمكن الأفراد المصابين باضطراب طيف التوحد من التواصل بشكل أكثر راحة وفعالية وقد يساعد هذا النوع من العلاج في تحسين مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي والسلوكيات التكيفية وأيضًا التعبير عن المشاعر السلبية لدى هؤلاء الأفراد.
تشير الدراسات الحديثة إلى أن العلاج بالفن له فوائد كبيرة في التعامل مع الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد. فقد أظهرت دراسة أجريت على طفل مشخص بالتوحد البالغ 6 سنوات أن العلاج بالفن عزز من تطوير مهارات التواصل لديه. كما أن هناك دراسة أخرى أجريت على 40 طفلاً مصابًا باضطراب طيف التوحد وجدت أن العلاج بالرسم أحدث تحسنًا ملحوظاً في التفاعلات الاجتماعية، السلوكيات التكيفية والمشاعر. كما أكدت دراستان أجريتا في الصين أن العلاج بالفن يمكن أن يحسن مهارات اللغة، التواصل، والأداء المعرفي والسلوكي لهؤلاء الأطفال. وبشكل عام، تشير هذه الدراسات إلى أن العلاج بالفن له فوائد ظاهرية في تطوير مختلف الجوانب لدى الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد.
بالإضافة إلى ذلك، قد يساعد العلاج بالفن في فهم العلاقة بين العمليات المعرفية والخيال لدى الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد. وقد اقترحت بعض الدراسات إلى أن هؤلاء الأطفال يطبقون استراتيجيات معرفية فريدة في الرسم التخيلي ليست لدى غيرهم من الأقران. ومع ذلك، أثبتت دراسات أخرى على أن الأطفال المصابين بطيف التوحد افتقروا لأسس للخيال والقدرة التوليدية والتخطيطية في رسوماتهم بعد فحص الأسس المعرفية لهم.
إجمالًا، يعد العلاج بالفن طريقة مهمة لتشجيع الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد على التعبير عن تجاربهم، تعزيز مهاراتهم في التواصل الفعال والتفاعل الاجتماعي.
آفاق تطبيق العلاج بالفن
مع التقدم المستمر في مجال التكنولوجيا الطبية ارتفعت توقعات متوسط العمر المتوقع لدى الانسان. ومع ذلك، أدى هذا التقدم أيضًا إلى ظهور بعض الآثار الجانبية والمشكلات النفسية خلال عمليات العلاج بالأخص المرضى المصابين بأمراض نفسية. بناء على ذلك، كان هناك طلب متزايد على إيجاد علاجات تكميلية مناسبة لتحسين جودة الحياة والصحة النفسية للمرضى.
بناءً على ما طرح مسبقًا من الدراسات المتنوعة، فإن العلاج بالفن يعد طريقة من طرق العلاج النفسي غير لفظي، حيث يمكن أن يلعب دورًا متعدد الأوجه في تحسين الصحة النفسية للمرضى من خلال مسارات العلاج المختلفة. فهو لا يساهم فقط كأداة مساعدة في تشخيص الأمراض، ولكن أيضًا كطريقة علاجية مفيدة في حد ذاتها.
من خلال العلاج بالفن، يتمكن المرضى من الانفتاح والتعبير عن مشاعرهم وآرائهم وتجاربهم بطريقة غير لفظية. وهذا ينطوي على فوائد عديدة منها: تحسين القدرة على التواصل والتعبير الذاتي، المساعدة في فهم الحالة النفسية للمرضى، وتحديد شدة وتقدم الأمراض.
ويجدر الإشارة إلى أن تنفيذ العلاج بالفن لا يقتصر على عوامل مثل: العمر، اللغة، الأمراض، والبيئة. مما يجعله طريقة علاجية شاملة وسهلة القبول من قبل المرضى. هذا يؤكد على مدى الحاجة المتزايدة إلى تطوير هذه النهج كأسلوب تكميلي فعال لتحسين الصحة النفسية للمرضى.
يمكن أن يكون العلاج بالفن في المستشفيات والبيئات السريرية مفيدًا للغاية لتعزيز ودعم العلاج السريري، وتقوية التواصل بين المرضى والموظفين الطبيين الموجودين في الموقع بطرق غير لفظية. علاوة على ذلك، قد يكون العلاج بالفن أكثر فعالية عندما يُدمج مع أشكال أخرى من العلاج مثل: الموسيقى، والرقص وأنواع أخرى من المحفزات الحسية.
في بعض الحالات، قد يكون من الصعب تنفيذ العلاج بالفن باستخدام الرسم كوسيط في المستشفيات، وذلك بسبب اللوائح الطبية والصحية التي تفرض وتمنع وتحد عدد من الأمور منها: الفوضى المحتملة، عدم وجود حوض وساحة تنظيف للتخلص الصحيح من الألوان، تخزين الألوان والسموم والمواد التي قد تجلب الحساسية في الطلاء، المساحة غير الكافية لتجفيف الأعمال الفنية دون أن تعترض الطريق أو تتلف، والبيئات الطبية والعائلية السلبية. على الرغم من ذلك، نثق أننا سنتغلب على هذه الصعوبات يومًا من الأيام نظرًا للفوائد العظيمة المترتبة على العلاج بالفن.
كيفية تنفيذ جلسات العلاج بالفن بشكل فعلي
يتم تنفيذ العلاج بالفن بطرق مختلفة، اعتمادًا على أهداف العلاج ومتطلبات المرضى. وبشكل عام، تشمل الخطوات الأساسية لتنفيذ هذا الأسلوب على ما يلي:
أولاً، يقوم المعالج بتقييم احتياجات المريض وأهداف العلاج. وهذا قد يتضمن محادثات مفتوحة للسماح للمريض بالتعبير عن مخاوفه وتوقعاته. كما يمكن للمعالج استخدام اختبارات نفسية للحصول على فهم أعمق لحالة المريض.
بعد ذلك، يتم تصميم جلسات العلاج بالفن بناءً على هذا التقييم. وقد تتضمن هذه الجلسات استخدام مجموعة متنوعة من الوسائط الفنية كالرسم، النحت، التصوير الفوتوغرافي، والموسيقى. حيث يتم تشجيع المريض على التعبير الحر والاستكشاف الإبداعي دون قيود.
وأثناء الجلسات، يراقب المعالج عملية الإبداع والتعبير الفني للمريض بعناية. ويقدم ملاحظات وتغذية راجعة للمساعدة في فهم المشاعر والمواضيع التي يتم التعبير عنها في الأعمال الفنية ويمكن للمعالج أيضًا توجيه المريض للتركيز على جوانب معينة أو التجريب بأساليب جديدة.
بمرور الوقت يساعد هذا النهج المريض على الكشف عن مشاعره المكبوتة وتطوير مهارات التواصل والتعبير عن الذات وتحقيق تقدم في أهداف العلاج النفسي الأخرى. وهكذا، يمكن للعلاج بالفن أن يكون أداة قيمة في المسار العلاجي الشامل.
أمثلة واقعية للعلاج بالفن
هناك العديد من الأمثلة الواقعية على شفاء الأشخاص من الاضطرابات النفسية باستخدام العلاج بالفن. فيما يلي بعض الأمثلة الدالة على ذلك:
كتابة المحتوى: الآء الحماد
تدقيق ومراجعة وإعادة كتابة: آيات آل سنان
المرجع|
Hu, J., Zhang, J., Hu, L., Yu, H., & Xu, J. (2021). Art Therapy: A Complementary Treatment for Mental Disorders. Frontiers in Psychology, 12, 686005. https://doi.org/10.3389/fpsyg.2021.686005