سرطان عنق الرحم: الأسباب والوقاية
السرطان هو مرض خطير يصيب أعضاء الجسم البشري ويظهر نتيجة لنمو غير طبيعي في خلايا الجسم الطبيعية ويُعْرَف باسم الخلايا الخبيثة وهو قادر على الانتشار في جميع أنحاء الجسم .من أكثر أنواع السرطانات انتشارا سرطان ( المعدة , والرئة , والكبد , والثدي ، وعنق الرحم ) وتشير التقديرات إلى أن حالات الإصابة بمرض السرطان قد وصلت في عام / 2020/ م ،
السرطان هو مرض خطير يصيب أعضاء الجسم البشري ويظهر نتيجة لنمو غير طبيعي في خلايا الجسم الطبيعية ويُعْرَف باسم الخلايا الخبيثة وهو قادر على الانتشار في جميع أنحاء الجسم .من أكثر أنواع السرطانات انتشارا سرطان ( المعدة , والرئة , والكبد , والثدي ، وعنق الرحم ) وتشير التقديرات إلى أن حالات الإصابة بمرض السرطان قد وصلت في عام / 2020/ م ، إلى حوالي عشرين مليون حالة 70% منها في الدول النامية ، حيث تسبب ذلك المرض بوفاة ما يقارب 12 مليون شخص. ويعتبر سرطان عنق الرحم أحد الأمراض الذي يعتبر الاتصال الجنسي أحد مسببات انتشاره وحدوثه وهو ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء في جميع أنحاء العالم ويتسبب في وفاة أكثر من 270.000 حالة سنويًا, وعادة ما تكون بدايته ظهور أورام نسيج الرحم الظهارية أو ما يسمى بخلل التنسج العنقي.
يتكون النسيج السكاني للمملكة من 10.3 مليون أنثى من عمر 15 سنة وأكثر وهذه الفئة هي الأكثر عرضة للإصابة بسرطان عنق الرحم حيث يتم سنويا تشخيص 358 حالة بسرطان عنق الرحم في المملكة وتسجيل ما يقارب 179 حالة وفاة حيث إن هذا النوع من السرطان يحتل المرتبة الثامنة من حيث الانتشار في المملكة بين الإناث من عمر 15 وحتى 44 سنة.
والسبب الرئيسي لأورام نسيج الرحم الظهارية هو الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV) حيث يتم الإصابة به عن طريق التلامس المباشر للجلد من قبل شخص مصاب وفي الغالب عن طريق الاتصال الجنسي ، وقد يتسبب هذا الفيروس بالإصابة بالثآليل بالمناطق التناسلية. ويقوم الجهاز المناعي في معظم الحالات بالتخلص من فيروس الورم الحليمي (HPV) إلا في حال وجود ضعف في المناعة، أو ممارسة التدخين، أو الاستخدام المطول لموانع الحمل أو كثرة العلاقات خارج اطار الزواج مما قد يؤدي لتطور المرض إلى سرطان عنق الرحم كما أن بعض الدراسات تشير لأن العامل الوراثي قد يكون سببا آخر لضعف مقاومة الفيروس عند بعض النساء .
يملك الفيروس عدة سلالات ويرتبط سرطان عنق الرحم بشكل أكبر باالسلالات 16 و 18 من فييروس HPV وتعتبر أورام نسيج الرحم الظهارية مقدمة لسرطان عنق الرحم والتي لا تكون ظاهرة للأسف إلا بعد أن يزداد حجم الورم أو عندما يصل للأنسجة المجاورة ، كما يعد النزيف المهبلي من العلامات المتقدمة للمرض ويحدث بعد ممارسة الجنس المهبلي ، أو بعد انقطاع الطمث ، ومن أعراضه أيضا النزيف والتبقيع بين الدورات الشهرية ، أو خلال فترة (الحيض) إذا كان أطول أو أثقل من المعتاد.
العلاج في حال الإصابة : تزداد فرص النجاح في العلاج عند الاكتشاف المبكر لأورام نسيج الرحم الظهارية وعنق الرحم بشكل أساسي ويتم باستخدام العلاج الاستئصالي للقضاء على الجزء المصاب من منطقة التحول . ويبقى احتمال عودة الإصابة موجودا حتى بعد الاستئصال وتصل نسبة عودة المرض الى 18% خلال عشر سنوات وهنا تكمن أهمية الاختبارات المستمرة لعنق الرحموو.
يتم العلاج الاستئصالي إما باستخدام تقنية السكين الباردة أو باستخدام الاستئصال الجراحي الكهربائي الحلقي المعروف بـ (LEEP) وقد يؤثر هذا على الحمل بشكل سلبي فقد يتسبب بالولادة مبكرة أو الاجهاض التلقائي أو التمزق المبكر للغشاء الأمينوسي مما قد يؤدي إلى انخفاض وزن المولود .
الوقاية:
تتم الوقاية بعدة طرق أهمها:
- اثبتت الدراسات بأن الكشف عن سرطان عنق الرحم في مرحلة مبكرة يرفع نسبة النجاح في علاجه ويخفف من وفياته بشكل كبير، ويتم الكشف عن طريق اجراء اختبار دوري لمسحة عنق الرحم وهو اختبار يكشف عن أورام نسيج الرحم الظهاري بشكل مبكر لإزالتها قبل أن تتطور لورم سرطاني لا سمح الله. وتوصيي جمعية السرطان الامريكية بان تأخذ مسحة لعنف الرحم كل خمس سنوات لكشف اي اصابة عن فيروس HPV فيما توصي ان أخذ مسحة لاختبار خلايا عنق الرحم كل ثلاث سنوات للنساء بين عمر 25-66 سنه
- تعدد العلاقات الجنسية أحد أسباب الرئيسية لانتشار المرض ولهذا لابد من تجنب العلاقات المتعددة والمحرمة واستخدام وسائل العزل أثناء العلاقات الجنسية5 .
- استخدام لقاح Gardasil الفعال الذي أقرته إدارة الغذاء والدواء الأمريكية عام 2006م ضد أربع أنواع من فيروس الورم الحليمي وهو اللقاح الذي تم استبداله في عام 2014 بـ Gardasil 9 الذي يقي بإذن الله من تسعة أنواع من فيروس الورم الحليمي التي قد تسبب سرطانات الشرج والفم والبلعوم والرأس والرقبة, وخلل التنسج والثآليل التناسلية ، وقد وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على استخدامه للإناث والذكور بين عمر 9 و 26 سنة, كما وافقت الإدارة مؤخرا على استخدامه للنساء بين عمر 26-45 سنة بعد أن أثبت جدارته في الوقاية بنسبة 88% من ظهور الثآليل التناسلية ، والتحورات ما قبل السرطانية المهبلية والفرجية ، إضافة لسرطان عنق الرحم الذي يسببه فيروس الورم الحليمي البشري9. أما بالنسبة للذكور فقد تم الاستنتاج من هذه الدراسات أن تلقي هذا اللقاح يقي من الإصابة بالفيروس إذا تم إعطاؤه للذكور من عمر 16-45 عام. و يعطى Gardasil بالعادة على شكل جرعات محددة على حسب الفئة العمرية، وقد أفادت الإدارة الأمريكية للغذاء والدواء أن الأعراض الجانبية المصاحبة لاستخدام هذا اللقاح هي بسيطة لا تتعدى إلى تورم في مكان الحقن, أو احمرار, أو انتفاخ, أو صداع وهي ليست خطيرة بإذن الله ختاما، يعتبر قرار وزارة الصحة باعتماد لقاح Gardasil الذي يحمي من 4 أنواع من هذا الفيروس خطوة هامة لمكافحة هذا المرض ويصبح من الأهمية بمكان توعية المجتمع على أهمية أخذ اللقاح حسب التوصيات المعتمدة من وزارة الصحة كما نتطلع لأن يتم اعتماد النسخة المحدثة من اللقاح التي تحمي بإذن الله من تسعة أنواع من هذه الفيروسات عافانا الله وإياكم.
د. علياء المؤمن