دراسة سعودية تؤكد لا نتائج ايجابية في انقاص الوزن بعد عمليات التكميم دون تغيير جذري في السلوك الصحي والغذائي

وجدت الدراسة ان هناك فروقات مهمة من الناحية الاحصائية في نمط السلوك والحياة بين المجموعات الثلاثة تمثلت في النشاط الرياضي، تدخين السجائر، تدخين الشيشة او الأرجيلة، الجهد المبذول للنزول في الوزن او المحافظة علية، تناول طعام محضر خارج المنزل، وعدم تناول وجبة الفطور.

دراسة سعودية تؤكد لا نتائج ايجابية في انقاص الوزن بعد عمليات التكميم دون تغيير جذري في السلوك الصحي والغذائي


مقدمة:

في الجهود المتواصلة التي تبذلها المملكة لتقليل معدلات السمنة ورفع متوسط العمر وجودة الحياة، قام مجلس الضمان الصحي بإصدار تحديث على وثيقة التأمين لتغطي تكاليف جراحات السمنة لمن يصل كتلة الجسم لديهم (BMI>35) بدون أي امراض أو (BMI>30) في حال وجود امراض مزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وبحد اقصى 20 ألف ريال سعودي.

 أظهرت الدراسات مؤخراً انه ما يقارب (60%) من الاشخاص الذين خضعوا لعميات أنقاص الوزن (مثل التكميم او تحويل المسار) لم ينجحوا في إنقاص الوزن أو تجاوز نطاق او التصنيف العلمي للسمنة المبني على مؤشر كتلة الجسم (BMI>30). ففي دراسة سعودية سابقة تم نشرها في آواخر عام (2023) أظهرت ان ما يقارب 33 ٪ من الاشخاص الذين خضعوا للعمليات الجراحية بهدف إنقاص الوزن لا زالوا يصنفون بالسمنة. كما أظهرت الدراسة أن تغيير السلوكيات الصحية او العلاجية يلعب دوراٍ اساسياً في تخطي حاجز السمنة بعد هذه العمليات.

في دراسة حديثة قام بها مجموعة من الباحثين سعوديون شملت مشاركين من جميع مناطق المملكة بعينة بحثية تجاوزت (15000) مشارك ومشاركة لفهم الجوانب السلوكية والحياتية التي تساهم في رفع معدلات السمنة بعد عمليات إنقاص الوزن والتي قمنا بعمل هذا التقرير والذي يلخص الهدف من الدراسة، المنهجية العلمية، النتائج العلمية واخيراً اهم الاستنتاجات.  

الهدف من الدراسة:

في محاوله لفهم السلوكيات الصحية والحياتية و الغذائية والتي تسبب عدم النزول بالوزن لما يتم بتصنيفه بالطبيعي، استمرار السمنة، اكتساب وزن بعد النزول، الحاجة لإعادة العمليات بعد عمليات انقاص الوزن، قام الباحثون بدراسة وجمع مجموعة من العوامل التي اظهرت الدراسات المرجعية دورها في عدم تحقيق النتائج الايجابية وتخطي تصنيف السمنة.

منهجية الدراسة:

في مسح شارك للصحة والغذاء ( وهو مسح سنوي ) تم جمع البيانات عبر المقابلات الهاتفية مع المشاركين والبالغين ممن يبلغون 18 عام فأكثر من جميع مناطق المملكة وبعينة متساوية ما بين العمر والجنس والمنطقة وذلك لتفادي اي نوع من أنواع التحيز. شملت هذه البيانات المشاركين الذين تم مقابلتهم من عام 2020, 2021, 2023 وبعينة وصلت الى 15 ألف مشارك ومشاركة من المملكة العربية السعودية. فقط 4069 مشارك ومشاركة انطبقت عليهم شروط ومواصفات المشاركين في المنهجية البحثية. تم تقسيم العينة البحثية الى ثلاث مجموعات كما يلي:

  •  ممن يصنفون بالسمنة (مؤهلين لعمليات السمنة) ولكن لم يقوموا بأي عملية جراحية بهدف إنقاص الوزن.
  •  ممن قاموا بإحدى العمليات الجراحية بهدف إنقاص الوزن، ونجحوا في انقاص الوزن (لا يصنفون بالسمنة).
  • ممن قاموا بإحدى العمليات الجراحية بهدف إنقاص الوزن، ولم ينجحوا في إنقاص الوزن (لازالوا يصنفون بالسمنة).

النتائج الرئيسية:

  1. وجدت الدراسة ان هناك فروقات مهمة من الناحية الاحصائية في نمط السلوك والحياة بين المجموعات الثلاثة تمثلت في النشاط الرياضي، تدخين السجائر، تدخين الشيشة او الأرجيلة، الجهد المبذول للنزول في الوزن او المحافظة علية، تناول طعام محضر خارج المنزل، وعدم تناول وجبة الفطور.
  2. وجدت الدراسة ان هناك فروقات مهمة من الناحية الاحصائية في التقييم العام للصحة بين المجموعات الثلاثة تمثلت في التقييم العام للصحة، تقييم الوزن ببناء على كتلة الجسم ، خطورة الاصابة بالقلق والاكتئاب وخطورة الاصابة بالقلق والاكتئاب مجتمعة.
  3. بالنظر الى السلوك الغذائي لدى المشاركين وجدت الدراسة أن هناك فروقات مهمة من الناحية الاحصائية بين المجموعات الثلاثة تمثلت في استهلاك الخضار، الفواكه، الدجاج، المشروبات بأنواعها (الطبيعية، المصنعة، الغازية، والطاقة).
  4. في مقارنه اخرى ركزت على مجموعتين من المشاركين (ممن قاموا بعمليات السمنة ولم ينجحوا في تجاوزها مع ممن يصنفوا بالسمنة ولكن لم يقوموا بأي عملية) وذلك بهدف دراسة آثر العمليات (كنوع من انواع التدخلات العلاجية) على تغيير السلوكيات الصحية والغذائية لدى المشاركين. وجدنا ان هناك 18 عامل يلعب دوراً هام في عدم تخطي حاجز السمنة لدى المجموعة الاولى تمثلت في النشاط الرياضي، التدخين (السجائر والشيشة او الارجيلة)، الجهد المبذول نحو انقاص الوزن او المحافظة عليه، تناول طعام محضر خارج المنزل، تقييم الحالة الصحية بشكل عام، تقييم الوزن ببناء على كتلة الجسم، خطورة الاصابة بالقلق او الاكتئاب آو كلاهما مجتمعة، استهلاك الخضار والفواكه و الدجاج بالإضافة الى المشروبات الغازية، الطاقة و العصائر الطبيعية و المعلبة.
  5. عند دراسة العوامل الديموغرافية التي تؤثر على عدم تخطي حاجز السمنة لدى ممن قاموا بالعمليات الجراحية وجدنا ان التقدم بالعمر، المستوى التعليمي المنخفض، النساء، الدخل الشهري المنخفض يلعب دوراً مهماً في عدم التخطي او تحقيق نتائج مرضية.

الاستنتاجات:

  1. لتحقيق النتائج المرجوة من العمليات، فأنه لابد من تغير السلوكيات الحياتية والغذائية لتكون نحو أسلوب حياة صحي وذلك برفع مستوى ممارسة الرياضة والاقلاع عن التدخين (بكافة أنواعه) وتعزيز الصحة النفسية. بالإضافة الى اتباع نظام غذاء صحي مثل زيادة استهلاك الخضار والفواكه والبروتين مثل الدجاج وتقليل قدر الامكان من المشروبات العالية بالسعرات الحرارية مثل العصائر الطبيعية والمعلبة بالإضافة الى المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة
  2. تغير السلوك هو ليس بالتغيير المؤقت، بل يحتاج الى الالتزام نحو حياة صحية.