التداوي بالأعشاب وعدم الوعي

في ظل انتشار استخدام الأعشاب الطبية كوسيلة للتداوي، يظن الكثيرون أنها أقل عرضة للتسبب في آثار جانبية مقارنة بالأدويةالكيميائية، مما يجعلهم يفضلونها ظنًّا بأنها أكثر أمانًا. لكن، في بعض الأحيان يكون هناك نقص في الوعي حول المخاطر المحتملة التي قد تنجم عن تفاعل الأعشاب مع الأدوية الخاصة بعلاج الأمراض المزمنة أو الخطيرة. لا يسعنا تغطية جميع التعارضات والمشاكل الناتجة عن استخدام الأعشاب مع الأدوية الأخرى، لكن سنتطرق هنا لبعض الأعشاب المشهورة وتحذيرات استخداماتها مع بعض الأدوية.

التداوي بالأعشاب وعدم الوعي


في ظل انتشار استخدام الأعشاب الطبية كوسيلة للتداوي، يظن الكثيرون أنها أقل عرضة للتسبب في آثار جانبية مقارنة بالأدويةالكيميائية، مما يجعلهم يفضلونها ظنًّا بأنها أكثر أمانًا. لكن، في بعض الأحيان يكون هناك نقص في الوعي حول المخاطر المحتملة التي قد تنجم عن تفاعل الأعشاب مع الأدوية الخاصة بعلاج الأمراض المزمنة أو الخطيرة. لا يسعنا تغطية جميع التعارضات والمشاكل الناتجة عن استخدام الأعشاب مع الأدوية الأخرى، لكن سنتطرق هنا لبعض الأعشاب المشهورة وتحذيرات استخداماتها مع بعض الأدوية.


أنواع التفاعلات الدوائية:

  •  تعارض يؤدي الى زيادة تأثير الدواء بالضعف وزيادة تركيزه في الدم.
  • تعارض يؤدي إلى عدم استفادة الجسم من الدواء الآخر، مما يجعله يخرج من الجسم بسرعة دون تحقيق التأثير المطلوب. 


أمثلة على تلك الأعشاب والتفاعلات المحتملة:

  •  نبتة سانت جون (St. John’s Wort):

تُستخدم نبتة سانت جون، المعروفة تجاريًا باسم "Gomood" لتخفيف حالات الاكتئاب والحزن. ومع ذلك، فإن هذه النبتة قد تتداخل مع فعالية وسائل منع الحمل؛ والسبب في ذلك هو أن نبتة سانت جون تحفز الإنزيم المسؤول عن استقلاب دواء منع الحمل وإخراجه من الجسم قبل أن يؤدي تأثيره المطلوب، مما قد يؤدي إلى حدوث حمل غير مخطط له على الرغم من الاستخدام المنتظم لمانع الحمل.

  • 
 الوارفارين (Warfarin):

الوارفارين هو مضاد للتخثر يستخدم للوقاية من تجلط الدم في بعض الحالات، مثل: تجلط الأوردة العميقة، الرجفان الأذيني، وصمام القلب الاصطناعي. تم إجراء دراسة شاملة حول التفاعلات بين الوارفارين والأطعمة أو الأعشاب أو المكملات الغذائية، وقد أفادت التقارير أن 149 مقالاً تصف 78 عشبًا أو طعامًا أو مكملًا غذائيًا تتفاعل مع الوارفارين. 

كما وُجد في بعض التقارير أن بعض الأعشاب والمكملات الغذائية تسببت في حدوث نزيف بسيط مثل نزيف اللثة، بالإضافة إلى حالات نزيف كبرى مثل النزيف داخل الجمجمة الذي أدى إلى الوفاة.


أمثلة على الأعشاب التي تشكل خطرًا عند استخدامها مع الوارفارين:


١- الزنجبيل: حالة لامرأة في السبعينيات من عمرها تعرضت لنزيف في الأنف بعد تناولها للزنجبيل، وعادت حالتها إلى الوضع الطبيعي بعد التوقف عن تناول جذر الزنجبيل (الكمية غير مذكورة) وشرب شاي مسحوق الزنجبيل (الكمية غير مذكورة) وأعطيت فيتامين K1 الذي يساعد في تكوين عوامل التخثر التي قام بتثبيطها الوارفارين. قامت نبتة الزنجبيل هُنا بعمل تعارض بزيادة تأثير عمل مانع التجلط فحصل نزيف الأنف لدى كبيرة السن.

٢- نبتة سانت جون: حالة لرجل في الخامسة والثمانين من عمره عانى من نزيف في الجهاز الهضمي بعد تناول أقراص نبتة سانت جون لعلاج الاكتئاب، مما زاد من تأثير الوارفارين وتسبب في النزيف.


في الختام، يمكن تناول معظم الأعشاب والأغذية والمكملات الغذائية بأمان مع الوارفارين، لكن ينبغي توخي الحذر. نظرًا لكثرة التقارير حول التفاعلات السلبية وتفاوت خطورتها، فإننا نحث على توخي الحذر عند دمج الوارفارين مع مجموعة متنوعة من المنتجات العشبية والغذائية. تشمل هذه المنتجات الحضض الصيني، شاي البابونج، القنب، التوت البري، الشيتوزان، الشاي الأخضر، الجنكة بيلوبا، الزنجبيل،السبانخ، نبتة سانت جون، السوشي، وكذلك تدخين التبغ. بالإضافة إلى ذلك، يجب تثقيف المرضى حول المخاطر المرتبطة باستخدام الوارفارين مع هذه الأعشاب والأطعمة، ويجب على مقدمي الرعاية الصحية أنيخصصوا وقتًا كافيًا لسؤال المرضى عن استخدامهم للأدوية البديلة، بحيث يمكن تقديم توصيات مستنيرة للمريض تساعد في ضمان استخدام الطب البديل بشكل آمن وفعال.

بقلم / إلياس عبدالله الأحمري

تدقيق/ شوق الزهراني