علاجات إنقاص الوزن ليست حلاً دائمًا!
غالبًا ما يقال إن 95٪ من إجراءات إنقاص الوزن غير مجدية وهذا قد لا يكون صحيحاً. إن التقدم في العلاجات السمنة مثل العلاج السلوكي ( او المعرفي) للسمنة وأدوية إنقاص الوزن يعني أن هناك الكثير من الأساليب التي تساعد الأشخاص على إنقاص الوزن.
غالبًا ما يقال إن 95٪ من إجراءات إنقاص الوزن غير مجدية وهذا قد لا يكون صحيحاً. إن التقدم في العلاجات السمنة مثل العلاج السلوكي ( او المعرفي) للسمنة وأدوية إنقاص الوزن يعني أن هناك الكثير من الأساليب التي تساعد الأشخاص على إنقاص الوزن.
في الحقيقة، يعتبر فقدان الوزن هو الجزء السهل (نسبيًا). تكمن المشكلة في أنه عندما تتوقف عن اتباع نظام غذائي أو تتوقف عن تناول دواء لإنقاص الوزن، فإن الوزن سوف يعود مجددا.
للتوضيح، هذا لا يعني أن الأنظمة الغذائية وعلاجات السمنة الأخرى عديمة الفائدة. بغض النظر عن ذلك، في دراسة حديثة نُشرت في مجلة Lancet Public Health، قام الباحثون بالتواصل مع المشاركين بعد خمس سنوات من مشاركتهم في برنامجWeight Watchers لمدة 12 أو 52 أسبوعًا وتابعوا حالتهم الصحية بما في ذلك نزول الوزن. اغلب المشاركين في البرنامج قد ارتفع وزنهم مرة أخرى في حدود المتوسط، إلا أن بعض الحالات قد اكتسبوا ما يقارب 2 كجم فقط خلال الخمس سنوات الماضية.
تشير الدراسات انه، حتى لو كان نقص الوزن في فتره قصيره، فان ذلك قد يقي من خطر الإصابة بمرض السكري او امراض القلب او امراض اخرى متعلقة بالوزن. ولكن قد تكون زيادة الوزن محبطه للذين يعانون من السمنة او للذين يقدمون الرعاية الصحية.
إن وصمة العار المتعلقة بالسمنة، والتي تعني ان وزن الشخص هو مسؤوليته، مما يعني ان فشل العلاج غالبًا ما يُنظر إليه على أنه فشل شخصي. هذا ليس صحيحًا. فلماذا يعود الوزن مرة أخرى؟
هناك عدة أسباب وراء عودة الوزن. أولاً، يكره دماغنا عندما نفقد الوزن. يرى ان هذا قد يخفض من فرصنا في البقاء على قيد الحياة، لذا فهو يفعل كل ما في وسعه لتخزين الدهون احتياطيًا. عندما نفقد الوزن، تقلل ادمغتنا من معدل الأيض (المعدل الذي يحرق به جسمك السعرات الحرارية). الحقيقة هي أنه إذا كان هناك شخصان لهما نفس الوزن، أحدهما مستقر والآخر فقد وزنه للتو، فسيتعين على الثاني ان يتناول كميات أقل من الطعام ليظل بنفس الوزن. اتضح أن هناك هرمون مسؤول عن ذلك هو هرمون الببتيد (هرمون الببتيد الذي يعمل على إنتاجه وإفرازه الخلايا الدهنية المسؤولة عن تنظيم وزن الجسم). أحد الأدوار الرئيسية الببتيد هو السماح للدماغ بمعرفة كمية الدهون التي تحملها. كلما زادت كمية الدهون لديك، زاد إنتاج هرمون الببتيد. لذلك عندما تفقد الوزن، يستشعر عقلك الانخفاض المقابل في هرمون الببتيد. الامر المثير هو أن العلماء أظهروا أنه إذا قمت بإعطاء كمية كافية من الببتيد لخداع عقلك للاعتقاد بأنك لم تفقد أي وزن، فإن العديد من هذه التغييرات المرتبطة بفقدان الوزن يتم قد تخف. ولا يوجد علاج يعتمد على هذه النتائج حتى الآن.
اسباب بيولوجية
بالإضافة إلى هذه الأسباب البيولوجية، فإن كل شخص يعاني من السمنة لديه مزيج خاص به من العوامل النفسية والاجتماعية والبيئية والاقتصادية التي ساهمت في زيادة وزنه. لا يزال الأشخاص الذين يعانون من السمنة والذين فقدوا الوزن يعيشون في بيئة تتوفر فيها الأطعمة الغنية بالطاقة والفقيرة من الناحية الغذائية على نطاق واسع، ويتم الترويج لها بشكل كبير، كما أنها أرخص وأكثر ملاءمة. غالبًا ما تتمحور الأنشطة الاجتماعية حول الطعام. نحتفل بالطعام ونتعاطف مع الطعام ونستخدم الطعام كوسيلة للراحة والمكافأة. يتطلب تناول كميات أقل من الطعام تفكيرًا مستمرًا وجهدًا كبيرًا.
العلاجات السلوكية
العلاجات السلوكية للسمنة، مثل برامج المجموعات التجارية أو العلاج السلوكي المعرفي، تعلمنا استراتيجيات يمكن أن تساعدنا في إدارة هذا الأمر، لكنها لا تمنعه من أن يكون صعبًا. كما أنها لا تستطيع أن تجعل حياتنا أسهل. يمكن للضغوط اليومية وأحداث الحياة أن تعطل العادات الصحية والروتينيات التي يضعها الناس عند محاولة إنقاص الوزن، في حين أن الأدوية التي تعمل على استهداف الدوافع البيولوجية تعمل فقط أثناء تناولها. تعمل الجراحة أيضًا على معالجة الدوافع البيولوجية، وبالرغم من ذلك فأن البيولوجيا تقاوم.
العلاجات المزمنة
من غير الواقعي أن نتوقع أن التدخل لمرة واحدة سواء بأدوية علاج السمنة مثل الإبر أو عمليات السمنة سيؤدي إلى فقدان الوزن بشكل دائم. إذا أخذنا على سبيل المثال دواء ارتفاع ضغط الدم، وهو فعال للغاية، فلا أحد يوافق على إيقاف العلاج بمجرد عودة ضغط الدم إلى طبيعته. سوف يعود ببساطة مرة أخرى. وينطبق الشيء نفسه على علاج فقدان الوزن.
ربما يكون من الأفضل التفكير في السمنة على أنها حالة انتكاسة مزمنة. يحتاج الأشخاص المصابون بالسمنة إلى الوصول مدى الحياة إلى العلاج والدعم. بدلاً من رفض خيارات العلاج الفعالة بسبب استعادة الوزن، يجب أن نكون صادقين مع الناس بشأن ما يمكن أن تحققه العلاجات واحتمال الحاجة إلى دعم مستمر. بعد كل شيء، تتطلب الحالات المزمنة علاجات مزمنة. وجهة النظر السائدة في المجتمع هي أن السمنة مشكلة بسيطة: ما عليك سوى تناول كميات أقل من الطعام والتحرك أكثر. وبالتالي، فإن الأشخاص الذين يعانون من السمنة يحتاجون فقط إلى «الخجل من الدهون» ليصبحوا نحيفين. إن الأشخاص الذين يعانون من السمنة ليسوا سيئين أو كسولين أو غير ملتزمين؛ فهم يحاربون كل من بيولوجيتهم وبيئتهم. السمنة ليست خيارًا.