تقنية النانو وتأثيراتها على البيئة والصحة العامة
تمثل تقنيات الجسيمات المتناهية الصغر (تقنية النانو) آثاراً سلبية محتملة على البيئة والصحة العامة. وباعتبار أن مجال تقنية النانو هو مجال ناشيء حديثاً، فلازال البحث قيد النقاش حول مدى تأثيرها الضارة على الكائنات الحية والأنظمة البيئية في تطبيقاتها الطبية والصناعية والتجارية. ومن المحتمل أن يستمر هذا الجدال لعقود قادمة. ففوائد هذه التقنية عديدة، ولكن في المقابل هناك مخاطر ومخاوف حقيقية على البيئة وصحة الانسان.
فمن المتوقع أن تضيف تقنية النانو ثورة جديدة لصناعات أكثر استدامة وتغيير الكثير من المفاهيم التقليدية في الصناعة حيث تشير الكثير من الدراسات فوائدها في المجال الطبي ومعالجة الأمراض المستعصية عن طريق تقنية توصيل الأدوية للخلايا المستهدفة على المستوى الخلوي.
ولو تم النظر في المخاوف المحتملة فإن النفايات الناجمة من تقنية النانو تعتبر على درجةٍ عاليةٍ من الخطورة بسبب حجمها المتناهي الصغر، حيث أن معظم جزئيات النانو غير مرئيةٍ في الطبيعة وتبقى عالقة في الهواء وبالتالي تستطيع الوصول إلى الحويصلات الهوائية داخل الرئة بسهولة مسببة بذلك تأثيرات صحية مجهولة.
وبحسب بعض الدراسات التي قدمتها هيئة الصحة العامة بالاتحاد الأوربي فإن الجسيمات النانوية لا تتحلل أو تذوب بسهولة وقد قد تتراكم في الأنظمة البيولوجية وتستمر لفترة طويلة، مما يجعل الجسيمات النانوية مصدر قلق على صحة الانسان.
وما زال علماء البيئة يبحثون عنما إذا كانت جزئيات النانو ستشكل طبقةً جديدةً من الملوثات غير قابلة للتحلل الحيوي بصورةٍ كاملةٍ، وبالتالي ستشكل عبئاً إضافياً على البيئة. ولو افترضنا جدلاً أنها قابلة للتحلل الحيوي بشكل كامل فحسب، فإن عمرها الافتراضي لازال قيد الدراسة أيضاً.
ولكي نتمكن من تحديد المخاطر البيئية المحتملة لتقنية النانو فإنه من المهم تقييم المخاطر الصحية ودراسة كاملة لدورة حياة هذه الجزيئات بشكل مفصل ابتداءً من عملية تصنيعها ومن ثم طريقة تخزينها وانتهاءً بتطبيقاتها الطبية والصناعية والتخلص الآمن منها.
بقلم:
بقلم د. سعد الدهلوي
أستاذ الكيمياء البيئة المساعد -
جامعة الامير عبدالرحمن بن فيصل