العلاقة الخفية بين الحالة النفسية وصحة القلب

تشير الدراسات إلى أن التوتر النفسي الحاد والمزمن، مثل الغضب والخوف، وضغوط العمل، والاكتئاب، أو التعرض للكوارث الطبيعية، قد يساهم فيالإصابة بمرض الشريان التاجي. تعتمد هذه العلاقة على آليات معقدة تؤثرعلى الجسم بشكل كبير وتساهم في ظهور أمراض القلب. يستعرض هذا المقال الأدلة العلمية التي تربط بين التوتر النفسي وتأثيراته على الصحة القلبية.

العلاقة الخفية بين الحالة النفسية وصحة القلب


تشير الدراسات إلى أن التوتر النفسي الحاد والمزمن، مثل الغضب والخوف، وضغوط العمل، والاكتئاب، أو التعرض للكوارث الطبيعية، قد يساهم فيالإصابة بمرض الشريان التاجي. تعتمد هذه العلاقة على آليات معقدة تؤثرعلى الجسم بشكل كبير وتساهم في ظهور أمراض القلب. يستعرض هذا المقال الأدلة العلمية التي تربط بين التوتر النفسي وتأثيراته على الصحة القلبية.

كيف يؤدي التوتر النفسي إلى أمراض القلب؟

عند التعرض للتوتر النفسي، يبدأ الجسم في إفراز هرمونات التوتر مثل الأدرينالين والكورتيزول، والتي تزيد من سرعة ضربات القلب وتضيق الأوعية الدموية. هذه الاستجابة قصيرة الأمد تكون مفيدة في حالات الطوارئ لكنها تصبح ضارة عندما يتعرض الإنسان للتوتر بشكل مستمر.

1- دور البطانة الوعائية:

تلعب البطانة الوعائية دورًا مهمًا في تنظيم توسع الأوعية الدموية. أثناء التوتر، يقل إنتاج أكسيد النيتريك (NO)، وهي مادة تعمل على توسيع الأوعية، ويزداد إفراز إندوثيلين-1 (ET-1)، الذي يسبب تضيق الأوعية. هذه التغيرات تزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين.

2- الالتهاب وتصلب الشرايين:

يساهم التوتر النفسي في زيادة الالتهاب في الجسم وهو عامل رئيسي في تطور تصلب الشرايين. إن تنشيط مناطق معينة من الدماغ، مثل اللوزة الدماغية، يزيد من إفراز السيتوكينات الالتهابية التي تساهم في تفاقم أمراضالقلب والأوعية الدموية.

3- ارتفاع ضغط الدم:

يؤدي التوتر إلى ارتفاع ضغط الدم بسبب تضيق الأوعية وزيادة إفرازالكورتيزول. هذا الارتفاع المستمر في ضغط الدم يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية.

 

تأثيرات التوتر النفسي على ضربات القلب ومتلازمة القلب المكسور

يمكن للإجهاد النفسي أن يزيد من خطر اضطرابات نظم القلب، مثل الخفقان أو عدم انتظام ضربات القلب. كما يمكن أن يؤدي التوتر الشديد إلى حالة تُعرف باسم "متلازمة القلب المكسور" أو "متلازمة تاكوتسوبو"، حيث يحدث ضعف مؤقت في عضلة القلب نتيجة للإجهاد العاطفي الشديد. هذه الحالة تشبه أعراض النوبة القلبية، ولكنها لا ترتبط بانسداد الشرايين. النساء، خاصة في سن انقطاع الطمث، أكثر عرضة لهذه المتلازمة بسبب نقص هرمون الإستروجين.

  

الفروق بين الجنسين في الاستجابة للتوتر

تُظهر الدراسات أن النساء بعد انقطاع الطمث أكثر تأثرًا بالتوتر النفسي مقارنة بالرجال. هذا يرجع جزئيًا إلى أنهن يظهرن نشاطًا أكبر في مناطق الدماغ المرتبطة بالعواطف والاستجابة العصبية للتوتر. يؤدي هذا إلى زيادة خطر الإصابة بمشاكل الأوعية الدموية الدقيقة وتصلب الشرايين.

الوقاية والعلاج

للوقاية من تأثيرات التوتر النفسي على القلب، من المهم اتباع استراتيجياتتساعد على تقليل التوتر:

1- ممارسة التمارين الرياضية: تساعد التمارين الرياضية في تقليل التوتر وتحسين الصحة العامة للقلب.

2- العلاج النفسي: مثل العلاج السلوكي المعرفي، يمكن أن يساهم في تقليل تأثيرات التوتر على الصحة القلبية.

3- تقنيات الاسترخاء: مثل التأمل والتنفس العميق، تساهم في تهدئة الجهاز العصبي وتخفيف التوتر.

 

في الختام، التوتر النفسي هو جزء من الحياة اليومية، لكنه يمكن أن يتحول إلى عامل خطر رئيسي لأمراض القلب إذا لم يتم التحكم فيه بشكل جيد. الوعي بهذة العلاقة بين التوتر وأمراض القلب يمكن أن يساعد في الوقاية من المشاكل الصحية الخطيرة. تُعتبر ممارسة الرياضة، العلاج النفسي، وتقنيات الاسترخاء وسائل فعالة لتقليل التوتر والحفاظ على صحة القلب.


إعداد: وعد الوقداني، وسن إبراهيم، طيف الثبيتي، أحمد ورديغي 

تدقيق: ساره القرني