كيف يؤثر الصيام على نومك وطاقتك اليومية ؟
يعتبر رمضان شهر الصوم الذي ينتظره المسلمون حول العالم بشغف وترقب فترة خاصة تملؤها الروحانية والتضامن الاجتماعي ولكن هل سبق لك أن تساءلت عن تأثير الصيام على نمط الحياة اليومية للصائمين؟ وهل يؤثر على نومهم ونشاطهم أثناء النهار؟ في هذه المقالة سنكتشف المزيد عن الصيام في رمضان ونسلط الضوء على تأثيره على النوم والنشاط اليومي.
يعتبر رمضان شهر الصوم الذي ينتظره المسلمون حول العالم بشغف وترقب فترة خاصة تملؤها الروحانية والتضامن الاجتماعي ولكن هل سبق لك أن تساءلت عن تأثير الصيام على نمط الحياة اليومية للصائمين؟ وهل يؤثر على نومهم ونشاطهم أثناء النهار؟ في هذه المقالة سنكتشف المزيد عن الصيام في رمضان ونسلط الضوء على تأثيره على النوم والنشاط اليومي
منذ القدم، كان الصيام تقليدًا قديمًا يرمز إلى التأمل والتحكم في الرغبات الجسدية ومع مرور الوقت تحول الصيام إلى اتجاه صحي ورياضي مُعترف به على نطاق واسع. يمارس المسلمون الصيام في رمضان من الفجر حتى الغروب لمدة تصل إلى 30 يومًا وخلال ساعات الصيام يمتنع الصائمون عن تناول الطعام والشراب والأنشطة الجنسية والتدخين. تبدأ رحلة الصيام بوجبة السحور قبل طلوع الفجر، حيث يتناول الصائمون وجبة خفيفة ومغذية تساعدهم على تحمل ساعات الصيام الطويلة. وعند غروب الشمس، يتجمع الأهل والأحباب حول المائدة لتناول وجبة الإفطار الرئيسية. من المعروف أن الصيام والممارسات الدينية المصاحبة لرمضان قد يؤثران على نمط النوم والنشاط اليومي للصائمين وقد يواجه البعض صعوبة في النوم أو يشعرون بالنعاس أثناء النهار. لهذا السبب، أجريت دراسة مثيرة للاهتمام للتحقق من تأثير الممارسات خلال شهر رمضان على مدة النوم ومستوى النعاس أثناء النهار. استخدم الباحثون فيها مقياس إيبوورث للنعاس وهو أداة قوية لتقييم شدة النعاس والاستعداد للنوم لدى الأفراد ولقياس مدى النعاس أثناء أداء الأنشطة اليومية كما أنهم استخدموا مقياس إجمالي وقت النوم لقياس عدد الساعات التي ينامها الشخص خلال اليوم. درس الباحثون تأثير الصيام على النوم وتوصلوا إلى أن مدة النوم الليلي قد تنخفض بمقدار ساعة واحدة تقريبًا خلال شهر رمضان. وما هو السبب وراء ذلك؟ يُعزى ذلك جزئيًا إلى تغير عادات تناول الطعام خلال هذا الشهر المبارك. في رمضان يتغير نمط تناول الطعام، حيث يتم تأخير وجبة السحور وتأخير وقت النوم وما يحدث هو أننا نستيقظ في وقت متأخر من الليل لتناول وجبة السحور قبل بدء الصيام وهذا يؤدي إلى انقطاعات في فترة النوم العميق خلال الصباح الباكر مقارنةً بالأشخاص الذين يبقون مستيقظين طوال الليل، وهنا لا بد من ذكر الأثر الذي يتركه اضطراب أوقات الوجبات على النظام الداخلي للجسم فهو النظام الذي يتحكم في أنشطته الحيوية مثل النوم والاستيقاظ والهضم وغيرها. لذا، فإن تغير مواعيد الوجبات قد يؤثر سلبًا على هذا النظام الداخلي مما يتسبب في تقليل جودة النوم. وليس هذا كل شيء، فتناول الطعام قبل النوم يؤثر أيضًا على عملية الهضم مما يمكن أن يسبب الاضطرابات الهضمية وعدم الراحة أثناء النوم. وهناك عوامل أخرى قد تساهم في انخفاض مدة النوم خلال الصيام. فعلى سبيل المثال، تناول الطعام في وقت متأخر من الليل يمكن أن يؤدي إلى زيادة الحموضة في المعدة والحرقة المعوية مما يجعل الشخص يشعر بعدم الراحة و يصعب عليه النوم بشكل جيد. وبالإضافة إلى ذلك، تؤدي عادات الأكل المفرطة واستهلاك الكثير من السعرات الحرارية وتنوع الوجبات في ليالي رمضان إلى اضطرابات في الساعة البيولوجية للأفراد مما يتسبب في تأخر واضطراب النوم. وتؤثر التغيرات الغذائية ونمط الحياة خلال شهر رمضان بشكل كبير على نظام القلب والأوعية الدموية والأيض وعلى الإيقاع اليومي للجسم. وتشمل هذه التغيرات تحولًا مفاجئًا في أوقات تناول الطعام وأوقات النوم وأنماطها ومدتها، فضلاً عن تقليل التمارين النهارية وتأخير وقت بدء العمل وزيادة التعرض للضوء الليلي وزيادة الأنشطة الليلية. وقد أثبت تغيُّر مواعيد النوم خلال شهر رمضان لدى المسلمين إلا إن ذلك التغير يتفاوت من دولة عربية الى أخرى بسبب أسلوب الحياة والعادات والثقافة المختلفة لكل دولة، و قد وضعنا بالحسبان مدة النوم بالليل وساعات القيلولة في النهار، وتعتبر هذه الدراسة أول تحليل شامل للدراسات المتعلقة بتأثير شهر رمضان على مدة النوم والنعاس المفرط أثناء النهار بين الأشخاص الأصحاء. ويجب أن ننوه أنه أثناء هذه الدراسة وجدت بعض المتغيرات التي قد تكون أثرت بشكل أو بآخر على نتائج هذه الدراسة. وأخيرًا، يرافق شهر رمضان تغيرات مختلفة في نمط الحياة في الدول الإسلامية تؤثر على المتغيرات المقاسة وبالتالي فإن التغيرات في مدة النوم الإجمالية والنعاس المفرط أثناء النهار تعكس جميع التغيرات السلوكية التي تحدث خلال شهر رمضان وليس الصيام بشكل خاص. ونظرًا لأن الشباب يمثلون جزءًا كبيرًا من المشاركين المدروسين فقد يكون للفعاليات الإجتماعية ووقت النظر لشاشة الأجهزة الذكية تأثير محتمل على النوم، والتي تعرف بأنها مرتبطة بشكل كبير بالنوم المضطرب وقد يختلف الأمر قد بالنسبة للأشخاص الأكبر سنًا الذين يُفترض أنهم أقل تأثرًا بتغيرات عادات النوم، خلال شهر رمضان نظرًا لكونهم أقل مشاركة في الأنشطة الاجتماعية وأكثر حرصًا على الحفاظ على عادات النوم بسبب الإلتزامات العائلية العملية.
في النهاية، يجب أن نتعامل مع شهر رمضان بحكمة ووعي وأن نولي اهتمامًا لجودة وكمية النوم، وذلك من خلال تنظيم الوقت والتغذية السليمة والممارسة البدنية المعتدلة فهذه العوامل تساعد في الحفاظ على صحتنا وراحتنا وإعطائنا القوة والنشاط اللازمين للاستمتاع بروحانية هذا الشهر المبارك.