كيف يفكّر طلاب الجيل Z؟ تساؤلات من قلب القاعات الدراسية
في زمن تتسارع فيه التحولات الرقمية وتتغير فيه أنماط الإدراك، يطرح هذا المقال أسئلة جوهرية حول فهم الجيل Z في بيئات التعليم: كيف يفكرون؟ ولماذا يتفاوت أداؤهم؟ وكيف يمكن للمعلم أن يتجاوز الفجوة النفسية والتقنية ليصنع تعليماً فعّالاً يرتكز على الفهم لا التلقين؟ قراءة في خصائص هذا الجيل، وسُبل بناء علاقة تعليمية أصيلة ومُلهمة.

كثيرًا ما يلحّ عليّ سؤال وأنا أتعامل مع الطلبة:
كيف يفكر هؤلاء الطلبة؟
هل ما زالت طرق التعليم التقليدية مناسبة لهم؟ لماذا يبدون أحيانًا شغوفين بمواضيع معينة، وسريعي الملل في أخرى؟ وكيف يجمع بعضهم بين عبقرية واضحة في جوانب محددة، ووجود قصور ملحوظ في أساسيات تعليمية أخرى؟ بل أجد في بعضهم ميلًا للانطواء والعزلة رغم مهاراتهم الرقمية العالية.
مع أنني لا أعتبر نفسي بعيدًا عن جيلهم بالعمر، إلا أنني أيقنت أن أول خطوة لتعليم فعال هي محاولة فهم هذا الجيل وطريقة تفكيره.
من هم الجيل Z ؟
يشير الجيل Z عادةً إلى المواليد بين 1997 و2012 أول جيل نشأ في بيئة رقمية بالكامل.
وفقًا لدراسة منشورة في Journal of Business and Psychology (2020):
- هذا الجيل يهتم بالتعلم ذي القيمة الحقيقية وليس بالمعلومات النظرية فقط.
- لديهم وعي مرتفع بالصحة النفسية ويبحثون عن تجارب تعليمية توفر لهم الأمان والدعم.
حقائق مهمة عن هذا الجيل
1. بحسب تقرير McKinsey (2018) : الجيل Z يقيّمون البرامج التعليمية بناءً على قيمها الأخلاقية والاجتماعية، لا فقط مستواها الأكاديمي.
2. دراسة في Frontiers in Psychology (2021): الجيل Z يقدّر المعلمين الذين يظهرون تفهمًا ودعمًا نفسيًا أكثر من أي جيل سابق.
3. وفقًا لـ Pew Research Center (2019) : 77% من الجيل Z يعتبرون التنوع والشمولية متطلبًا أساسيًا في أي بيئة تعليمية أو عملية.
لماذا قصر الانتباه؟
- ليس بسبب ضعف قدراتهم، بل لأنهم نشأوا في بيئة المحتوى السريع والتفاعلي.
- المحاضرات الطويلة تفقدهم الاهتمام بسرعة.
كيف نتعامل معهم؟
- تبني أساليب التعليم المصغر (Microlearning) وتقنيات الألعاب التعليمية (Gamification)
- ربط المحتوى بالحياة اليومية لإظهار قيمته لهم.
- التواصل معهم باحترام ووضوح، وإشراكهم في عملية التعلم.
خلاصة
نجاح التعليم اليوم يبدأ من فهم طريقة تفكير هذا الجيل، والتكيف مع احتياجاته، وصناعة بيئة تعليمية تحفزه بدل أن تُشعره بالملل أو الإقصاء.
References
· Francis, T., & Hoefel, F. (2018). True Gen: Generation Z and its implications for companies. McKinsey & Company.
· Seemiller, C., & Grace, M. (2020). Generation Z: Educating and engaging the next generation of students. Journal of Business and Psychology, 35(1), 1–12. https://doi.org/10.1007/s10869-019-09618-7
· Anderson, M., & Jiang, J. (2019). Teens, social media & technology 2018. Pew Research Center. https://www.pewresearch.org/internet/2018/05/31/teens-social-media-technology-2018/
· Wood, A. M., & Martin, J. E. (2021). Understanding Generation Z students to promote a positive learning experience. Frontiers in Psychology, 12, Article 652996. https://doi.org/10.3389/fpsyg.2021.652996
· Zawacki-Richter, O. (2022). The state of research on digital learning: A review. Research in Learning Technology, 30(1). https://doi.org/10.25304/rlt.v30.2583