من المسؤول عن أخطاؤنا؟
لماذا يواجه بعض الناس صعوبة في تحمل مسؤولية؟ في حين أن هناك مجموعة واسعة من الأسباب لتجنب تحمل المسؤولية، حاولنا في هذا المقال حصرها فيما يلي:
هل من الصعب علينا او على الاخرين الاعتراف بالخطأ؟ او من الصعب علينا مسامحة من أخطأوا في حقنا؟ وهل من الصعب التعامل مع أشخاص يرفضون تحمل مسؤولية أخطائهم؟
قبول المسؤولية عن أخطائنا هو علامة على النضج العاطفي كما انه دلاله على الوعي الذاتي والإعتقاد بأنه يمكننا التغيير للأفضل. الاعتراف والاقرار بأخطائك مهم أيضًا لجودة علاقاتك مع الاخرين. عندما نقوم بإصلاح الضرر أو الضرر الذي سببناه، فإننا نبني علاقات أقوى وأكثر صحة. وبالمقارنة، فإن إنكار المسؤولية يضعف الثقة ويؤدي إلى تدهور علاقاتك مع من هم حولك.
في بداية الامر، دعنا عزيزي القارئ ان نستفتح مقالنا بهذا القول " لا يوجد انسان معصوم من الخطأ" بل إننا يجب ان نعلم ذاتنا ان الخطأ هي فرصة كي نتعلم ونتطور والا نكرر الاخطاء نفسها مرة تلو الاخرى. في كثير من الاحيان، تتجاوز اخطائنا حدود تأثيرها علينا وتنتقل بالضرر الى الاخرين والذي بدوره يسبب الم نفسياً او جسدياً لهم. قد نخسر علاقتنا معهم لبعض الوقت او للأبد. جميعنا في يوم من الأيام تعرضنا لمثل هذا الموقف. لكن الاهم من ذلك، هو قدرتنا على أن نتحمل نتيجة أخطائنا، وهذا ما سوف نستعرضه في مقالنا هذا.
لماذا يواجه بعض الناس صعوبة في تحمل مسؤولية؟
في حين أن هناك مجموعة واسعة من الأسباب لتجنب تحمل المسؤولية، حاولنا في هذا المقال حصرها فيما يلي:
الشعور ان لهم الحق بقول ما يريدون دون ان يسبب ذلك اذى للأشخاص الاخرين؟
يعتقد بعض الناس أنهم متميزين على الآخرين، وبالتالي يحق لهم فعل ما يريدون دون تحمل العواقب. غالبًا ما تكون هذه محاولة غير واعية للتعويض المفرط عن الشك الذاتي أو تدني احترام الذات أو انعدام الأمن.
هناك العديد من الطرق التي تساعدنا على تحمل نتائج اخطائنا وهي:
1. إفرارنا الداخلي بالخطأ: وهي الخطوة الأولى التي يجب ان يتخذها الشخص بأن ما فعله كان خطأ وكان يجب ان لا يقع به. هذه هي الخطوة الأكثر أهمية لأنها لا تتعلق بما يراه الآخرون، بل هي حالة من تأنيب الضمير. يجب أن يدرك الشخص أن سلوكه كان خاطئًا أو مؤذياً لشخص آخر ويرى كيف يمكن ان يقلل من الاثار السلبية لهذا الخطأ خصوصا إذا كان قد اذى قريب، او عزيز، او صديق، او أحد من افراد العائلة. كثير من الناس يزيفون هذه الخطوة الأولى من أجل الظهور بمظهر جيد أمام الآخرين، ولكن بدون احساسنا الحقيقي، لا يمكن أن يحدث التغيير الايجابي الذي يجنبك بالوقوع بمثل هذا الخطأ مرة اخرى.
2. مواجهة الطرف الاخر: قد تكون هذه الخطوة محرجة وغالباً يقوم الطرفان بالتجاوز عنها وعدم الخوض في نقاش حول هذا الخطأ. تعتبر هذه الخطوة مهمة لأنها توضح لنا حجم الالم الذي قد نكون تسببنا به للغير ويعطينا درس في عدم التمادي مع الاخرين واحترامهم بالشكل المطلوب. قد يكون الاعتذار لفظي بالمواجهة وقد تتطلب بعض المواقف الاعتذار كتابي او بهدية تقدمها للطرف الذي قمت بأذيته. حتى في حال عدم الرد من الطرف الاخر، حاول ان تعطية بعض الوقت حتى يستطيع تجاوز الالم الذي قمت بتسببه له.
3. الاعتراف بالخطأ: من النقاط المهمة، هي الاعتراف بالخطأ وعدم محاولة تبرير فعلك وأنك لم تكن تعرف أن هذا الفعل يسبب آلم للطرف الاخر. بل يجيب الاقرار ان ما فعلته فعلاً مؤذي لهم. في كثير من الاحيان، نرى ان عندما يبدأ النقاش على خلاف معين، يقوم الطرف " الجاني" بمحاولة عدم الاعتراف بالخطأ او الاصرار ان هذا الامر ليس بالأمر الذي يستدعي الخلاف او النقاش.
4. وضع الحدود: يجب ان تضع لنفسك حدود بأن لا تكرر مثل هذا التصرف مرة اخرى. مثال أحد من اصدقاءك المقربين ينزعج من لقب معين قمت مرة بدعوته به، او افشيت سر أحد اصدقاءك المقربين. يجب ان تقر بقرارة نفسك ان مثل هذه التصرفات تزعجهم وأنك يجب ان تتوقف عنها حتى مع من حولك من المقربين.
5. اعطي مساحة خاصة ووقت للطرف الاخر: مثلما ذكرنا سابقاً، كثير من هذه الصدمات او آلام تحتاج الى وقت حتى ينسى الطرف الاخر ويستطيع ان يتجاوز. خذ هذا الوقت مساحة لك ايضا لتعاتب نفسك على ما فعلته (لا ان تجلدها) لكن لتكون صريح مع نفسك ان مثل هذه التصرفات تخلق حواجز بينك وبين الاخرين.
6. كن مسؤولا: يجب ان تدع الطرف الاخر يرى أنك على استعداد لتحمل مسؤولية خطأك، وإنك على استعداد للنقاش والاعتذار ومحاولة اصلاح اخطاءك.