هل هناك صناعة للقرار؟
في المصانع التقليدية، مثل مصانع السيارات أو مصانع المنتجات البلاستيكية أو مصنع الادوية يتم فيها استخدام المواد الخام وتحويلها الى منتجات ملموسة. هذه المنتجات نستطيع ان نراها ونلمسها. في هذة المصانع يعمل الناس في خطوط التجميع والانتاج لمتابعة العمليات والإجراءات التي غالبًا ما تتضمن مهامًا متكررة يوماً بعد يوم. قد تستخدم العديد من المصانع التقليدية الروبوتات لأتمتة المهام المتكررة، ولكن هناك حاجة إلى العمال للتعامل مع المهام التي لا تستطيع الروبوتات القيام بها.
حتى نستطيع فهم معنى "صناعة القرار" ننصحك عزيزي القارئ بقراءة المقال ماذا نعني بـ "دعم القرار" و "صنع القرار"؟
في المصانع التقليدية، مثل مصانع السيارات أو مصانع المنتجات البلاستيكية أو مصنع الادوية يتم فيها استخدام المواد الخام وتحويلها الى منتجات ملموسة. هذه المنتجات نستطيع ان نراها ونلمسها. في هذة المصانع يعمل الناس في خطوط التجميع والانتاج لمتابعة العمليات والإجراءات التي غالبًا ما تتضمن مهامًا متكررة يوماً بعد يوم. قد تستخدم العديد من المصانع التقليدية الروبوتات لأتمتة المهام المتكررة، ولكن هناك حاجة إلى العمال للتعامل مع المهام التي لا تستطيع الروبوتات القيام بها. اما في مصانع اتخاذ القرار، تُستخدم البيانات والمعلومات والمعرفة لإنشاء منتجات غير ملموسة تسمى بالقرارات. يستخدم العاملون في مجال البحث العلمي وبناء المعرفة البيانات لتوليد المعلومات ومن ثم الحصول على المعرفة.
( ولقراءة المزيد عن البيانات والمعلومات والمعارف ننصحك عزيزي القارئ بالتوقف هنا ومشاهدة فيديو قصير بعنوان: البيانات والمعلومات والمعارف ماهي وما علاقتها ببعضها؟ ) تتجسد القرارات التي يتخذها العاملون في مجال المعرفة في صناعة واعداد الخطط و المشاريع واستراتيجيات التسويق وغيرها من الأدوات التي توثق القرارات والإجراءات اللازمة لتنفيذ القرارات بفعالية عالية. وحتى نفهم هذه العملية بشكل ابسط قمنا بالاستدلال بمثال قد طرحة روجر مارتن، الخبير البارز في إدارة المعرفة ومؤلف العديد من المقالات والكتب في كلية هارفارد للأعمال، عن أحد مصانع الخبز التي قامت بخفض التكاليف عن طريق أتمتة عملية صناعة الخبز. تبدأ القصة عندما قام مدير المدير التنفيذي لاحد مصانع الخبز بتسريح معظم الخبازين واستبدالهم بآلات نفذت معظم عملية صناعة الخبز. سمحت الأتمتة لمصنع الخبز بزيادة إنتاج الخبز بشكل كبير وملحوظ.
عندها اقترح المدير التنفيذي توظيف مختصين بتحليل البيانات وادارة الاعمال والتسويق والذين أداروا الأتمتة بشكل فعال جداً من خلال التسويق ورفع مبيعات المصنع بشكل ملحوظ جداً. عندما تحول مصنع الخبز إلى صناعة قرار، ادى الي زيادة تكاليف التشغيل وتكاليف الرواتب بشكل طفيف. ولكن عندما قام المدير التنفيذي بتوظيف اشخاص ذوي اختصاصات دقيقه ومهارات عالية ادى ذلك الى زيادة في التكاليف بشكل أكبر مما ادى الى زيادة كبيرة وواسعة في المبيعات.
من السهل جداً أن ترى كيف يتم تحويل المواد الخام إلى منتج نهائي في مصنع تقليدي. ولنعود لمثالنا السابق، عندما تبحث عن فيديوهات لكيفية صناعة السيارة، يمكنك مشاهدة خط التجميع والذي يتمثل بتحويل المواد الخام إلى أجزاء وقطع للسيارة عندما تتبع خط الانتاج ترى ان إطارات السيارة أسفل خط التجميع تتحرك ومن ثم يتم تثبيت القطع بالإطار ، وفي نهاية الخط ، يكون لديك سيارة كاملة. اما في صناعة القرار، فأن عملية إنتاج القرار ليست واضحة.
أولاً، هناك المواد الخام والبيانات التي تدخل إلى صناعة القرار، وبعضها مرئي حيث ان هذه البيانات يمكن أن تأتي من استبيانات العملاء وأبحاث السوق والأحداث الإخبارية ومصادر اخرى كثيرة ومتنوعة. يقوم محلل البيانات بتحليل ودراسة تلك البيانات ويحولها إلى احصائيات وارقام وجداول ومن ثم يقوم بإرسالها الى متخذي القرار او طالبين البيانات لقراءتها والاستفادة منها مثلا في صياغة السياسات، واعداد الاستراتيجيات، وخطط للتسويق والتنفيذ واعداد المحتوى ومراقبة مؤشرات الاداء وما الى ذلك.
هناك ثلاث تحديات تواجه صناعة القرار.
التحدي الأول: جودة البيانات التي يتم جمعها وتحليلها واتخاذ القرار على اساسها. الكثير من البيانات التي يتم جمعها قد لا تستفاد منها المنظمة او لا تكون صالحة للاستخدام. لذلك تجد كثير من المنظمات تقول انها لديها كنز من البيانات (أقرأ مقال: في شركتنا أو منظمتنا كنز من البيانات لم نستفد منه بعد!) . لكن لا يوجد محقق في فعالية جودة هذه البيانات واستخداماتها.
التحدي الثاني: عدم وجود اهداف بعيده المدى للمنظمات التي تعنى بصناعة القرار.
التحدي الثالث: الاعتماد بشكل كبير على الموظفين الرئيسيين وليس على الانظمة الإلكترونية وسهوله استخدامها من قبل جميع الموظفين.
يُبنى الكثير من الاقتصاد الرقمي اليوم على المنتجات غير الملموسة التي نتجت عن قراراتنا. فكر في السيارات. نعم، السيارات هي أشياء ملموسة كبيرة بها العديد من المكونات غير الملموسة مثل البرامج والتقنية البرمجيات الخاصة والتي تميز كل سيارة عن الأخرى. ولكنها تشابه مثالنا السابق عن مصانع الخبز، تحتوي مصانع السيارات أيضًا على عناصر مهمة وكبيره في صناعة القرار.