شركات الادوية قد تكون سبب في أزمة اقتصادية على قطاع صناعة الاغذية
بدأت حالات الذعر تستهدف قطاع صناعة الاغذية حول العالم وذلك بسبب تأثير برامج إنقاص الوزن مثل الانواع المتخلفة من الحميات الغذائية بالإضافة الى أبر وجراحات إنقاص الوزن.
بدأت حالات الذعر تستهدف قطاع صناعة الاغذية حول العالم وذلك بسبب تأثير برامج إنقاص الوزن مثل الانواع المتخلفة من الحميات الغذائية بالإضافة الى أبر وجراحات إنقاص الوزن.
لنعد الى تاريخ البرامج الغذائية أو الحميات الغذائية الى ما قبل عشرون عام تحديداً وذلك من خلال الثورة التي أطلقها روبرت أتكنز، الأب الروحي لنظام غذائي يسمى " لأتكنز" والذي قام بتأليف العديد من الكتب أهمها كتاب "ثورة الحمية" والذي فاقت مبيعاته لفترة وجيزة كتب وروايات "هاري بوتر". رسالته، ليس عن الأمتناع عن تناول الطعام أو الحرمان، ولكن الانغماس في أرقى الاطعمة مثل شرائح اللحم والسالمون والبيض والقشدة، حينها انخفضت أسعار القمح بشكل ملحوظ وذلك لعزوف كثير من المستهلكين عن تناول الخبر والمعجنات الامر أدى الى خسارة كثير من الشركات الغذائية. فعلى سبيل المثال، شركةUnilever، وهي شركة أغذية أنجلو هولندية عملاقة، صرحت والقت باللوم على نظام أتكنز الغذائي في تقلص مبيعاتها خلال ذلك العام. وما ان قاربت أواخر عام 2003، حتى ينتهي هذا العصر ودفن نظام اتكنز بوفاة مؤسسها، حيث أطفأها مزيج من الملل ورائحة الفم الكريهة والدعاية السيئة. كما لخصت إحدى الصحف الأمر: "أتكنز هو مضيعة للوقت".
لو نلاحظ أن كل عقد يجلب نظام جديداً وبقوانين جديدة. فعلى سبيل المثال، في سبعينيات القرن العشرين كان ثورة حساب السعرات الحرارية. أما في ثمانينيات القرن العشرين، فظهرت ثورة الملح والضرورة الى الحد منه، أما في تسعينيات القرن العشرين، ظهرت حركة التوعية بضرورة التقليل من استهلاك الدهون بكافة أنواعها. و في أواخر القرن العشرين وجه مختصين التغذية والمتهمتين الاتهام الى الكربوهيدرات كونها المسبب الاساسي للسمنة، في عام 2010 الغلوتين ومنتجات الألبان. لكن في عام 2021 بدأ الامر!
في اخر الصفعات التي تلقتها مصانع الاغذية لم تظهر على شكل نظام غذائي، ولكنها جاءت من مصانع الادوية وذلك أثر إنتاجها حقن "سد الشهية"، مثل Wegovy ، التي تمت الموافقة عليها في عام 2021 كدواء مرخص لعلاج السمنة، و Ozempic و Mounjaro ، أدوية معالجة مرض السكري والتي استخدمت لأغراض اخرى شملت انقاص الوزن . إلى جانب تحفيز إنتاج الأنسولين، فإن ما يسمى بأدوية glp-1 تعيد إنتاج الشعور بالشبع وقمع الشهية والتي تشابه الطرق الاخرى مثل ضبط النفس الغذائي في الحميات، باستثناء أن المستهلكين هذة المرة أقل عرضة للغش.
المستثمرون في شركات الادوية المصنعة لهذا العقار مثل في نوفو نورديسك وإيلي ليلي سعداء بتحقيق أرباح خيالية. على عكس شركات الاغذية خصوصاً أولئك الذين يعملون في مجال المشروبات الغازية والوجبات الخفيفة. في الأسابيع الأخيرة ، انخفضت أسعار أسهم Coca-Cola و PepsiCo ، وكذلك تجار التجزئة مثل Walmart و Costco. سارع النقاد إلى ربط عمليات بيع كبيرة في 6 أكتوبر بتعليقات مسؤول تنفيذي في Walmart في أمريكا الذي كشف أنه وفقاً لبيانات مجهولة المصدر ، فإن أولئك الذين اشتروا أدوية إنقاص الوزن اشتروا أيضا كميات أقل من الطعام.
إن احتمال حدوث كوارث صحية هائل جدا بالنظر الى أن حوالي 70 ٪ من الأمريكيين يعانون من السمنة المفرطة أو زيادة الوزن، وفي المملكة العربية السعودية أكثر من نصف سكان المملكة يعانون من السمنة او زيادة في الوزن. كما تشير التقديرات انه بحلول عام 2035، سوف ترتفع معدلات السمنة والزيادة بالوزن الى ان يشمل نصف سكان العالم. قد لا تكون السمنة مجرد نتيجة للطلب غير الصحي، ولكنها شرط أساسي تقريبا. وجدت الدراسات ان أكثر من ثلث الاغذية أو ما يسمى "بالحلوى يستهلكه في الغالب أشخاص يعانون من زيادة الوزن.
ومن الناحية النظرية، هناك مثل انجليزي "أن تكون السماء هي الحد" والذي وفقاً لبيانات عن التأثير الايجابي لهذه الادوية والتي قد يطول شركات الطيران إذا مكنها خفض متوسط أوزان الركاب والذي يؤودي الى تقليل استهلاك او حرق الوقود.
أليكسيا هوارد من شركة بيرنشتاين الاستثمارية، صرحت أن الطلب الإجمالي على السعرات الحرارية لن ينخفض بأكثر من 0.5٪ سنويا. إن صناعة الأغذية التي تزيد قيمتها عن 1 تريليون دولار ، والتي كان أنصارها موجودين منذ أجيال ، لن تجلس مكتوفة الأيدي وتترك اشخاص اخرون يقررون مصيرهم. في 10 أكتوبر، كان رامون لاجوارتا ، رئيس شركة PepsiCo ، آخر من قلل من هذه التأثيرات ، قائلا إن الأدوية شد الشهية او انقاص الوزن ( كما يدعون) كانت على رادار الشركة ولكن من غير المتوقع أن تؤثر على أي من الخطط طويلة الامد و التي تعزز أعمالها في مجال الوجبات الخفيفة. وأضاف أن الشركة يمكنها بالطبع "التمحور" إذا لزم الأمر. كما لاحظت شركات الأغذية المصنعة الأخرى أن الاتجاهات مثل أحجام العبوات الأصغر والأطعمة الصحية تتماشى بالفعل مع عادات الأكل على غرار GLP-1. ويمكن للأغذية الكبيرة أن تستخدم نفوذها لإثارة المخاوف بمهارة بشأن تكلفة وسلامة الأدوية الجديدة. ومع وجود مثل هذه الوظائف الراسخة بعمق، فمن غير المرجح أن يكون فطام العالم عن الأطعمة الغير صحية أسهل كثيرا من إنهاء إدمانه على الوقود.