مرض هاشيموتو وتأثيره على صحة المرأة
مرض هاشيموتو هو أحد أمراض المناعة الذاتية التي تهاجم فيها مناعة جسم الإنسان الغدة الدرقية باعتبارها جسم غريب وذلك عن طريق تكوين أجسام مناعية مضادة تهاجم الغدة الدرقية، مما يؤدي إلى التهابها وبالتالي حدوث خلل في وظائفها الأساسية. وعلى الرغم أن هذا المرض يصيب كلا الجنسين إلى أن معدلات إصابة الإناث به أعلى من الذكور بنسبة قد تصل إلى عشرة أضعاف.
مرض هاشيموتو هو أحد أمراض المناعة الذاتية التي تهاجم فيها مناعة جسم الإنسان الغدة الدرقية باعتبارها جسم غريب وذلك عن طريق تكوين أجسام مناعية مضادة تهاجم الغدة الدرقية، مما يؤدي إلى التهابها وبالتالي حدوث خلل في وظائفها الأساسية. وعلى الرغم أن هذا المرض يصيب كلا الجنسين إلى أن معدلات إصابة الإناث به أعلى من الذكور بنسبة قد تصل إلى عشرة أضعاف.
الغدة الدرقية
هي غدة من الغدد الصماء، صغيرة الحجم شكلها يشبه الفراشة وتقع في مقدمة الرقبة أسفل الحنجرة، تتكون من فصين يفصلهما جزء صغير يعرف باسم البرزخ، وهي المسؤولة عن إفراز هرمون الثيروكسين الذي يلعب دورا أساسياً في عمليات الأيض بجسم الإنسان، كما أن له أدواراً أخرى أيضا.
أعراض الاصابة بمرض هاشيموتو
هرمونات الغدة الدرقية لها دور كبير في العديد من وظائف الجسم، وبما أن هاشيموتو يؤثر سلبا على كمية الهرمونات المفرزة فإن ذلك يؤدي في العموم إلى ظهور عدة أعراض لدى المرضى منها على سبيل المثال التعب والشعور بالإرهاق و اضطراب نظم القلب و الإمساك وانخفاض ضغط الدم والحساسية تجاه البرودة و غيرها، ولكننا في هذا المقال سنسلط الضوء على الأعراض المزعجة للنساء والأكثر شيوعا لديهن.
مرض هاشيموتو وتأثيرة على السمنة
ربما يتساءل البعض عن العلاقة بين وزن الإنسان و هرمونات الغدة الدرقية، والحقيقة أن العلاقة بينهما متشابكة ومعقدة، فهرمونات الغدة الدرقية تؤثر تأثيرا مباشراً على عملية الأيض في جسم الإنسان وتنظمها، وتؤثر كذلك على ما يعرف بمعدل الاستقلاب الأساسي (BMR) وهو يمثل كمية الأكسجين التي يستهلكها الجسم في وقت الراحة، وقد وجد أن الأشخاص الذين يعانون من نقص في إفراز هرمون الغدة الدرقية لديهم معدل استقلاب أقل من الأشخاص الطبيعيين مما ينتج عنه اكتساب الوزن الزائد. وقد أثبتت الدراسات أن اكتساب الوزن عند مرضى هاشيموتو لا ينتج فقط عن انخفاض معدل الاستقلاب، لكن يرجع أيضا لاحتباس السوائل والأملاح في جسم المريض، وكلما زادت حدة المرض زادت معه فرصة اكتساب الوزن.
مرض هاشيموتو وتأثيرة على تساقط الشعر
الشعر هو زينة المرأة و تاجها، وأكثر ما يؤرقها هو أن تفقده أو يفقد رونقه وصحته، يسبب قصور الغدة الدرقية الشديد والمطول (وفرط نشاط الغدة الدرقية أيضاً) تساقط الشعر. يحدث تساقط الشعر الناتج عن هاشيموتو في كامل فروة الرأس وليس في أجزاء معينة كما هو شائع في حالات الصلع الوراثي أو الثعلبة، مما يجعل الشعر يبدو أقل كثافة، ولكن مع تناول الهرمونات التعويضية يمكن السيطرة على الأمر وتتحسن حالة الشعر بالتدريج ولكن يستغرق ذلك وقتاً. ولأن اكتشاف مرض هاشيموتو وتشخيصه قد يتأخر في بعض الحالات ولأن دورة حياة الشعرة طويلة إلى حد ما، فإن تأثير المرض على الشعر قد يتأخر أيضاً ومع بداية العلاج وتناول الهرمون التعويضي قد تظن المرأة أن العلاج هو سبب تساقط الشعر مما يجعلها تتوقف عن تناول الدواء ولكن هذا يزيد الأمر سوءاً لاحقا. ولأن هاشيموتو هو أحد أمراض المناعة الذاتية كما ذكرنا سابقاً، فإن هذا يجعل النساء المصابات به أكثر عرضة للإصابة بأمراض فروة الرأس المناعية مثل مرض الثعلبة البقعية والذي ينتج عنه فقدان الشعر في مناطق دائرية من فروة الرأس، وهذه الحالة أيضاً يمكن علاجها طبياً.
مرض هاشيموتو وتأثيرة على الجلد
يتأثر الجلد بالمرض بشكل كبير وذلك بسبب تأثير هرمون الغدة الدرقية المباشر عليه، ومن أكثر أكثر أمراض الجلد شيوعاً في حالة هاشيموتو ما يلي:
جفاف الجلد:
هو أكثر تأثيرات هاشيموتو على الجلد، وقد تلاحظ المرأة جفاف بشرتها وتقشرها خاصة في بعض المناطق مثل باطن الكفين والقدمين. وحالة جفاف الجلد هذه يمكن علاجها والتغلب عليها باستخدام بعض العلاجات الموضعية مثل الفازلين والكريمات والمراهم التي تحتوي على اليوريا واللانولين.
التقرن الجلدي:
وتتميز هذه الحالة بوجود جلد سميك في راحة اليدين والقدمين، وهذه الحالة لا تستجيب للعلاجات الموضعية المذكورة سابقا، ولكن يمكن استخدام مقشرات الجلد، و الريتينويد وأحيانا الكورتيزون.
الوذمة المخاطية
وتحدث هذه الحالة نتيجة التأخر في تشخيص المرض أو البقاء دون علاج لفترة طويلة، وتتميز بما يعرف بتشمع الجلد حيث يصبح ملمس الجلد شمعي أو عجيني، كما يحدث أيضا انتفاخ وتورم نتيجة احتباس السوائل، وللتغلب على هذا العرض ليس على المرأة إلا تناول الهرمون التعويضي.
مرض هاشيموتو والأضطرابات المصاحبة لصحة المرأة:
مرض هاشيموتو وأضطرابات الدورة الشهرية
يؤثر المرض على انتظام الدورة الشهرية حيث يحدث خلل في موعدها، كما أنه يؤثر أيضا على كمية الدم وقت الدورة فقد تصبح كميته أقل أو أكثر من المعتاد، وقد يحدث أيضا في بعض الأحيان انقطاع الطمث.
مرض هاشيموتو وتأخر الإنجاب
يؤثر نقص هرمون الغدة الدرقية الناتج عن هاشيموتو تأثيرا مباشراً على عملية التبويض لدى المرأة، مما يؤدي إلى العقم أو تأخر الحمل، في أغلب الحالات يتم العلاج عن طريق تناول الهرمون التعويضي فقط.
مرض هاشيموتو والحمل
تشخص بعض النساء الحوامل بهاشيموتو لأول مرة أثناء الحمل، وتشير بعض الدراسات أن نسبة تتراوح بين ٢-٣٪ يصبن بالمرض أثناء الحمل.
ويؤثر المرض تأثيرا كبيرا على الأم الحامل وطفلها إذا لم يتم علاجه والسيطرة عليه، فقد يؤدي إلى إصابة الأم بتسمم الحمل و الأنيميا، كما قد يؤدي إلى الإجهاض أو الولادة المبكرة، ويرفع من احتمالات ولادة طفل بوزن أقل من الطبيعي، أو طفل يعاني من مشاكل صحية أو تشوهات خلقية.
مرض هاشيموتو ونمط الحياة
في دراسة سعودية أجريت على بعض مرضى قصور الغدة الدرقية، وجد الباحثون أن المرض يؤثر تأثيرا كبيرا على نمط الحياة لديهم، وقد عرفت منظمة الصحة العالمية نمط الحياة بأنه تقدير الأشخاص لظروفهم الخاصة في ضوء قيمهم وقيم المجتمع المحيط بهم.
وبحسب الدراسة فإن مرض قصور الغدة الدرقية منتشر على نطاق واسع في منطقة الخليج العربي ومع ذلك في كثير من الأحيان يتأخر تشخيصه أو يتم تشخيصه بصورة خاطئة مما يؤدي إلى عدم حصول المريض على العلاج المناسب وبالتالي انخفاض جودة الحياة الصحية لديه.
وقد أوصت الدراسة بعمل برامج تثقيفية للمرضى لمجابهة المخاطر الصحية المحتملة، ولتحسين جودة الحياة لديهم، كما أوصت الدراسة أيضا بزيادة مستوى الاتصال بين المرضى (خاصة النساء الحوامل) ومقدمي الرعاية الصحية للحصول على جودة حياة أفضل.
كيفية العلاج
من حسن الحظ أن علاج هاشيموتو ليس أمرا صعباً، كل ما عليك هو تناول الهرمون التعويضي و المعروف باسم ليفوثيروكسين، سيحدد لك الطبيب جرعة معينة من الدواء تناسب عمرك وحالتك الصحية، وبعدها سيطلب منك عمل اختبار مستويات الهرمون المحفز للغدة الدرقية (TSH) للتأكد من ملائمة هذه الجرعة لك وإن كانت غير ملائمة سيقوم بتعديلها حسب النتائج.
الخاتمة
مرض هاشيموتو هو مرض مناعي ذاتي يصيب النساء أكثر من غيرهن يؤثر على صحتهن الجسدية والنفسية تأثيرا كبيرا، كما يؤثر على مظهرهن مما يسبب لهم إزعاجا وقلقاً، لكن لحسن الحظ يمكن تجنب الكثير من تأثيرات المرض عن طريق تحسين جودة الحياة الصحية، وتناول العلاج بشكل صحيح.