أي نوع من أنواع التعلق العاطفي لديك؟

ما هو التعلق وما هي أنواعه وهل يؤثر هذا التعلق على علاقات الإنسان فيما بعد أم لا، إجابة هذه الأسئلة وغيرها من العديد من التفاصيل الهامة التي ترتبط بالتعلق يمكنكم الحصول عليها من خلال فقرات هذا المقال.

أي نوع من أنواع التعلق العاطفي لديك؟
أنواع التعلق


التعلق أو العلاقة العاطفية التي قمت بتكوينها في سنوات عمرك الأولى من الأمور التي تؤثر على علاقاتك فيما بعد طوال العمر، ولذلك من الضروري أن نعي معنى هذا التعلق وكذلك أنواعه، مع التعرف على مدى تأثيره على الأفراد على مدى حياتهم، وهذا ما نتعرف عليه بالتفصيل عبر الفقرات التالية.

ما هو التعلق؟

التعلق هو العلاقة العاطفية التي قمت بتكوينها عندما كنت طفل صغير مع مقدم الرعاية الأساسي الخاص بك، حيث يمكن أن يحدث التعلق بالأب أو الأم، وتؤثر جودة الترابط الذي مررت به خلال هذه العلاقة الأولى تؤثر على علاقاتك وارتباطك بالأشخاص الآخرين مدى الحياة.

وبالتالي فإن حصولك على الأمان من مقدم الرعاية الأساسي، مع فهمه لك كطفل رضيع، والاستجابة لصراخك وكذلك تفسير احتياجاتك الجسدية والعاطفية المتغيرة بصورة دقيقة، تنعكس هذه العلاقة الناجحة عليك كشخص بالغ في حصولك على الثقة بالنفس والأمل، مع القدرة على التكيف والتنقل السلس في هبوط وصعود العلاقات الرومانسية على مدى الحياة.

أما إذا حصلت على تعلق مُربك أو غير مريح خلال مرحلة الطفولة، ولم تحصل على استجابة لاحتياجاتك من خلال مقدم الرعاية الأساسية، فإنك في هذه الحالة تكون واجهت ارتباط غير ناجح أو غير آمن، وبالتالي عند الوصول إلى مرحلة البلوغ تجد صعوبة في فهم مشاعرك ومشاعر الآخرين، وبالتالي تقل قدرتم على بناء علاقات مستقرة، مع وجود صعوبات في التواصل مع الآخرين وصعوبات في التواصل مع الزوج أو الزوجة.

الفرق بين التعرض لمشاكل مع الأم خلال فترة الطفولة أو التعرض إلى مشاكل مع الأب

بالنسبة للأطفال الأم هي الفرد الأكثر أهمية، لأنها هي مقدم الرعاية الأساسي للطفل وهي المسؤولة عن التطور الاجتماعي والعاطفي للطفل، وفي حالة عدم تقديم الأم الدعم العاطفي الأساسي للطفل سواء تم ذلك في شكل إساءة أو إهمال أو هجر، فإن هذا ينتج عنه ارتباط غير آمن.

وبالتالي عندما يُصبح شخص بالغ سوف يتوقع أن شريكه الرومانسي موجود من أجله دائمًا وأنه سوف يُلبي الاحتياجات التي لم يحصل عليها من أمه، كما يبذل كل ما في وسعه لإرضاء الشريك حتى لا يغادره كما غادرته الأم وهو صغير.

أما الشخصية التالية الأكثر أهمية في حياة الطفل هي الأب، وإذا كانت علاقة الطفل مع الأب علاقة مؤلمة أو مُخيبة للآمال بسبب أن الأب لم يكن متاح عاطفيًا، أو كان مسيطر، أو مفرط في التساهل، فقد تؤثر هذه العلاقة على علاقات الطفل عندما يكبر ويمكن أن يضع نفسه في علاقات سامة مثل علاقته السابقة بالأب ويحاول أن يستغل الآخرين، أو على العكس قد يظهر لديه الخوف من البقاء وحيد.

أنواع التعلق

تتمثل أنواع التعلق في التالي:

  1. التعلق الآمن (Secure attachment)

الحصول على التعلق الآمن والإشباع العاطفي خلال الطفولة ينعكس بالإيجاب على الفرد وشخصيته، حيث يتمكن من الشعور بالأمان والاستقرار والرضا في علاقاته، وليس معنى هذا أن من لديه تعلق آمن لن يتعرض لأي مشاكل، ولكنه قادر على تحمل المسؤولية عن أخطائه وإخفاقاته، وكذلك يمكنه طلب الدعم من الآخرين عندما يحتاج إليه.

كيف تعرف ان لديك هذا النوع من التعلق ؟

  • أنت تقدر قيمتك الذاتية وأنت قادر على أن تكون في علاقة حميمة.
  • أنت مرتاح للتعبير عن مشاعرك وآمالك واحتياجاتك.
  • تجد الرضا في التواجد مع الآخرين ، وتسعى بصراحة للحصول على الدعم والراحة من شريكك ، ولكن لا تشعر بالقلق المفرط عندما يكون كلاكما منفصلا.
  • أنت سعيد لأن شريكك يعتمد عليك للحصول على الدعم.
  • أنت قادر على الحفاظ على توازنك العاطفي والبحث عن طرق صحية لإدارة الصراعات او الخلافات.
  • عندما تواجه أي خيبة امل أو انتكسات في علاقاتك ( العملية او العاطفية) فأنت مرن بما يكفي للمواجة.

       2. التعلق المتناقض أو بالقلق (Ambivalent (or anxious-preoccupied) attachment)

يميل الأشخاص أصحاب التعلق المتناقض إلى الاحتياج المفرط، وعادةً ما يكون هذا الشخص قلق، ويفتقر إلى احترام الذات، مع الشعور المستمر بالقلق والإحساس أن الآخرين لا يرغبون بالبقاء معه، ويُعاني هذا الشخص من الحاجة المستمرة للحب والاهتمام.

كيف تعرف ان لديك هذا النوع من التعلق ؟

  • تريد أن تكون في علاقة وتتوق إلى مشاعر التقارب والحميمية مع شخص آخر، و لكنك تكافح لتشعر أنه يمكنك الوثوق بشريكك أو الاعتماد عليه بشكل كامل.
  • كونك في علاقة حميمة يجعلك تميل إلى السيطرة على حياتك وتصبح شديد التركيز على حياة الشخص الآخر.
  • قد تجد صعوبة في وضع الحدود ، وتنظر إلى أي مسافة بينكما على أنها تهديد ، وهو أمر يمكن أن يصيبك بالذعر أو الغضب أو الخوف من أن شريكك لم يعد يريدك.
  • يعتمد الكثير من إحساسك بقيمة الذات على شعورك بأنك تعامل في العلاقة وتميل إلى المبالغة في رد فعلك تجاه أي تهديدات متصورة للعلاقة.
  • تشعر بالقلق أو الغيرة عندما تكون بعيدا عن شريكك وقد تستخدم الشعور بالذنب أو التحكم في السلوك أو غيرها من أساليب التلاعب لإبقائهم قريبين.
  • أنت بحاجة إلى طمأنة مستمرة والكثير من الاهتمام من شريك حياتك.
  • قد ينتقدك الآخرون لكونك محتاجا جدا أو متشبثا وقد تكافح للحفاظ على علاقات وثيقة.

       3. التعلق المتجنب (Avoidant-dismissive attachment)

يعتبر هذا النوع من التعلق عكس التعلق القلق، حيث يشعر المصاب به بالقلق من الاتصال العاطفي مع الآخرين، كما يُفل ألا يعتمد على الآخرين، وألا يعتمد عليه الآخرون كذلك، ويشعر هذا الفرد بالرغبة المستمرة في الاستقلالية والحرية والابتعاد عن الغير، ولا يشعر بالرغبة في التقرب من الآخرين.

كيف تعرف ان لديك هذا النوع من التعلق ؟

  • أنت شخص مستقل ، راض عن نفسك وقادة على الاعتناء بنفسك ولا تشعر أنك بحاجة إلى الآخرين.
  • كلما حاول شخص ما الاقتراب منك فأنك تميل إلى الانسحاب.
  • أنت غير مرتاح لمشاعرك وغالبا ما يتهمك شركاؤك بأنك بعيد ومنغلق وجامد وغير متسامح. في المقابل ، تتهمهم بأنهم محتاجون للغاية.
  • تقوم بتقليل أو تجاهل مشاعر شريكك ، وإخفاء الأسرار عنه ، والانخراط في الشؤون ، وحتى إنهاء العلاقات من أجل استعادة إحساسك بالحرية.
  • قد تفضل العلاقات العابرة وغير الرسمية على العلاقات الحميمة طويلة الأمد ، أو تبحث عن شركاء مستقلين بنفس القدر ، أولئك الذين سيحافظون على مسافة عاطفية.

على الرغم من أنك قد تعتقد أنك لست بحاجة إلى علاقات وثيقة أو حميمية ، إلا أن الحقيقة هي أننا جميعا نحتاج إليها. البشر مجهزون للتواصل وفي أعماقهم ، حتى الشخص الذي لديه أسلوب التعلق المتجنب والرافض يريد علاقة وثيقة ذات مغزى.

       4. التعلق الغير منظم أو المشوش (Disorganized attachment)

يُطلق عليه كذلك اسم التعلق المتجنب للخوف، وهو نوع من التعلق ينتج عن التعرض للخوف الشديد خلال الطفولة، بسبب التعرض إلى صدمة خلال الطفولة، أو التعرض إلى سوء المعاملة أو الإهمال، ويشعر هذا الفرد البالغ بالشعور أنه لا يستحق الحب، وقد تتحول المشاعر المتطرفة لديه تجاه شريك الحياة من الحب للكراهية.

كيف تعرف ان لديك هذا النوع من التعلق ؟

  • ربما تجد العلاقات الحميمة مربكة ومقلقة ، وغالبا ما تتأرجح بين التطرف العاطفي للحب والكراهية للشريك.
  • قد تكون غير حساس تجاه شريكك ، وأناني ، ومسيطر ، وغير موثوق به ، مما قد يؤدي إلى سلوك متفجر أو حتى مسيء. ويمكنك أن تكون قاسيا على نفسك كما أنت على الآخرين.
  • قد تظهر أنماط سلوك معادية للمجتمع أو سلبية ، أو تتعاطى الكحول أو المخدرات ، أو عرضة للعدوان أو العنف.
  • قد ييأس الآخرون من رفضك تحمل المسؤولية عن أفعالك.
  • بينما تتوق إلى أمن وسلامة علاقة حميمة ذات مغزى ، تشعر أيضا أنك لا تستحق الحب وتخشى التعرض للأذى مرة أخرى.
  • قد تكون طفولتك قد تشكلت بسبب سوء المعاملة أو الإهمال أو الصدمة.

ختامًا، لابد أن يعي الأب والأم أن إنجاب طفل مسؤولية كبيرة لابد من تحملها، ويجب أن يعمل كل طرف منهم على بذل كل ما في وسعه للحصول على طفل سوي يمكنه إفادة نفسه وإفادة من حوله، ويمكنه الدخول في علاقات سوية مع الآخرين، كما يجب أن تعلم أن تعرضك إلى أي مشكلة خلال الطفولة من الأمور التي يمكن حلها، عند المتابعة مع أحد المختصين، ولا توجد مشكلة بدون حل.