كيف نقيس الرفاهية النفسية وكيف نرصدها في المجتمع؟

وبالرغم من أنه لازال النقاش والحوار العلمي مستمرا في تحديد الأركان الرئيسية التي يجب التركيز عليها لقياس الرفاهية فقد بدأ بعض الباحثون بتطوير أدوات قياس للرفاهية النفسية مبنية على

كيف نقيس الرفاهية النفسية وكيف نرصدها في المجتمع؟
أدوات قياس الرفاهية في المجتمعات


في مقال سابق عن الرفاهية وعلاقتها بالصحة النفسية عرفنا الرفاهية النفسية على أنها ببساطة الشعور بالرضى عن أنفسنا والحياة التي نعيشها ويشمل ذلك جسديا ونفسيا مما يُظهر على الفرد علامات التمتع بجودة حياة جيدة، ويعتبر مصطلح الرفاهية أو الرفاهية النفسية حديثا مقارنة بالمعارف العلمية الأخرى في مجال الصحة النفسية والطب النفسي. وحينما ننتقل لجانب قياس الرفاهية النفسية فإن أول خطوة فيها تتعلق بالوصول إلى اتفاق علمي موحد عن ماهي الأركان أو المحاور الرئيسية التي تقوم عليها الرفاهية النفسية. وبالرغم من أنه لازال النقاش والحوار العلمي مستمرا في تحديد الأركان الرئيسية التي يجب التركيز عليها لقياس الرفاهية فقد بدأ بعض الباحثون بتطوير أدوات قياس للرفاهية النفسية مبنية على بعض المحاور التي باتت واضحة ووصلت لمرحلة النضج في الحوارات العلمية على أنها فعلا محاور رئيسية لبناء الرفاهية النفسية عند الفرد.

أركان الرفاهية النفسية:

مابين عام 1989 وحتى 2007 قام الباحث في مجال الصحة النفسية (Carol D. Ryff) بتطوير مقياس الرفاهية النفسية (Ryff’s Psychological Well-Being Scales (PWB)) مكون من 42 سؤال مقسمه على 6 أركان أو محاور رئيسية وهي كالتالي:

1- الإستقلالية

2- الإلمام الكامل بالبيئة المحيطة

3- النمو والتطور الذاتي

4- العلاقات الإيجابية مع أفراد المجتمع

5- وجود المعنى في الحياة

6- تقبل الذات

ومن هذا المقياس استنتجت الدراسات أن أقوى عامل تأثير إيجابي على الرفاهية النفسية هو المكانة الإجتماعية ويليها المستوى التعليمي ووجود العلاقات الإيجابية الداعمة وأن أقوى مؤثر سلبي على الرفاهية النفسة هو العنصرية والنبذ.

وعودة لأركان الرفاهية، في عام 2011 نشر الدكتور مارتن (Martin Seligman) مقياس جديد بعنوان (PERMA) مكون من 23 سؤال لقياس الرفاهية موزعة على خمسة أركان أو محاور وهي:

1- المشاعر الإيجابية

2- الإندماج

3- العلاقات

4- المعنى

5- الإنجازات

وبالنظر لهذه المحاور نجد أن فيها تشابه وتداخل كبير بين المحاور في المقياس الأول أو أنها بنفس المعنى بشكل عام ولكن ما يهمنا هنا أنها ترتبط بتعريف الرفاهية وهو بإختصار الشعور بالرضا عن أنفسنا والحياة التي نعيشها.

بالرغم من توفر مقاييس الرفاهية النفسية ودراسات التأكيد العلمي عليها باللغة الإنجليزية وبعض اللغات الأخر إلا أن توفرها باللغة العربية وعمل الدراسات التأكيدية عليها في المجتمعات العربية بشكل عام والسعودية بشكل خاص لا يزال متأخرا. ولكن سنرى في المستقبل القريب جدا هذه المقاييس متاحة للإستخدام باللغة العربية.