عشر قواعد هامة لتعاون بحثي ناجح
تبدي العديد من الجهات الحكومية والخاصة رغبتها بأنها تريد رؤية المزيد من التعاون بين الأوساط البحثية والصناعة حيث إنها تعتقد أن هذا يساعد في "إيجاد حلول للمشكلات والتحديات الإقتصادية والإجتماعية وخلق فرص العمل والنمو". لكن ليس من السهل تحقيق التعاون أو استدامته وتشير الدراسات إلى أنه ما بين 50٪ و 75٪ من جميع أشكال التعاون بين المنظمات تفشل
تبدي العديد من الجهات الحكومية رغبتها بأنها تريد رؤية المزيد من التعاون بين الأوساط الأكاديمية والصناعة حيث إنها تعتقد أن هذا يساعد في "إيجاد حلول للمشكلات والتحديات الإقتصادية والإجتماعية وخلق فرص العمل والنمو".
لكن ليس من السهل تحقيق التعاون أو استدامته لأنه ما بين 50٪ و 75٪ من جميع أشكال التعاون بين المنظمات تفشل. والفشل مكلف.
كيف تعرف متى يكون التعاون مناسبًا وكيف يمكن إنجاح العلاقة؟
من خلال البحث في المراجع والمصادر العلمية التي تدرس العلاقة بين التعاون الأكاديمي وقطاع الصناعة يمكننا أن نلخص ونختصر النتائج في 10 قواعد للتعاون البحثي الناجح بين القطاع الأكاديمي والصناعي، وهي كالتالي:
١- التأكد من الحاجة بالفعل إلى التعاون: يجب أن لا تنجذب المنظمات إلى التعاون لمجرد أنه ما يفعله الآخرون إنها ليست طريقة لتحقيق ما تريده بسهولة أكبر أو بتكلفة منخفضة ويمكن أن يكون عكس المتوقع في كثير من الأحيان. لذا فكر فيما إذا كان هدفك يمكن تحقيقه بطريقة أخرى على سبيل المثال من خلال بناء الخبرة الداخلية أو تعيين موظفين جدد بالمهارات التي تحتاجها أو عن طريق التعاقد مع طرف آخر مثل مستشار للقيام بالمهمة.
٢- فهم أن التعاون محفوف بالمخاطر: يمثل طريقة مختلفة للعمل حيث لا يتم دعمه جيدًا دائمًا داخل المنظمة ولا يمتلك جميع الأشخاص المهارات أو الرغبة في ذلك. لذلك خذ وقتك في مراجعة التعاون المقترح وتحديد التكاليف و الفوائد وما الذي قد تخسره وما الذي ترغب في تسليمه؟ هل الوقت والجهد من المرجح أن يؤتي ثماره؟
٣- ابحث عن الشركاء المناسبين: قد يبدو هذا وكأنه لا يحتاج إلى تفكير ولكن الكثير من عمليات التعاون محكوم عليها بالفشل منذ البداية بسبب التوقعات والأهداف غير المتطابقة أو العمل مع الأطراف التي لا تمتلك المهارات والموارد المناسبة لإنجاح المشروع.
ليس بالضرورة أن يكون الشركاء المناسبين مثلك ولكن عليك التأكد من أن الأطراف الأخرى تحترم طريقة تفكيرك. ليس هناك فائدة من التعاون مع الشركاء الذين لا يجلبون خبرات وموارد إضافية إلى طاولة المفاوضات.
٤- استفد من علاقاتك الحالية: غالبًا ما تعمل عمليات التعاون بشكل أفضل عندما تعمل مع أشخاص تعرفهم جيدًا وتثق بهم حيث يتم استثمار الوقت في بناء رأس مال.
لكن المشروع قد يتطلب طرقًا جديدة في التفكير ومجموعة مهارات مختلفة و موارد مختلفة. لذلك قد يصبح المتعاونون أو الشركاء السابقون هم الوصلات التي يمكنها أن تتطابق مع النوع المناسب من الشراكة حتى لو لم يكونوا مناسبين تمامًا للتعاون المقصود.
٥- إيجاد أرضية مشتركة مع الأطراف الأخرين: عندما تكون لديك فكرة عادلة عن المتعاونين المثاليين ناقش شروط الاتفاقية مقدمًا لا سيما حول كيفية العمل معًا وكيفية التعامل مع النزاعات ومن سيفعل ماذا وما الذي سيتم المساهمة به. هذا لا يعني الوصول إلى دفتر القواعد في كل مرة تظهر فيها المشاكل ولكن من المهم للأطراف أن تفهم بالكامل مصالح ومسؤوليات الجميع. الوقت المستغرق في وضع قواعد اللعبة يمكن أن يقلل أيضًا من تكاليف المراقبة المستمرة.
٦- الاستثمار في العلاقات: يعتمد التعاون على العلاقات وليس البرامج أو المنظمات. إنه ليس مجرد ترتيب للمعاملات. ولكي تنجح عمليات التعاون تحتاج إلى إقامة علاقات وجهًا لوجه في البداية لبناء قوة العلاقات. تساعد الاجتماعات وجهاً لوجه في كثير من الأحيان بين شركاء التعاون أيضًا على ضمان سير الأمور بسلاسة حيث ان الوقت جزء كبير من الاستثمار.
٧- تحديد ودعم الأبطال والرعاة: تعمل المشاريع التعاونية بشكل أفضل عندما يكون هناك من يعرف بالضبط كيف سيفيد البحث منظمته أو صناعته أو قطاعه. إذا غادر هذا الشخص المنظمة فيجب العثور على شخص مشابه و إذا لم يكن الأمر كذلك فسوف ينحرف المشروع وتنخفض المشاركة والتعاون وتتوقف الاستفادة من النتائج وهذا هو أسوأ النتائج الممكنة.
على النقيض من ذلك يوفر الرعاة دعمًا عالي المستوى للمشروع ويساعدون في ضمان الشرعية والتمويل والوصول إلى الموارد. امنح الرعاة قصصًا إخبارية جيدة لمساعدتهم على العمل كوسطاء لمشاريعك والمحافظة عليهم.
٨- أغلق المشاريع غير الفعالة أو السامة: تنتهي بعض المشاريع التعاونية بعبء كبير على المنظمة وعليه يجب مراجعة المشاريع التعاونية وإنهائها إن كانت غير فعالة أو تسبب عبء لا تبرره نتائجها على المنظمة.
٩- اعمل بجد للحفاظ على تعاون ناجح: أضف الأطراف حسب الحاجة ولكن كن حذرًا عند القيام بذلك. تحتاج الأطراف الجديدة إلى فهم ثقافة التعاون والتوافق مع قيمه وأعرافه وسلوكياته. افهم كيف يعمل شركاؤك ونقاط القوة والضعف لديهم وابحث باستمرار عن طرق للحفاظ على التعاون الناجح.
١٠- قياس ومراقبة وربط النجاح: تحتاج إلى إنشاء طريقة واضحة لقياس وتتبع الأهداف المتفق عليها مسبقًا. تأكد من أنك تخطط لتحقيق بعض المكاسب المبكرة وتأكد من أنه يمكنك التحقق عندما تصل إلى هناك. تعد القدرة على قياس النجاح والتواصل معه أمرًا ضروريًا للحفاظ على التعاون مستمرًا - والأهم من ذلك - معرفة ما إذا كان على المسار الصحيح أو يحتاج إلى تصحيح. تحتاج أيضًا إلى أن تكون قادرًا على إثبات بوضوح ودون لبس ما إذا كان المشروع ناجحًا أو ما إذا كان قاصرًا في بعض المجالات.