تعلم اللغات وفوائدها للقطاع الصحي

في عالمٍ متسارع التغيرات، يكتسب تعلم اللغات الجديدة أهمية متزايدة، خاصةً في المجالات الحيوية مثل الصحة والصيدلة. تمثل شركات الأدوية العالمية، مثل فايزر وأسترازينيكا وجونسون آند جونسون، نماذج رائدة تُظهر كيف يمكن لتعدد اللغات أن يُعزز من فعالية العمل ويسهم في الابتكار. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما هي الفوائد الحقيقية لتعلم اللغات الجديدة في القطاع الصحي بشكل عام وقطاع الصيدلة بشكل خاص؟

تعلم اللغات وفوائدها للقطاع الصحي
عقول: تعلم اللغات والقطاع الصحي


في عالمٍ متسارع التغيرات، يكتسب تعلم اللغات الجديدة أهمية متزايدة، خاصةً في المجالات الحيوية مثل الصحة والصيدلة. تمثل شركات الأدوية العالمية، مثل فايزر وأسترازينيكا وجونسون آند جونسون، نماذج رائدة تُظهر كيف يمكن لتعدد اللغات أن يُعزز من فعالية العمل ويسهم في الابتكار. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما هي الفوائد الحقيقية لتعلم اللغات الجديدة في القطاع الصحي بشكل عام وقطاع الصيدلة بشكل خاص؟

إن فهم هذه الفوائد يتطلب النظر في عوامل محددة تؤثر على الممارسين الصحيين، بالإضافة إلى كيفية تعزيز التفاعل بين الثقافات واللغات. في هذا السياق، نستعرض في هذا المقال أهمية تعلم اللغات وأثرها على فرص العمل، والتطور المهني، والخدمات المقدمة للمجتمعات المتنوعة.

تعتمد الفوائد المحتملة لتعلم اللغات الجديدة على عاملين مهمين للغاية:

العامل الأول

 اللغة المستهدفة، هل تُستخدم هذه اللغة بشكل واسع بين المقيمين في السعودية، مثل الأوردية أو الهندية؟ يُعتبر عدد المتحدثين بهذه اللغات كلغة أم كبيراً مقارنةً بالمتعلمين لها كلغة ثانية أو ثالثة، حيث يكون عددهم قليلاً جداً. كلما كان الفارق بين المتحدثين كلغة أم والمتحدثين بها كلغة ثانية أو ثالثة أكبر، خاصةً بين الممارسين الصحيين السعوديين، زادت عائدات المنفعة بشكل ملحوظ.

العامل الثاني

مصلحة المؤسسة أو الشركة، تتعامل شركات الأدوية العالمية مع جنسيات متعددة وتدير مصانع في مناطق مختلفة من العالم. وعادةً ما تركز هذه الشركات على اللغات الأوروبية مثل الفرنسية والإسبانية والإيطالية والألمانية، نظراً لتنوع سوقها واحتياجاتها العالمية.

الفوائد في تعلم اللغات الجديدة:

  • زيادة الرواتب والعائد المادي: تشير بعض المصادر إلى أن الذين يتعلمون لغة جديدة يزداد راتبهم الشهري بنسبة تتراوح على الأقل بين 10% إلى 20%، وهذا يعتمد على القطاع الذي يعملون فيه.
  • فرص العمل في المؤسسات الدولية: مثل منظمة الصحة العالمية، التي تتطلب إتقان لغتين رسميتين لديها، وهما الإنجليزية والفرنسية.
  • الترقيات: أصحاب اللغات المتعددة هم من يحصلون على ترقيات أسرع من نظرائهم.
  • الاستشارات: أحياناً، عندما تريد شركة أدوية التعامل مع المستهلكين في إسبانيا مثلاً، وإذا كان هناك موظف يتقن الإسبانية، يمكن للشركة أن توكل المهام لهذا الموظف.

يُطلق على الأشخاص الذين يجيدون التحدث بأكثر من لغة مصطلح 'polyglot'، والذي يشير إلى إتقان ثلاث لغات على الأقل. هذه المهارة تُعتبر ميزة تنافسية قيمة في سوق العمل. تسهم عملية تعلم لغة جديدة في تحقيق رؤية المملكة 2030 والانفتاح على العالم، مما يعكس التقدم في القطاع الصحي ويتيح الاستفادة من المستثمرين الخارجيين في هذا المجال. كما أن الابتعاث إلى دول تُدرَّس فيها المواد باللغة الأم، مثل الجامعات اليابانية التي تدرس معظم برامجها باللغة اليابانية، يمثل فرصة قيمة.

علاوة على ذلك، يلعب تعلم اللغات الجديدة دوراً مهماً في تعزيز الخدمات المقدمة للمعتمرين والحجاج في بيت الله الحرام والمسجد النبوي من مختلف أنحاء العالم. ومن بين اللغات الشائعة بين المعتمرين والحجاج، بخلاف العربية والإنجليزية، نجد الأوردو، الهندية، التركية، الأذربيجانية، الطاجيكية، و الإندونيسية.

من المهم أيضاً ملاحظة أن سهولة تعلم اللغات تختلف حسب الشخص ولغته الأم. فمثلاً، عندما يرغب شخص ذو لغة أم إنجليزية وصديق يتحدث العربية في تعلم اللغة الأوردية، قد يجد الناطق بالعربية أن تعلمها سهل للغاية، مما يمكنه من إتقانها في ستة أشهر، بينما يحتاج الشخص الناطق بالإنجليزية إلى ثلاثة أضعاف هذه المدة أو أكثر. لذا، للراغبين في تعلم لغة جديدة بسرعة، يُفضل اختيار لغات سهلة وقريبة من اللغة العربية.

كتابة: مشاري الأشجعي

المراجعة والتدقيق: شذى ترابي