أنا الفريد الذي لم ولن تجد له مثيل، الشريك النرجسي !
هل فكرت من قبل في احتمالية أن يكون شريك حياتك مصاب بالنرجسية؟ حسنًا .. لست وحدك!
هل فكرت من قبل في احتمالية أن يكون شريك حياتك مصاب بالنرجسية؟ حسنًا.. لست وحدك! سوف يساعدك هذا المقال في معرفة بعض النقاط الهامة حول "النرجسية"، ما هي، وما أهم سماتها، وهل هناك علاج للنرجسية أم لا
تعريف النرجسي
هو نوع من اضطرابات الشخصية يتمثل في تضخم (الأنا) وطغيان حب الشخص لنفسه -بشكل غير واقعي- على حساب الآخرين، وهذا الإعجاب المُفرط بالنفس يتسبب في حدوث عدة مشكلات عاطفية واجتماعية على وجه الخصوص لهذا الشخص المصاب بالنرجسية.
وتجدر الإشارة إلى أن النرجسية كاضطراب نفسي تختلف عن النرجسية الصحية والتي تعني تقدير الشخص لذاته تقديرًا صحيًا مبني على حقائق واقعية، كأن يكون الشخص رائد بمجاله، أو مفكر عظيم، أو فنان مُلهم، فهؤلاء جميعًا تكون لديهم بصمات إيجابية في المجتمع من حولهم، وبالتالي لديهم تقدير منطقي للذات.
سمات الشخص النرجسي
هناك عدة سمات تُحدد بدقة ما إذا كان الشخص مصاب بالنرجسية أم لا، ومن هذه السمات ما يلي:
- تضخم الذات المبالغ فيه، مما يمنع الشخص من رؤية ذاته الحقيقية، وكذلك فقدانه للقدرة على معرفة شعور الآخرين، وفهمهم.
- صورة غير واقعية للشخص عن نفسه في القوة، والجمال، والنجاح، والذكاء.
- الحاجة الدائمة للإطراء من الآخرين، ونيل اهتمامهم.
- لا يستطيع التعامل مع الضغوطات.
- أهداف حياته دومًا غير واقعية ( لأنه يظن أن لديه إمكانيات عقلية وفكرية أكبر مما لديه بالفعل).
- صْعُب عليه جدًا تقبل النقد، والاعتراف بالخطأ.
أسباب النرجسية
تشير الدراسات إلى أن سبب النرجسية غير معروف، ولكن كأغلب الاضطرابات النفسية يكون هناك استعداد وراثي لدى الشخص، بالإضافة إلى تاريخ للتعرض لبعض التصرفات في الطفولة إما المدح الزائد عن الحد من أحد الوالدين أو كليهما، أو على النقيض تمامًا إساءتهم له.
الجانب العاطفي في حياة الشخصية النرجسية
(" النرجسيون شركاء حياة سيئون للغاية") يقول "براد بوشمان"؛ الأستاذ بجامعة أوهايو العلاقة مع شخص نرجسي قد تكون تحدٍ كبير للغاية، وذلك لأن الشخص النرجسي نادرًا ما يشعر بحب حقيقي تجاه أحد، وهذا له سبب عميق للغاية؛ وهو أنهم في الواقع لا يحبون أنفسهم الهشة، وبالتالي يحاولون باستماتة تصدير صورة أخرى متضخمة الذات عن أنفسهم لمنع كشف عورة هذا الضعف النفسي الخفي.
إذن ما الذي يبحث عنه الشخص النرجسي عند إقامة علاقة عاطفية مع أحدهم؟
هو فقط يبحث عن سد احتياجاته العاطفية، وعند فشل الآخر في إشباع احتياجاتهم يبدأ الشخص النرجسي بمعاقبته وممارسة بعض الألعاب النفسية عليه.
الألعاب النفسية عند الشخص النرجسي
يلجأ الشخص المصاب بالنرجسية إلى القيام بألعاب نفسية على من حوله، وذلك بهدف إحكام السيطرة على علاقته معهم وخلق صورة مثالية عن نفسه، وهذه الألعاب يقوم بها النرجسي بشكل لا واعي غالبًا، وهنا نوضح بعض هذه الألعاب النفسية لتكن على وعي بها إذا كان شريك حياتك مصاب بالنرجسية:
- التلاعب بعقلك: عن طريق زرع الشكوك في نفسك حول أمر ما، مما يقودك للحيرة والتساؤلات التي لا تنتهي.
- الاختفاء: يختفي الشريك – أو الصديق - المصاب بالنرجسية فجأة، دون ترك أي إشارات أو مبررات لاختفائه هذا.
- إلقاء اللوم على الآخر دومًا: نادرًا ما يعترف النرجسي بخطأه، ويبدع في إقناع الآخر أنه المذنب، وعليه الاعتذار.
- ويجب التوضيح أن ليس كل من يقوم بمثل هذه الألعاب النفسية مصاب بالنرجسية، ولكنها في الوقت نفسه شائعة عند الأشخاص المصابين بالنرجسية.
علاج النرجسية
من الصعب على أي شخص مصاب بالنرجسية أن يسعى للذهاب لطبيب نفسي لتلق العلاج، وذلك لأن هذا الشخص المصاب بالنرجسية لا يعي بشكل كبير أن لديه مشكلة بالفعل. لذا، فأول مرحلة في العلاج هو محاولة جعله يدرك أنه يعاني من اضطراب نفسي يستوجب الذهاب لطبيب نفسي، خاصة إذا كان هذا الاضطراب يسبب له مشكلات مع جميع من حوله سواء أصدقاء أو معارف أو أهل أو شريك حياته.
وأفضل علاج سيتلقاه الشخص المصاب بالنرجسية هو ما يسمى في الطب النفسي " العلاج بالتحليل النفسي"، والذي ينقسم هنا إلى شقين:
- العلاج النفسي الديناميكي: وهو علاج يركز على مشاعر الشخص وأفكاره العميقة حيث يستهدف العقل الباطن، عن طريق فتح نقاش مفتوح مع المعالج النفسي تتحدث فيه بأريحية عن مشاعرك وتسعى إلى اكتشافها، والوصول للأسباب العميقة لتصرفاتك الخاطئة في حق الآخرين.
- العلاج السلوكي المعرفي: يركز بشكل خاص على إحداث تغيير بأفكارك، وهو علاج يركز على ثلاث محاور رئيسية وهما: الإدراك، والعاطفة، والسلوك.