التطبيب عن بعد خلال جائحة كورونا

يعد التطبيب عن بعد أو الطب الاتصالي أحد المجالات الحديثة لتقديم الرعاية الصحية ويُعرّف بأنه تقديم الرعاية الصحية والفحص والمعاينة والتشخيص باستخدام وسائل تقنية المعلومات والاتصالات.

كان الهدف من التطبيب عن بعد هو تقديم الرعاية الصحية بشكل متساوي لسكان المناطق النائية التي يصعب الحصول فيها على رعاية صحية تخصصية وذلك عن طريق استخدام أجهزة الحاسب ومشاركة الوسائط المتعددة أو باستخدام أجهزة متابعة المريض مثل أجهزة تخطيط القلب سواءً كان تبادل البيانات بين المريض والطبيب في منشآت صحية مختلفة أو كان المريض في المنزل.

برزت أهمية التطبيب عن بعد في فترات الأزمات والكوارث الطبيعية مثل الأمطار والعواصف الثلجية وذلك لصعوبة الوصول إلى المنشآت الصحية ولارتفاع تكلفة نقل المرضى المحتاجين إلى المستشفيات أثناء فترات الأزمات فساعد استخدام التطبيب عن بعد في المحافظة على الأرواح وتقليل التكلفة المادية المرتبطة بنقل المرضى.

خلال فترة جائحة كورونا اتخذت المملكة العربية السعودية عدداً من التدابير الوقائية وذلك للحد من انتشار فايروس كورونا. كان أحد هذه التدابير هو التطبيب عن بعد حيث تحول عدد من أطباء مراكز الرعاية الأولية والعيادات الخارجية لبعض المستشفيات لتقديم الرعاية في العيادات الافتراضية. كما تم تفعيل استخدام عدد من التطبيقات الصحية والتي طورتها وزارة الصحة لغرض تقديم الرعاية للمرضى.

أهم هذي التطبيقات هو تطبيق صحة والذي من خلاله يمكن للمريض التواصل مع الطبيب المختص عن طريقة مكالمة فيديو او المحادثة النصية كما يمكن للمريض والطبيب مشاركة الوسائط المتعددة مثل الصور ومقاطع الفيديو وصرف الوصفات الطبية. حسب إحصائيات وزارة الصحة خلال فترة الجائحة تم تقديم ما يتجاوز مليون ونصف استشارة طبيه عبر تطبيق صحة كما تم حجز ما يقارب أربع ملايين موعد.

كما طرحت وزارة الصحة أيضاً تطبيق صحتي والذي يمكن الأفراد من مواطنين ومقيمين من حجز مواعيد لقاح كورونا وعرض تقارير الإجازات المرضية والتقارير الطبية وخدمة مكافحة العدوى والتي تتيح للمستخدم الإبلاغ الذاتي عن إصابته بفايروس كورونا فتظهر له تعليمات العزل الذاتي والمعلومات الطبية التي يحتاجها خلال فترة إصابته بالإضافة إلى خدمة البحث عن دواء في الصيدليات المحلية كما يحتوي بعض الخصائص التي تعزز نمط الحياة الصحي مثل احتساب عدد الخطوات وحساب كتلة الجسم ومتابعة العلامات الحيوية.

من التطبيقات التي طورتها أيضاً وزارة الصحة تطبيق موعد والذي يمكن المريض من حجز موعده في مراكز الرعاية الأولية الحكومية دون حاجة للذهاب إلى المركز فساعد على تقليل وقت الانتظار في المراكز كما ساهم في تخفيف الازدحام.

تميزت المملكة بحمد الله في تقديم الرعاية الصحية عن طريق استخدام التطبيب عن بعد خلال فترة الجائحة. ومن أهم العوامل التي مكنت المملكة من النجاح في هذه التجربة هي توفر الإنترنت عالي السرعة في جميع المناطق وانتشار أجهزة الهاتف الذكية وأجهزة الحاسب اللوحي والمحمول. بالإضافة إلى توفر التطبيقات الخاصة بوزارة الصحة قبل الجائحة فكان إقبال الأطباء والمرضى لاستخدامها عال.

بقلم: ديمه السلمان

محاضر في قسم إدارة وتقنية المعلومات الصحية - كلية الصحة العامة

جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل